16‏/01‏/2016

رائد الحلمنتيشي شوقي أبوناجي .. لعلك تستهدي

أخبار نقادة



لعلك تستهدى

شعر: شوقى محمود أبو ناجى

قال أمية بن أبى الصلت:
غذوتك مولوداً وعلتك يافعاً
 تُعَلُّ بما أدنى إليك وتُنْهلُ


وقال المذكور أعلاه لائماً ابنه:
كسوتكَ تى شرتاً وجنزاً وجزمةً
 تنوّر في الظلماء والليل أليل

وكم ليلةٍ يا حِلو شلتك ساهراً
 بلا مللٍ والثوبُ ثوبى يبلبلُ

تنيص بلا دمعٍ .. وكل عشيَّةٍ
 تزن كصرصورٍ لئيمٍ يولولُ

وكم جبتُ دكتوراً كبيراً يقولً لى:
 سيشفى إذا ما الواد في البيت يهمل

كفاياك طبطيباً لينشأ راجلاً
 متيناً عليهِ في الأمور يُعَوَّلُ

ولكننا نرضيك في كلِّ مرةٍ
 وأنت _ أيا زرع النوى _ تتدللُ

ولو دست مسماراً برجلك لم أنم
 وتعرجُ رجلى بل أنطُّ وأحجلُ

وأسحبُ قحفى لو بُطِحتَ بطوبةٍ
 ولو كان من يرميك مثلُك عيِّل

كأنى أنا المبطوح دونك بالذى
 بطحتَ به دونى فرأسى ممخولُ


( فلما بلغت السن والغاية التى
 إليها مدى ما كنت فيك أؤملُ) (1)

جعلت جزائى هزَّ أكتافك التى
 تشابه صدغ الباب والباب مُقفلُ

وكان طبيعياً سقوطك فانشكح
 فمثلك تنحٌ باردٌ ليس يزعلُ

وأصبحت يا هلفوتُ يا أهلس الورى
 تدخن قدّامى وما بتَّ تخجلُ

لهفتَ فلوسَ الدرس ثم صرفتها
 ولست على الصيّاعِ بالمال تبخلُ

تدلّعتَ طفلاً .. ثم إذ أنت يافعٌ
 تصفقُ خلف الطبلِ أو تتحنجلُ

فهل يا ترى تدرى بأن غداً به
 يزهجر من فازوا ويذوى المغفلُ

ويظهر ناسٌ يرتجى الناس نفعهم
 تراهم رجالاً كلما طبّ مشكلُ

وهم كلما مروا على أى مجلسٍ
 يصيح جميع الناس: أهلاً تفضلوا

وأما الألى اختاروا الصياعة منهجاً
 فلابُدَّ للصيّاعِ أن يتبهدلوا

فليس عجيباً أن ترى في محطةٍ
 زميلاً يُوطّى ظهرهُ ويشيَّلُ

وآخر جنبَ الحيطِ يجلس حافياً
 يلمّعُ نعلاً وهو عيانُ يَسعُلُ

فليتك إذ أصبحت كدّاب زفةٍ
 تفوق وتستهدى ولا تتنَيّلُ


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) البيت لأمية بن أبى الصلت.



التسميات:

0 تعليقات:

إرسال تعليق

شاركنا برأيك

الاشتراك في تعليقات الرسالة [Atom]

<< الصفحة الرئيسية