كنز القناعة
بقلم . محمد نصار
لأننا نعيش حياة مريحة، ولأن النعم بالحمد والشكر تدوم. قد تدور بنا الملذات في حياتنا، فنتناسى فضل الله علينا، فنندم على زوال وفقدان النعم .. قد لا تكون النعم جميعها مستمرة، وقد نحرم بعض منها او نفتقد احدها فتأتينا بعضها لتختبرنا هل سنتكبر أم سنشكر. وقد تكون بعضها مؤقتة حتى نستغلها ونثمر بها حياتنا الآخرة .
نظل في صراع دائم مع غرائزنا وشهواتنا التي تدفعنا دائماً لأن نشبعها، ونجهل أنها لا تشبع! الغرائز نيران كلما حاولت إطفاءها زادت اشتعالاً. لا ألومن كثير من الناس على ذلك ً لأننا نبقى فى النهاية بشراً، ولكن كوننا بشراً فلنا عقل نفكر به، ولا بد أن نرسخ في أذهاننا أن القناعة كنز لا يفنى.
قد لا يعجبنا الفراش المصنوع من القطن ، والوسادة المكونة من الريش الناعم ، والسرير المصنوع من الخشب الفاخر. فنبقى على حزننا وما نحمل من هموم، لأن غيرنا لديه مكيف يبرد بسرعة أكبر! ونتناسى أن غيرنا يبتسم وهو يفترش التراب، ويتخذ من الصخور وسادات.
ونتذمر لأننا نتناول كل يوم صنفاً واحداً، ونجهل أن غيرنا لا يستطيع أن ينال حتى ما هو دون هذا الصنف ليأكل.
أجساد الفقراء في معاناة دائمة، أجسادهم تعاني جفافاً ومرضاً، وماتزال عقول البعض تعاني جفافاً أشد، فيظنون أن النعم تدوم دون الحمد والشكر. فنسرع في النهاية ونتدارك ونتفهم مرة أخرى، أن القناعة كنز لا يفنى!
التسميات: مقالات
0 تعليقات:
إرسال تعليق
شاركنا برأيك
الاشتراك في تعليقات الرسالة [Atom]
<< الصفحة الرئيسية