بحر من العذوبة .. في استقبال فاروق شوشة
كتب الدكتور / محمد عبدالغني .. على صفحته في الفيسبوك
كنت ولدًا "لخمة" في
مطلع العشرينيات من العمر عندما أصابتني جرأة مفاجئة فرشحت نفسي ـ دون طلب من أحد ـ
لإلقاء الشعر أمام فاروق شوشة.
كانت منظمو مؤتمر الكلية السنوي
قد طلبوا إلى نادي أدب الكلية حمل مسؤولية أمسية أدبية على هامش المؤتمر ضيفها فاروق
شوشة. قلت في نفسي إن شاعرًا كفاروق شوشة لا يجوز أن يُستقبل إلا بالشعر، واقترحت على
الزملاء أن أكتب قصيدة أرحب به فيها، وألقيها أمامه في الأمسية.
عندما دقت ساعة الجد وأمسكت بالقلم
لأكتب قصيدتي، أدركت أنني ورطت نفسي! ماذا سأكتب؟ وكيف سأُلقي؟
ماذا سأكتب لأُسمع شاعرًا كبيرًا؟
وكيف سألقي أمام واحد من أفضل
من ألقوا الشعر في عصرنا؟
في يوم الأمسية، ذهبت إلى القاعة،
كانت نصف مملوءة، وكنت أشك في أنني سأتمكن من النطق بكلمة: كانت رهبتان: رهبة الشاعر
الكبير الذي على المنصة، ورهبة الجمهور الذي في القاعة.
أستاذي الدكتور صفوت عبد الراضي
شعر بما انتابني فشجعني كعادته. وكانت تعليمات رئيس المؤتمر (أ. د. حمدي التلاوي) ألا
يزيد إلقائي عن عشر دقائق حتى يتسع الوقت للضيف. صعدت إلى المنصة، ألقيت قصيدتي ـ مرتجفًا
فيما يبدو ـ وكل همي أن أنهي القصيدة وكأنها عبء أطرحه من على كاهلي. عندما انتهيت
من الإلقاء، همّ فاروق شوشة بالقيام لمصافحتي، لكنني (وقد ألقيت عبء القصيدة من على
ظهري) نزلت مسرعًا من المنصة إلى القاعة مباشرة دون أن أنتبه. قال لي الدكتور صفوت
ـ وكان في الصف الأول ـ "سلّم عليه"، لكنني (في غمرة ارتباكي) ظننته يقول
"يا سلام عليك"، فأجبته "شكرًا يا أفندم" وعدت إلى مكاني دون أن
أسلم على الرجل.
لاحقًا أخذ الدكتور صفوت نسخة
من القصيدة وأعادها إليّ ممهورة بكلمات أسعدتني، بخط فاروق شوشة.
صورة من قصيدة الدكتور محمد عبدالغني ممهورة بتوقيع من الشاعر فاروق شوشة |
التسميات: أدب
0 تعليقات:
إرسال تعليق
شاركنا برأيك
الاشتراك في تعليقات الرسالة [Atom]
<< الصفحة الرئيسية