المـــــــرأة
تمهيـد ..
في إطار الاهتمام بقضايا التنمية والتطوير، وانطلاقاً من أن التنمية ترتكز في منطلقاتها على حشد الطاقات البشرية الموجودة في المجتمع دون تمييز بين النساء والرجال، يصبح الاهتمام بالمرأة وبدورها في التنمية جزءاً أساسياً في عملية التنمية ذاتها، بالإضافة إلى تأثيرها المباشر في النصف الآخر، ذلك أن النساء يشكلن نصف المجتمع وبالتالي نصف طاقته الإنتاجية، وقد أصبح لزاماً أن يسهمن في العملية التنموية على قدم المساواة مع الرجال، بل لقد أصبح تقدم أي مجتمع مرتبطاً ارتباطاً وثيقاً بمدى تقدم النساء وقدرتهن على المشاركة في التنمية الاقتصادية والاجتماعية.
التعريف بدور المرأة ..
سطّرت المرأة في العصور القديمة والحديثة وخاصة في المجتمعات الإسلامية أسطراً من نور في جميع المجالات، حيث كانت ملكة وقاضية وشاعرة وفنانة وأديبة وفقيهة ومحاربة وراوية للأحاديث النبوية الشريفة، وإلى الآن ما زالت المرأة في المجتمعات الإسلامية تكد وتكدح وتساهم بكل طاقاتها في رعاية بيتها وأفراد أسرتها، فهي الأم التي تقع على عاتقها مسؤولية تربية الأجيال القادمة، وهي الزوجة التي تدير البيت وتوجه اقتصادياته، وهي بنت أو أخت أو زوجة، وهذا يجعل الدور الذي تقوم به المرأة في بناء المجتمع دوراً لا يمكن إغفاله أو التقليل من خطورته.
ولكن قدرة المرأة على القيام بهذا الدور تتوقف على نوعية نظرة المجتمع إليها والاعتراف بقيمتها ودورها في المجتمع، وتمتعها بحقوقها وخاصة ما نالته من تثقيف وتأهيل وعلم ومعرفة لتنمية شخصيتها وتوسيع مداركها، ومن ثم يمكنها القيام بمسؤولياتها تجاه أسرتها، وعلى دخول ميدان العمل والمشاركة في مجال الخدمة العامة.
بدأ الاهتمام العالمي بقضية تنمية المرأة وتمكينها من أداء أدوارها بفعالية مثل الرجل، والمشاركة في اتخاذ القرار في مختلف مناحي الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وقد واكب هذا الاهتمام العالمي اهتمام كثير من الدول والهيئات والمنظمات الدولية والإقليمية، وذلك من خلال عقد سلسلة من الندوات والمناقشات وأوراش العمل والمؤتمرات.
أسعى من خلال هذه المقالات أن أؤكد على ضرورة دعم دور المرأة ومكانتها ومنحها حق العمل في الميادين كافة، انطلاقاً من أهمية مكانة المرأة في المجتمع ودورها في تحقيق استقرار الأسرة.
أطرح سؤالاً ..
ما الأدوار التى تقوم بها هذه الجموع البشرية من النساء في حاضر المجتمعات الإسلامية وفي مستقبلها ؟ وإلى أي مدى ترتبط هذه الأدوار بما يهيئ لها من فرص الإعداد ووسائله لمواجهة الحياة حتى تتحول من دور واعد بالإمكانية إلى قوة مؤثرة بالفعل، وحتى تصبح طاقة منتجة لا عبئاً ثقيلاً ينوء المجتمع بتكاثره !!
وللإجابة عن هذه الأسئلة المطروحة أركز هنا على الأدوار التي تقوم بها المرأة في تنمية المجتمع، وحتى يمكن تحديد هذه الأدوار لابد أولاً من تحديد المفاهيم الأساسية التي تعد من الموجهات الأساسية لهذه المقالات.
من هي المرأة ؟ أو ما هي المرأة ؟
إنه سؤال عجز عن إجابته أناس كثيرون، وتحيرت في فهمه عقول المفكرون، لأنه سؤال في حجمه كبير، ويتحدث في مضمونه عن شئ عظيم، وهنا أختصر إليكم الإجابة عليه ببعض هذه العبارات البسيطة ، لعلي أوفيه حقه في الإجابة ببعض هذه الكلمات القليلة ، ما هي المرأة ؟
هي الأم ، والأخت ، والزوجة ، والإبنة
هي الخليلة ، والحبيبة ، والطبيبة ، والأديبة ، والفنانة
هي الحاكمة المسيطرة أحياناً ، وهي المُسيطر عليها أحياناً أخرى
هي اللغز الواضح ، والجلاء الغامض ، والطلسم الذي صعب أن يُفك
هي الأسطورة الواقع حقيقتها ، والخرافة المؤكد وجودها
هي المغزى الذي لا يحتاج إلى تفسير ، والمبهم الذي لا يفتقر إلى تعليل
هي التيه الذي لا يعوزه دليل ، والمخلوق الذي نزلت سورة بإسمه في محكم التنزيل
هي رمز الجمال ، مذاق الحب ، لذة الشوق ، فرحة القلب
هي نشوة النفس ، أنشودة الفؤاد ، غذاء الروح
هي بحر بلا قرار ، سِحر كله أسرار ، قمر الليل ، شمس النهار
هي من تحملق بها العيون ، وتتعلق بها القلوب ، والعقول تقتفي آثارها ، والأرواح تحنّ إليها
يقترب منها الرجل بين الحيرة والإطمئنان ، والشك واليقين ، والتردد والإقدام ، والقلق والسكون
المرأة هي التي لعبت بعقول أعتى الجبابرة ، وأسرت بحبها أقوى الملوك والقياصرة
المرأة هي التي هزّت المهد بيمينها ، وزلزلت العالم كله بيسارها
المرأة هي التي حطّمت معظم القِيم والتقاليد ، وفتنت الرجال حتى صاروا لها عبيد
المرأة هي التي وهبت كثيراً لمن لا يستحق عطائها ، إلا أنها تحبه وتعشقه بلا حدود
وحرمت حبيباً بذل من أجلها المال والصحة والحياة ، إلا أنها لا ترغبه خلاً ودوداً
المرأة هي التي رُفعت لها هامات ، وأُحنيت لها رؤوساً
المرأة هي التي طاشت با العقول ، وسكنت النفوس
المرأة هي التي روّضت الوحوش ، وسيطرت على العروش
المرأة هي الناعمة ، الرقيقة ، القادرة ، الضعيفة ، اللطيفة ، العنيفة
المرأة هي التي أيقظت في القلوب أرقى معاني الحب ، وحركت في النفوس أحطّ أنواع الشهوات
المرأة هي التي أضفت على الإنسانية أسمى آيات الحنان في الأرواح
المرأة هي التي نظرت إلى المعذبين من أجلها نظرة إستخفاف ، وإرتياح
المرأة هي التي لم تخلق إلا لنُحس بجمال الطبيعة الخلاب ، ولنسموا بروح الحياة ، ولذتها الخالدة ، وحبها النادر
المرأة بكل مقاييس العقل والعاطفة ، والحب والبغض ، والجمال والقبح ، والسعادة والشقاء ، والمتعة والعذاب ، والعطاء والحرمان ، والنور والنار ، واللذة والألم ، والرقة والعنف ، والرضا والغضب ، والحياة والموت .
0 تعليقات:
إرسال تعليق
شاركنا برأيك
الاشتراك في تعليقات الرسالة [Atom]
<< الصفحة الرئيسية