08‏/07‏/2016

حلمنتيشية الحمار

أخبار نقادة |



                              حلمنتيشية الحمار *
                                                   د. مصطفى رجب **
----------
نهق الجحش نهقتين وثارا       ::           وحَمَارُ العيون صــار شرارا
ثم ثنَّى على البرادع تمــــــــــــزيقاً    ::       وألوى على اللجام اجترارا
رَفَس التبن والمرابط رفسًاً     ::          وطوى القيد في يديه ودارا
قلتُ ماذا دهاك يا جحش قل لي  ::   وتمهَّلْ . ألست تخشى العثارا ؟
قال إني زهــــقتُ من عيـــشة النا س ، وقررت أن أجـــــوب القـــفــارا
لستُ أرضى حياتكم يا صديقي  ::    قلت : لا بأسَ أن ندير حوارا
قال : أنتم معاشرَ الناس قومٌ ::       تستريحون أن تعيشوا سُكارى
مات من مات في الحروب شهيداً  ::  يفتدي الأهل والربي والديارا
فبكيــتم عليه نصــــف نهارٍ     ::       ثم عدتم إلى خــــدود العـذارى
تـتبــاكون في المـــساجد صرعى   ::     عنـــــدما يذكر الخطيبُ النارا
فإذا ما خرجــتمُ ارتـد فــــيكم     ::     طــبع إبــليس ، عُــــدتمُ أشرارا
كــم لـقـيـتـم صـديقـــكم بعــــنـــاقٍ   ::     وذرفــتم دمـوعَ شـوقٍ غزارا
ويــولي فـــــتـــلــعنـــون أبـــاه     ::   كـــان وغـداً وسافلاً . ثم غارا
تمنحون الفقير نصف ريالٍ    ::  - إن منحتم !!- وتشمخون افتخارا
والجــنـيـهات في الهــــلاسة سيلُ  ::  لا يــُــبــــارى ولا يُرى أين سارا
كــل هـــذا صــــبــــرتُ فـــــيه عليكم  :: ســـنـــــــواتٍ...مهانةً وصَغَارا
غـــيــــر أني وبـــاسم جــــنسي جميعاً  ::  أبــدأ الــــيـــوم ثورةً وانفجارا
لــــستُ أرضى بأن يكون " نتنياهو " أخي في الغباء . لستُ حمارا
إن تقـــولــوا عـــلـيه " هذا حمار"  :: نحن في عرفنا نرى ذاك عارا
فارحـمـــوا ذلــــتي وســــالــــف عهدي  :: واتركوني أهيم ليلاً .. نهارا
-----------------
* من حلمنتيشيات ابن رجب - صدر 1996
** الدكتور مصطفى رجب عميد كلية التربية السابق بسوهاج شاعر وأديب و من أهم من كتب شعر الحلمنتيشي في مصر ويعد آخر شعراء الحلمنتيشي المعاصرين . 



التسميات:

0 تعليقات:

إرسال تعليق

شاركنا برأيك

الاشتراك في تعليقات الرسالة [Atom]

<< الصفحة الرئيسية