14‏/05‏/2016

نقادة على قائمة التراث العالمي .. بقلم الدكتور/ عصام حشمت

أخبار نقادة 
هذا المقال حصنا به الدكتور / عصام حشمت  مدرس ترميم الآثار بكلية الآثار بقنا – جامعة جنوب الوادي .


مشروع ترشيح ( نقادة – البلاص ) على قائمة التراث العالمي والحفاظ علي التراث الثقافي والحرف التقليدية نحو التنمية المستدامة
دكتور/ عصام حشمت محمد
 عضو هيئة التدريس بكلية الآثار بقنا – جامعة  جنوب الوادي
esdream2012@yahoo.com

حضارة نقادة :
نقادة هي مدينة ومركز بمحافظة قنا وتقع على الشاطئ الغربي للنيل عند خط عرض  54°25 شمالا وعند خط  43°32 شرقا وتطل على نهر النيل، وتبعد نقادة عن مدينة قنا 31 كم جنوباً وعن الأقصر 25 كم شمالاً، وعلى الجهة المقابلة لها من الضفة الشرقية للنيل إلى الشمال منها تقع مدينة قوص وتبعد عن القاهرة 640 كيلومتر جنوباً.
واسم (نقادة) مشتق من اسم نجادة وتعني النجدة والإنقاذ حيث كان القدماء المصريين يستغلونها في موسم فيضان النيل في دفن أمتعتهم ، ثم حرفت بعد ذلك من "نجادة" إلى "نقادة"
قسم الباحثون حضارتها إلى نقادة الأولى ونقادة الثانية ونقادة الثالثة وتمتاز حضارات نقادة بالتقدم الاقتصادي والفن
حضارة نـقادة الأولى أو العَمرة ( 3900 - 3650 قبل الميلاد):
وقد وجدت آثار هذه الحضارة في أكثر من موقع ابتداء من مصر الوسطى وحتى الجندل الأول، وهي ترتبط حضاريا بحضارة العَمرة ( جنوب شرق العرابة المدفونة بمركز البلينا بمحافظة سوهاج الحالية ) فقد تميزت بوجود صلات تجارية مع الواحة الخارجة غربا والبحر الأحمر شرقا ووصلت إلى الجندل الأول في الجنوب .
كانت نقادة جبانة لإحدى المدن المصرية الهامة وهي مدينة " نوبت" ( قرية طوخ التابعة لمركز نقادة محافظة قنا حاليا ) والتي كانت مركزا لعبادة الإله ست .
عثر في جبانة نقادة على بعض الدبابيس وأدوات أخرى صغيرة مصنوعة من النحاس ، أما عن مساكنهم فقد كانت بسيطة تشيد من أغصان الأشجار التي تكسى بالطين ، أما مقابرهم فقد كانت عبارة عن حفرة بيضاوية قليلة العمق، وكان المتوفي يدفن في وضع القرفصاء ويلف أحيانا بجلد ماعز ، وشهدت حضارة نقاده تحسن صناعة الأدوات الحجرية وتطور تقنيات حرق الفخار .
حضارة نـقادة الثانية ( 3650 - 3300 قبل الميلاد):
تعد حضارة نقادة الثانية أوسع انتشارا وتقدما من الحضارة السابقة وقد وجدت آثار تدل عليها في نقادة نفسها ، وفي مواقع أخرى في الشمال ( في طرخان ، جرزة ، وابوصير الملق ) ، وفي الجنوب ( في بلاد النوبة ) في وادي السبوع ، عمدا ، عنيبة .
قادت نقادة الثانية إلى وحدة البلاد بعد ذلك فى العصور التاريخية حيث نجد تعميقا للصلات التجارية السابقة ، وكذلك بعض المناوشات بين الجنوب والشمال وقد ظهرت فى هذه الفترة أول إرهاصات للرسوم الجدارية فى الكوم الأحمر قرب مدينة ادفو عام 3500 قبل الميلاد ، وظهر الفخار الملون برسوم مراكب وأشكال الإنسان والحيوان والطير .
وتميزت حضارة نقادة الثانية أنها أرست قواعد الحضارة الزراعية وبأنها خطت خطوات واسعة في الصناعات الحجرية والمعدنية ، وتوسعت في استخدام النحاس في صناعة الأدوات .
كما استخدمت بعض الخامات غير المحلية مثل اللازورد، وهذا يدل على وجود صلات تجارية مع آسيا في هذه الحقبة السحيقة كما وجدت حضارة سميت باسم حضارة العَمرة ولكن اتضح أنها نفسها حضارة نقادة الأولى .
كما ظهرت حضارة الجرزة التي أتضح أنها امتداد لحضارة نقادة الثانية ، وتطورت المساكن قياسا بمساكن أهل نقادة الأولى ، وكانت مستطيلة وتبنى من الطوب اللبن .
أما عن المقابر فقد بدت هي الأخرى أكثر تطورا عن ذي قبل حيث جرى تحديد جوانب الحفرة وتقويتها بتكسيتها بالطمى أو البوص والحصير .
ثم عرفوا الطوب اللبن فبدؤا يدعمون به جدران القبور ولم يقتصر الأمر في بعض المقابر على حجرة الدفن ، وإنما ألحقت في بعض الأحيان بحجرة صغيرة كانت مخصصة لحفظ الأواني والأثاث الجنزي . أتبعت جبانات نقادة الثانية التقاليد السائدة فيما قبل الأسرات من دفن الموتى في الهيئة المثنية ، وكانوا يضعون مع الميت في قبره الطعام والشراب والمتاع ، وكانت هذه الحضارة الممهدة لوحدة الحضارة المصرية التي ظهرت على وجه الأرض .
نـقادة الثالثة ( 3300 - 3050 قبل الميلاد ):
يعود مصطلح ( عصر تكوين الأسرات ) إلى الفترة التي أعقبت عصر ماقبل الأسرات، وذلك فيما بين عامي 3200 - 3000 قبل الميلاد ، وتتوافق مع الطور الأثري المعروف باسم ( نقادة الثالثة) Naqada III  وتعرف تلك الفترة أحيانا باسم الأسرة صفر ، أو عصر ماقبل الأسرات المتأخر .
تميز عصر تكوين الأسرات بميزتين أولهما أن ذلك العصر هو الذي بدأ فيه المصري مرحلة التوحيد السياسي ، ثانيهما أنه العصر الذي بدأت فيه عملية تدوين اللغة المصرية القديمة (الهيروغليفية) .
ويوجد دليل أثري قوي علي امتداد الوجود المصري في ذلك العصر إلي جنوب فلسطين ، فيما عرف بالمستعمرات أو المستودعات التجارية .
ظهرت الأقاليم المتحدة والتي قادت بعد ذلك إلى وجود مملكتين أحداهما في الدلتا وعاصمتها بوتو وهى تل الفراعين بالقرب من مدينة دسوق الحالية والأخرى فى الجنوب وعاصمتها نخب وهى الكاب بالقرب من مدينة ادفو .
كما يعرف أن لمدينة نقادة حضارة فرعونية من 4400 ق.م إلى 3000 ق.م وتلت حضارة البداري وقد قسمها العلماء إلى ثلاثة حضارات تمتد عبر نحو 1400 سنة وهم حضارة نقادة الأولى وحضارة نقادة الثانية وحضارة نقادة الثالثة والمتتبع لتلك الحضارات يلاحظ تطورا سريعا بين تلك الأحقاب حيث اشتهرت حضارة نقادة بالتقدم الاقتصادي والصناعي والفني والتكوين الاجتماعي والسياسي السريع مما أدى إلى نشأة إمارات كبيرة متقدمة في مصر القديمة وتكللت تلك الحضارة بتكوين الوحدة بين شمال مصر وجنوبها مع بدء حكم الأسرة الأولى.
وتشتهر نقادة بصناعة الفركا وهي من المنسوجات اليدوية التي كانت تصدر إلى السودان وتستخدم في بعض العادات المتوارثة لديهم في الولادة والزواج.

معايير الترشيح :
-       تمثل مدينة نقادة نموذج لنشاط الإنسان الأول كمدينة صاحبة حضارة منذ عهد الفراعنة ،  حيث اتفق الباحثين علي إطلاق عصر ما قبل الأسرات علي نقادة الأولي ونقادة الثانية وذلك يعتبر قيمة استثنائية تتميز بها نقادة عن غيرها.
-       تقف هذه المنطقة شاهداً فريداً علي نشاط المصري من حيث استخدامه للطفلة في صناعة أدواته الدنيوية و الجنائزية متمثلة في الفخار ، ويتميز فخار نقاده الأولى بأنه فخار احمر مصقول والفخار الأحمر ذو الحافه السوداء ونوع ثالث يطلق عليه الفخار ذو الرسوم البيضاء المتقاطعة ويتميز بتنوع أشكاله واغلب رسوم هذا الفخار تمثل زخارف شبه هندسيه مثل الخطوط المتوازية والمائلة ومنها ما مثل مناظر بشريه أو حيوانيه ومناظر طبيعيه من حيوانات وقوارب ورقص وصيد، أما فخار نقاده الثانية فيمثل مرحله النضج في صناعه الآثار الفخارية و يتميز فخار هذه الفترة بالرقة وأطلق عليه اسم الفخار ذو الزخارف أو الرسوم الحمراء حيث تندر الأشكال الهندسية وتكثر الصور الآدمية أو الحيوانية و الطيور المائية وصور المراكب أو النباتات ، وتتميز هذه الفترة بوجود نوع يطلق عليه الفخار ذو المقابض المتموجة وهى المقابض التي توجد بحواف الإناء أو على جانبي الإناء حول وسط الانيه .
-       اقتران المدينة بالعديد من الأحداث و المعتقدات المرتبطة بتاريخ و حضارة الفراعنة.
-       تقف هذه المدينة شاهدا فريداً علي معتقدات خاصة بحياة المصري القديم في عهد الفراعنة .
-       من أهم مقومات مدينة نقادة قربها من نهر النيل و استفادتها منه في شتي الجوانب .
-       قربها من مدينة الأقصر التي تعتبر من المناطق السياحية العالمية .
الحفاظ على الصناعات البيئية والحرفية في منطقة ( نقادة – البلاص ) :
-       الفخار : يعتبر نجع الشيخ على التابع لمركز نقادة موطن الصناعات الفخارية حيث يتم عمل تحف فخارية رائعة تستخدم بعض منها كأواني للطهي وأخرى تكون للزينة ومن أنواع الفخار القلل بأشكالها وأحجامها والأباريق والأزيار والزهريات وزبادي اللبن وغيرها التي تباع محلياً أو تصدر لباقي مدن مصر وقد حصل فخار قنا على عدة ميداليات في كثير من المعارض الصناعية بالقاهرة .
-       الفركة : ينفرد مركز نقادة بصناعة الفركة وهى عبارة عن شال من الحرير المصنع يدوياً وإنها تمثل اعتقادا دينياً فى بعض الدول الأفريقية بأنها تجلب البركة .
-       جريد النخيل: يعتبر مركز نقادة من الأماكن التي تشتهر بصناعة منتجات جريد النخيل الذي يضيف عراقة لأى مكان يحتوية وتمتاز نقادة بتوافر الجريد و الفنان الذي يبدع في تصميماته .
-       السجاد اليدوي : وتعتبر صناعة السجاد اليدوي أحدث الحرف التي أدخلت في نقادة حيث اكتسبت المرأة بنقادة ميزة الحرفية الفنانة لتثبت تميزها وتضاهى باقي الحرف لتنتج لوحه فنيه للمناظر الطبيعية والتراثية والأشخاص واللوح الدينية المختلفة .

المساحة : 775 كم²
تعداد السكان : 296,746 نسمة
كثافة : 58 نسمة/كم²

الطرق والمواصلات :
1- سكة حديد القاهرة - قنا   608 كم.
2- طرق برية زراعية أسوان – القاهرة .
3- طرق برية طريق شرق النيل .

طرق جوية :

عن طريق مطار الأقصر الدولي .

التسميات: ,

0 تعليقات:

إرسال تعليق

شاركنا برأيك

الاشتراك في تعليقات الرسالة [Atom]

<< الصفحة الرئيسية