مقال متميز عن التربية المدنية
كتب / محمد إبراهيم طلب
مسابقة المقال للشباب
في زمن أصبح العالم فيه قرية واحدة يتلاقى جميع أفرادها على صفحات الشبكة العنكبوتية، فيعرض كل شخص أفكاره، ويجتمع الغث والسمين، نجد أنفسنا أمام خطر عظيم، حين يقع أبنائنا فريسة لشباك التطرف والكراهية والعنف الذي أصبح وصمة عار فى جبين الإنسانية المعاصرة.
من هنا وجب علينا أن ننتبه إلى التربية المدنية كوسيلة وقائية لإنقاذ هذا العالم من ويلات الإرهاب، ولتعميق ثقافة التسامح وقبول الآخر والمواطنة في عقل وقلب الإنسان المعاصر.
فلنمضي فى هذه الأسطر القليلة لتوضيح مفهوم التربية المدنية وما يتعلق بها...
توجد الكثير من التعريفات التي حاولت تفسير ماهية التربية المدنية، وقد اخترت منها هذا التعريف: "هى عملية إكساب الشباب والنشء المعلومات والمهارت والاتجاهات اللازمة كي يمارسوا حقوقهم ومسئولياتهم كمواطنين فاعلين في المجتمع على كل المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية."
ويرتكز التعريف على أربعة أبعاد هي: المعرفة والقيم والممارسات والعلاقات. فالمعرفة هي نقطة الانطلاق الأولى بإكساب المتعلم المعلومات حول القيم المدنية والمواطنة، ثم تعميق هذه المعرفة كقيم يؤمن بها وكمبادئ ذات قيمة عليا، ثم بناء نوع من المارسات والعلاقات المتفاعلة والبناءة بين المتعلم والأسرة والمجتمع والعالم بأسره.
وهنا علينا أن نحدد المؤسسات المسئولة عن توفير التعليم المدني ونشر قيم المواطنة والتسامح، وهذا الأمر لابد أن يصبح هدفا عالميا، ذا أولوية، ترعاه الأمم المتحدة بالإضافة إلى دور المؤسسات الحكومية ومؤسسات المجتمع المدني في ترسيخ مبادئ المدنية والمواطنة الفعالة لمختلف المراحل السنية.
يكون هذا عن طريق تدريب عناصر من المؤسسات التربوية المختلفة، الحكومية وغير الحكومية، وأعضاء منظمات المجتمع المدنى لتكوين فرق من المدربين. ويراعى أن يكون المدربون مناسبين للمرحلة العمرية للمتدربين، وعمل دليل تدريبى بواسطة مجموعة من الخبراء فى هذا المجال، مع إنتاج أعمال فنية مناسبة لمراحل سنية مختلفة لتعميق أفكار التسامح والمواطنة باعتبار الفن أبلغ وأجدى لأنه يخاطب الوجدان ويخترق أسوار العقل اللاواعي.
وقد يسأل سائل: ماذا سنفعل مع الفئات المهمشة والأقل حظا في التعليم؟ والحقيقة أن السؤال السابق يشعرنى بالحزن، فليس من المقبول أبدا فى هذ العصر أن يوجد أفراد لا يجيدون القراءة والكتابة، ولكن يجب أن نضع هؤلاء فى أولوية برامج التعليم المدنى. ويأتي هذا باستخدام عدد من الاستراتيجيات منها:
1- فرق من المتطوعين تنتشر فى القرى والأماكن المهمشة.
2- توفير منح تمويلية لمؤسسات المجتمع المدني التي تعمل مع هذه الشرائح.
3- إنتاج أعمال فنية (مسرحيات أو أغانى مثلا) تناسب هذه الفئات، ويتم ترويجها عن طريق المؤسسات العاملة مع تلك الفئات.
وأخيرا فرؤيتى أن الأمية فى المعرفة المدنية والمواطنة أخطر من الأمية في القراءة والكتابة. فالثانية عائق عن المعرفة، أما الأولى فعائق عن التعايش والسلام فى العالم.
مصدر الخبر موقع التعليم من أجل المشاركة
التسميات: مقالات
0 تعليقات:
إرسال تعليق
شاركنا برأيك
الاشتراك في تعليقات الرسالة [Atom]
<< الصفحة الرئيسية