19‏/06‏/2017

صور .. قصة قصيرة لـ وائل الأسمنتي



صور *
                     وائل الأسمنتي 
أشار.. فدنوت.. 
بالكاد تحدث: محمود.. اعتن بالحمل! 
ورحل.. 
مرت أيامي ثقيلة كحملي متشابهة أحداثها. أنيني يدوي خلف أسواري المغلقة. طرحت جسدي مكانه علي أجد ريحه فيه. رويت الميت في قلب الوسادة. آملا أن تنبت من جديد. انتظرته كثيرا.. 
استجمعت كل قواي الشاردة. سخرتها لخدمة نداءاتي عليه. جثمت علي صدري. وأطبقت علي حنجرتي. لتحفظ لنفسها بعض ماء الوجه. كم ملعونة أنت أيتها الرجولة..! 
ليت الذي كان في حجري يتراقص وقت كدي. ويتعبني وقوفه وقت استرخائي. 
فشلت العتمة في تأجيل اللقاء المرتقب. 
نظر إلي في قسوة مصطنعة: 
أخيرا أتيت.. أحتاجك. 
من منا مخلد يا بني..؟! 
ضججت بالحمل سريعا. أين رجولتك؟! 
شاركتها قبرك! 
اصبر. إن مع العسر يسرا. وبعد الضيق الفرج يا بني.. 
دعني أحتضنك يا والدي 
ضمني يا بني. 
من منا يضم الآخر؟ 
أرحته علي صدري.. أطبقت عليه بعضدي. أحطته بيدي. ضاق باشتياقي المتزايد. قفز بعيدا محطما بروازه. مدميا صدري. وعاد ينظر إلي في تطلع خامل. 


* نشرت في جريدة المساء هذا الأسبوع 

0 تعليقات:

إرسال تعليق

شاركنا برأيك

الاشتراك في تعليقات الرسالة [Atom]

<< الصفحة الرئيسية