نهر الضياء .. قصيدة في مدح النبي صلى الله عليه وسلم
( نَهـرُ الضِّيـاءْ )
محمد تركي حجازي
روحٌ يَــضوعُ وَقَلبٌ بالنَّدى فُطِما
وَمُقْلَتــانِ يَـضُمُّ الـكَونَ نورُهُمـــا
وَمُقْلَتــانِ يَـضُمُّ الـكَونَ نورُهُمـــا
وراحَـتانِ هُما النُّعمى وَما سَكَنَتْ
طُفولَةُ الحُـبِّ والأَطياب نفْحَهُمـا
طُفولَةُ الحُـبِّ والأَطياب نفْحَهُمـا
وَهَيـــبةٌ أَودَعَــتْ في كُلِّ ذاكِـرةٍ
وقارَهـا مُنــذُ دارَ الدَّهرُ وانتَظَـما
وقارَهـا مُنــذُ دارَ الدَّهرُ وانتَظَـما
وَسيرةٌ بَوْحُها نورٌ عَلى شَـجَرٍ
مِن اليَقينِ بأَكنافِ الخُلودِ نَمـــا
مِن اليَقينِ بأَكنافِ الخُلودِ نَمـــا
أَنبتَّها من رَحيقِ الطُّهرِ فانبَعَثَتْ
خُطاً يَؤمُّ شَذى آثـارِها الأُممــا
**
طَلَعْتَ كالنــورِ مِن مَكنونِ آمِنةٍ
وَمِـن عَباءَةِ يَومٍ بالسَـنا خُتِمــا
خُطاً يَؤمُّ شَذى آثـارِها الأُممــا
**
طَلَعْتَ كالنــورِ مِن مَكنونِ آمِنةٍ
وَمِـن عَباءَةِ يَومٍ بالسَـنا خُتِمــا
أســرى فــبلَّلَ للبيداء غـرَّتها
وَأَيقَظَ البحرَ،والأعماقَ،والقِمَـما
وَأَيقَظَ البحرَ،والأعماقَ،والقِمَـما
وَراحَ يدفَعُ فَوقَ الماءِ مَركِبـَهُ
مُبشّراً، بِثيابِ العِـطرِ مُحتَشِما
مُبشّراً، بِثيابِ العِـطرِ مُحتَشِما
يُرخي المَجاديفَ والأمواجُ تحمِلهُ
إلى مَواقيتِهِ العَـذراء حيـثُ سَما
إلى مَواقيتِهِ العَـذراء حيـثُ سَما
يَومٌ أَطَلَّ على الدُّنيا فَطَهَّـرَها
وَبَثَّ في روحِها الآمالَ وابتَسَـما
**
أَلْقَتْ بَناتُ النَّدى أَثوابَهُنَّ عَـلى
سورِ الغَمامِ وَذَوَّبنَ الَمـدى نَـغَما
وَبَثَّ في روحِها الآمالَ وابتَسَـما
**
أَلْقَتْ بَناتُ النَّدى أَثوابَهُنَّ عَـلى
سورِ الغَمامِ وَذَوَّبنَ الَمـدى نَـغَما
بِهِ الصَلاةُ على خَيِر الوَرى عَبَقَتْ
يَعُبُّ من نَبعِها الدّفاق مَن حُرِمـا
يَعُبُّ من نَبعِها الدّفاق مَن حُرِمـا
تَضجُّ بالذِّكْرِ أَبراجُ النُّجومِ وَذا
إِبليسُ تَحْتَ مَرامي جُندِها رُجِما
إِبليسُ تَحْتَ مَرامي جُندِها رُجِما
وَهَلَّ جِبريلُ خَفّاقاً تَحُفُّ بِـهِ
حَرائِرُ الغَيبِ نَسراً بالضياءِ هَمى
حَرائِرُ الغَيبِ نَسراً بالضياءِ هَمى
يُـوَدّعُ الأَبجَدياتِ الّتي سَلَفَــتْ
وَيـزدَهي بِجَلالِ الضّادِ مُعْتـَصِما
وَيـزدَهي بِجَلالِ الضّادِ مُعْتـَصِما
والآي مِن وَحيهِ تُتْلى مُرتَلـــــةً
مُذْ كانَت اللّفظَ إعجازاً وكان فَما
مُذْ كانَت اللّفظَ إعجازاً وكان فَما
لِعَرشِها تَهبِطُ الأَنوارُ خاشِعَــــةً
تَرومُ بالغارِ أُفقاً طـاهراً وَسَمــــا
**
لِأَيِّ غَيثٍ تَمُـــــدُ الأرضُ أَذرُعَها
وَيَبْذرُ الفَجْرُ في أَحـيائِها الخِيما..؟
تَرومُ بالغارِ أُفقاً طـاهراً وَسَمــــا
**
لِأَيِّ غَيثٍ تَمُـــــدُ الأرضُ أَذرُعَها
وَيَبْذرُ الفَجْرُ في أَحـيائِها الخِيما..؟
وَتَرتَقـــــــي بِدَواة الضوءِ سـارِيةً
زَيتونةُ النّورِ تَبري روحَها قَلـَما..؟
زَيتونةُ النّورِ تَبري روحَها قَلـَما..؟
**
أَيا قريشُ انْهَضي مِن عُمقِ كُلِّ كَرىً
وانـزع أَيا غافِلاً مِن صَدرِكَ الوَرَما
وانـزع أَيا غافِلاً مِن صَدرِكَ الوَرَما
واكسـر قُيودَكَ يا زنـدَ الرَّقيقِ فَـقَدْ
أَتـــاكَ من يُعتِقُ الأَعرابَ والعَجـما
**
مُوحداً جِئْتَ بالــدّينِ الّذي صَفَعَتْ
رِياحُهُ ناطِــحاتِ الشِّركِ فانْهَـدَمـا
أَتـــاكَ من يُعتِقُ الأَعرابَ والعَجـما
**
مُوحداً جِئْتَ بالــدّينِ الّذي صَفَعَتْ
رِياحُهُ ناطِــحاتِ الشِّركِ فانْهَـدَمـا
محمـدٌ يا رسولَ الله مــا رَحَلَـــتْ
شمُـوعُ هَديــكَ مِن لَيـلٍ وإِن بَهما
شمُـوعُ هَديــكَ مِن لَيـلٍ وإِن بَهما
بُعِثْتَ والأرضُ تَشكو ظُلمَ ساكِنِـها
وَالنّاسُ تعصُـرُ مِن أَعذاقِها الظُّلَما
وَالنّاسُ تعصُـرُ مِن أَعذاقِها الظُّلَما
تَجُــرُّ أَيّامَهــا جَـرّاً وَتَـــجلِدُها
عَلى الَهجيِر وَتحْسو بالكُؤوسِ دَمـا
عَلى الَهجيِر وَتحْسو بالكُؤوسِ دَمـا
أَقمتَ في نارِها لم تشتكِ وجـعا
ونلت فيها الأسى، والدَّمع، والألما
ونلت فيها الأسى، والدَّمع، والألما
وغالَبتكَ رياحُ الشــــكِّ عاتيــــــةً
وكم قهرتَ على أَنــوائِها التُّهــــما
وكم قهرتَ على أَنــوائِها التُّهــــما
وَما أَتيتَ لَها يَومـاً بِمُبتَئـِـــسٍ
وَما نَفثـتَ عَلى أَثـوابِها سأَمـــا
وَما نَفثـتَ عَلى أَثـوابِها سأَمـــا
أَشفقتَ أَن تحصُدَ النَّكباءُ باذِرَها
وَأَن تَعـــودَ عَلى أبنائـِها حِممـا
وَأَن تَعـــودَ عَلى أبنائـِها حِممـا
غَسَلـــــتَها باليَدِ البـيضـاءِ مُتّئِـداً
ورُمتها حُـرَّةً تستنهِـضُ الهِمـما
ورُمتها حُـرَّةً تستنهِـضُ الهِمـما
وَضّاءَةً مِن كُهوفِ الذُّلِّ طاهِرَةً
أَطْلعْتَها تَرتَدي مِن خُلقِـكَ الشّيَما
**
أَطْلعْتَها تَرتَدي مِن خُلقِـكَ الشّيَما
**
يا أَجمَلَ النّاسِ خَلقاً فاقَه ُخُلُـقٌ
أَناخَ مِن حُسنـِه الميزان إذ حَكَمـا
أَناخَ مِن حُسنـِه الميزان إذ حَكَمـا
ويــا نَبيّاً أَبيّاً، طاهِــرا،ً وَرِعــاً
مُنَزَّهاً، عَن غِوايـاتِ الهَوى عُصِـما
مُنَزَّهاً، عَن غِوايـاتِ الهَوى عُصِـما
يَتلو عَبيْرَ أَزاهيرِ الحَديثِ لُقىً
دُريّةً مَـنْ وَعى أَسـرارَها غَنِمــا
دُريّةً مَـنْ وَعى أَسـرارَها غَنِمــا
وَتستَفيـق عَلى أغصانِ أحــرُفِهِ
حَمائِمٌ طُفنَ في آفـاقِ مَـن قَدِمـــــا
حَمائِمٌ طُفنَ في آفـاقِ مَـن قَدِمـــــا
وَيستريح عَلـى شُطآنِ نَبرتــــِهِ
رَوعُ القُلوبِ فَتُمسي والأَمينُ حِمى
رَوعُ القُلوبِ فَتُمسي والأَمينُ حِمى
فَوجُ الحِسانِ عَلى مَسرى فَصاحَتِهِ
يَزفُّ بَينَ سـَواقي نُطقِهِ ِحكَـما
يَزفُّ بَينَ سـَواقي نُطقِهِ ِحكَـما
يُرفرِفُ النّورُ في أَقراطِها قَمـراً
وَينْهَضُ الوَردُ مِـن أَردانِها حُلُمـا
وَينْهَضُ الوَردُ مِـن أَردانِها حُلُمـا
تُحيي ظِماءَ النُّفوسِ الجُدبِ زفرَتُها
وَفي مُروجِ التُّقى تَستنبِتُ القِيَمـا
وَفي مُروجِ التُّقى تَستنبِتُ القِيَمـا
أُميّةٌ أَذْهَلَ الأَلبـابَ منطِقُهــــــا
وَلَمْ يُجاوِزْ لَها رَكْـبُ الُّنهى قَدَما
وَلَمْ يُجاوِزْ لَها رَكْـبُ الُّنهى قَدَما
تَرَكْتَ فينا كِتابا حِكْمَةٍ وهــــدى
فلا ضلال لِمـن يَحـــيا بِظِلّهِــما
**
رَحيبَةٌ هذهِ الدّنـيا إِذا حَمَلَـــــتْ
بِصَدرِها حُبَّ مَن أَهدى لَها النِّعَما
فلا ضلال لِمـن يَحـــيا بِظِلّهِــما
**
رَحيبَةٌ هذهِ الدّنـيا إِذا حَمَلَـــــتْ
بِصَدرِها حُبَّ مَن أَهدى لَها النِّعَما
وَكَمْ يَضيقُ فُـــؤادٌ في أَزِقّتــِـــها
إِذا نَأى عَن طَريقِ الحَـقِّ وَانفَصَما
إِذا نَأى عَن طَريقِ الحَـقِّ وَانفَصَما
فَيا حَبيبَ اليَتامى وَالحُقوقُ بِـــــهِ
فاضَتْ يَداها، وَيا مَن أَنصَفَ الرَّحِما
فاضَتْ يَداها، وَيا مَن أَنصَفَ الرَّحِما
حَرائِرُ الخُلدِ في ذِكــراكَ ذُبنَ جَوىً
يُرسِــلنَ طَرفَ حَياءٍ للّذي غُـــرِما
يُرسِــلنَ طَرفَ حَياءٍ للّذي غُـــرِما
وَجّنــةٌ تَحَتها الأَنْهــارُ جـــارِيَةً
يسبيـهِ مِن حُسِنها ما ذاعَ أو كُتِما
يسبيـهِ مِن حُسِنها ما ذاعَ أو كُتِما
وَلــي بِحُبِّكَ أَسبابٌ أَبيـتُ عَلـــى
أَبــوابِـها نازِفا ً مِن تَوبَتــي نَدَمــا
أَبــوابِـها نازِفا ً مِن تَوبَتــي نَدَمــا
كَمْ عِشْتُ أَجْمَعُ أَيّامي وَأَطْرَحُـها
وما وَجَدتُ عَلى أَصفارِها رَقَمـا
وما وَجَدتُ عَلى أَصفارِها رَقَمـا
حتى عرفْت دِياراً أَنتَ تسكنها
فَنِلتُ مِنْ بِرِّها الإِحْسانَ والكَرَما
**
هذي هَداياي فاعذرْ شاعراً قصرتْ
حُروفُهُ عَنْ جَلالِ، الوَصفِ إِذ عَظما
فَنِلتُ مِنْ بِرِّها الإِحْسانَ والكَرَما
**
هذي هَداياي فاعذرْ شاعراً قصرتْ
حُروفُهُ عَنْ جَلالِ، الوَصفِ إِذ عَظما
وَفيكَ ماسَتْ دَلالاً، وارتَوت ْشَرَفاً
وَأَشرَعَـتْ للمَعالي زَهـوَها عَلَمـا
وَأَشرَعَـتْ للمَعالي زَهـوَها عَلَمـا
فَأَنْتَ نَهرُ الضّياءِ العَذبِ في لُغَـةٍ
إليكَ مَدّتْ يداً واستنطَقَتْ قَلَمـا
إليكَ مَدّتْ يداً واستنطَقَتْ قَلَمـا
وَخابَ مَنْ لَم تَكُنْ في الأَرضِ قدوَتهُ
وَفازَ مَن بِسجايا هَديكَ اتَّسَـما...
وَفازَ مَن بِسجايا هَديكَ اتَّسَـما...
0 تعليقات:
إرسال تعليق
شاركنا برأيك
الاشتراك في تعليقات الرسالة [Atom]
<< الصفحة الرئيسية