15‏/08‏/2018

حقنة عبدالظاهر بقلم .عبدالناصر أحمد


حقنة عبدالظاهر 

بقلم . عبدالناصر أحمد 


يرتجف قلب عبدالظاهر ذلك الطفل النحيل صاحب البشرة السمراء وتزداد ضرباته رهبةً وهلعاً عند ارتطام الرفّاص(عبّارة نيلية صغيرة) بالمعدّية الخشبية لمدينة قوص في الجانب الشرقي لنهر النيل في رحلة شاقة وطويلة بدأت مع آذان الفجر الأول وتنتهي كل يوم قبل غروب الشمس . 
لمدة واحدٍ وعشرين يوماً " هي مدة جرعة مصل عضة الكلب " .
تزداد رغبة عبدالظاهر إلحاحاً في دخول الحمام عند اقترابه من باب مستشفى قوص القريب من المَعادِي والأم قابضة على يده النحيفة خوفا من هروبه مهرولة نحو الداخل لتحصل علي دوره في أخذ حقنته اليومية تحت الجلد أسفل الصرّة بعد أن عضه كلب الجيران في رجله اليسري مما أقعده عاما كاملا عن الدراسة إذ كان في صفه الأول من المرحلة الإبتدائية طريح الفراش لتحمله الام علي كتفها مسافة طويلة قبل كل طلعة شمس لتساعد حمارة جارتها الهزيلة في حَمله الي مَرسَي الرفّاصات .
تمسك الأم في يدها الأخرى (الفوّالة الألومنيوم) وبها جبنات خُضر وأُخر يابسات كهدية لعم عبدالعزيز "التومرجي" كي يغلي الحقنة جيدا قبل ضربها لوليدها لتصبح سهلة فلا يشعر بالألم وأن يهتم  . 
يدخل طفلها الوحيد المغلوب علي أمره في نوبة بكاء بعد ان اخد تلك الحقنة المخيفة لصعوبتها البالغة ربما تستمر لساعات طوال. 
يتكرر ذلك الكابوس كل يوم حتى إنتهاء الجرعة كاملة .
رائحة الحقن المنبعثة من المستشفى ورائحة عوادم السيارات وأصوات قطار القصب زادت من دور الإسهال ووجع البطن لدي عبدالظاهر ذلك الطفل المنكوب وقد سبقت ذلك رحلته الشاقة من محل إقامته إلى مرفأ تجمع المراكب الشراعية والفلايك والرفاصات والذي يبعد عن القرية حوالي ثلاثة كيلومترات . 
اكتظاظ الرفّاص بالعابرين  والبضائع ووهن حمارة الجارة واعطائها لأم عبدالظاهر بدون بردعة أو لجام أو قيد حتى زاد من المعاناة وضاعف المشقة .
تأبى الام ان تركب امام أو خلف طفلها ولكنها آثرت أن يركب عبدالظاهر وحده وتترجّل هي . ممسكة بقيدها الليفي المهترئ كانت قد وجدته علي جانبي الطريق في رحلة ذهابهما وعودتهما ايضا وهي تجرها خلفها بكل رفق . 
لتجد افراد الأسرة وبعض الجيران في الإنتظار للإطمئنان وللتهنئة بسلامة الوصول ومن ثم الإستماع اليها وهي تسرد كل ما دار معهما في رحلة ضَرْب الحقنة .

01‏/08‏/2018

دولة الفيسبوك

ربما تحتوي الصورة على: ‏‏نص‏‏لا يتوفر نص بديل تلقائي.

من صفحة جمعية تنمية المجتمع بكوم الضبع 
اذا كنت مواطن من مواطني دولة الفيس بوك فعنوانك هو( الشبكة الافتراضية العنكبوتية) وهذا العنوان يجعلك تمسك بتلابيب العالم بأنامل يديك ،تارة تطفئ نور العالم لأنك تريد أن تنام وتارة تغرق البحار بالمانجو لأنك تريد عصير مانجو وتارة تري أن العالم لم يعد قرية صغيرة بل أصبح شاشة صغيرة ( أنت يا دوب شايف فيها وشك أنت بس) وبالتالي اذا كانت هذه الحقوق لنا كلنا لأننا نحمل نفس ( الهوية الالكترونية) فما أحوجنا جميعا أن نتفق علي دستورنا( دستور دولة الفيس بوك)
هذه الكلمات تحاول أن تقرع الأجراس لكل من يتحاور مع المسئولين في دولة الفيس بوك وتقول لهم ما يلي :
 1- أصبح الكلام علي صفحات الفيس بوك وثيقة رسمية (الكترونية) يعتد بها 
2- ضع نفسك مكان الشخص(المسئول) الأخر فهل ترضي بأن تكون سلعة يتم تسويقها علي المتاجر ( المذابح ) الالكترونية 
4- هل لديك كل البيانات والمعلومات لتصنع وحدك عصير(الحقيقة) ثم تسقيه لنا في ( كوؤس بوستاتك)
 5- مفاتيح دولة الفيس بوك يملكها الجميع ولكن الشجاعة أن تتركها وتملك مفاتيح دولة ( نفسك) . 
6- بعض مواطني دولة الفيس بوك تحدثوا كثيرا عن أحد المسئولين بغضب وحدة ولكن هل يليق هذا بمواطني دولة الفيس بوك( انهم يملكون العالم) فمتي يصدقون؟ 
7- أنت كمواطن من الفيس بوك هل يمكن أن تقدم ( اعتذارا) لمواطن أخر من دولة ( التويتر) أو دولة ( الماسينجر) 
8- ماذا ستفعل عندما تترك كوكب الفيس بوك لتشتري طماطم من كوكب الأرض ويقول لك المسئول عن الطماطم ( مفيش طماطم ). 
 ارحموا من في الفيس بوك يرحمكم من في الأرض ويديكم طماطم 
9- يا ريت محدش من دولة الفيس يطفي الشمس وخلوها منورة بالقيم والأخلاق وبيكم وبكل المسئولين علي مستوي القرية والمدينة والمحافظة وليكن شعار دولة الفيس بوك ( احنا والمسئولين مسئولين) أمام ضمائرنا أمام أطفالنا وشبابنا وأمام العلي القدير .