01‏/10‏/2018

نظرات نقدية لرواية العيش الشمسي للكاتب عبدالناصر شاكر

ربما تحتوي الصورة على: ‏‏عبدالناصر شاكر‏‏
الروائي عبدالناصر شاكر 

بقلم . أ. د. / محمد سعيد أحمد علي 
* بادئ ذي بدء، لابد من الإشارة إلى أنه عند قراءة أي عمل أدبي متميز فلابد وأن تلامس أفكاره روحك وأن تطرق كلماته جميع أبواب نفسك. والحقيقة التي لا يمكن إنكارها أن ذلك يحدث معي بالفعل كلما قرأت رواية العيش الشمسي. قد يبدو من الوهلة الأولى أن عنوان الرواية غريبا ولكن قد يبدو ذلك لمن لم تلفحه نسمات الصعيد ولمن لم يعش ويجرب تلك الحياة البسيطة في مكوناتها المادية والثرية جدا في مكوناتها المعنوية والأخلاقية.
* لقد أطلق الكاتب على روايته عنوان العيش الشمسى وهو في هذا يجمع بين العيش الشمسي الذي (يمكن القول أنه كان) خبز غالبية أهل الصعيد والعيش الشمسي كنمط معيشة وحياة تعتمد أساسا على الشمس حيث ينظر للشمس منذ عهود الفراعنة، على أنها رمز العيش والحياة، وهل هناك عيش دون شمس، سواء كان المقصود بذلك العيش الخبز أو الحياة نفسها، ومن هنا تبدأ حكاية العيش الشمسي، ذلك العنوان الذي يؤرخ لحقبة هامة في تاريخ مصر الحديث حقبة التحول من العيش الشمسي (كخبز تشارك الشمس بأشعتها في نضجه واكتماله) إلي العيش المصري المميكن (وليد الحداثة والتطور)، وكذلك حقبة التحول من العيش الشمسي (حيث الحياة القائمة في جميع مفرداتها على الشمس) لعيش الظل (والضلة) القائم على الابتعاد قدر الإمكان عن الشمس وكأنها أضحت مصدرا لكثير من المخاطر والأمراض.
* تعد رواية العيش الشمسي نموذجا لما يسمى بالسرد التأريخيي الشعبوي، والذي يقوم في مجمله علي "النوستالجيا" أو ما يعرف علي أنه الحنين للماضي فمن خلال الخطوط السردية للكاتب ومن خلال سبر أغوار عالمه الضيق الفسيح في صعيد مصر نشم رائحة حنين شديد نحو خلده ألمفقود وعالمه البعيد. واعتمادا على هذا فإني أدعوك لنتفحص معا بعض من العناصر المميزة والمتميزة بتلك الرواية مثل آلية السرد لدي ألمؤلف ومفهوم الذاكرة المكانية والزمانية عنده, وكذلك مفهوم الحنين للماضي وأخيرا استخدامه للهجة جنوب صعيد مصر بتفردها المتنوع.

* لقد دأب المؤلف في روايته على استخدام السرد التأريخي المتقطع فهو يؤرخ لحقبة زمنية هامة من تاريخ مصر قاطبة ومن تاريخ صعيد مصر علي وجه الخصوص حيث تتداخل قصص قصيرة تحت وحدة روائية واحدة. قد يبدو للقارئ من الوهلة الأولي أن الكاتب اعتمد علي سرد متقطع لا تربطه علاقة بينية لأن العمل مقسم إلي مجموعة من السرديات ألمنفصلة ولكن من يتمعن في تلك السرديات يكتشف براعة الكاتب، فالسرديات علي اختلاف قصصها وتنوع حكاياتها وحيدة المنبع والمصب، فهي تنبع من قلب الصعيد القديم التقي وهنا يأتي دور السرد التأريخي حيث يؤرخ السارد لخلد مفقود وطبيعة خلابة ونقاء فطري وكأنه عصر الرومانسية الإنجليزية التي تجلت فيه الفطرة النقية والحياة البسيطة الغير متشابكة البسيطة، ومع ذلك يحاول الإنسان المعاصر هجر تلك الحياة التي لا تعوض. 
* يقدم المؤلف لنا ذاكرة من ماض جميل قارب على الانتهاء إن لم يكن قد انتهى بالفعل، وذلك بذبول ريحانة جيل قد عاصر تلك الجماليات فلم يتبق من ورود ذلك الجيل الجميل سوي بعض زهور ذابلة قد أصابها ألوهن وأخريات قد أصابهن ألنسيان ومع ذلك لا تزال تحتفظ بعض تلك الزهور بعبقها من ذكري ماضي جميل ومحتويات حسية ومعنوية ميزت نمط الحياة في البيئة الريفية عن غيرها من أنماط الحياة الأخرى. وهكذا فقد ساهمت خاصية السرد المتقطع عند الكاتب في إعادة رسم صورة قديمة جميلة عن صعيد مصر وعن قيمة ألجميلة حتى وان كانت في الحقيقة صورة لذاكرة باهته قد تلاشت أو أنها تتلاشى مع ألزمن وليس أدل على ذلك من أن أنها لم تحتفظ على سبيل المثال، بذكرىات الكانون والحاوي والقمر المخنوق والكانون كما تظهره ألرواية ليس بالقانون الفرنسي أو ذلك الكانون الأدبي التقدي بل هو موقد النار الذي كان مصدر إشعاله الجلة والجلة هي روث البهائم بعد تجفيفه من قبل سيدات القرية.
* فالرواية في مجملها رحلة من الطبيعة وإليها انظر كيف يذكرنا المؤلف بالجرة، وكيف كانت نسوة القرية تغرف بها من مياه النيل مع بزوغ الصباح الباكر لتسكب وتخزن تلك المياه في الزير للشرب منه طيلة النهار وما بين بزوغ الشمس وغروبها لا يتوقفن نسوة المدينة وفتياتها عن ملئ تلك الجرار بالمياه من نهر الحياة، وكأن الكاتب يرسم لنا صورة من العيش بالشمس والماء الجاري وهي صورة ترمز إلي جماليات وإبداع الحياة في تلك البقعة من مصر الجميلة
• فعلى الرغم من أن ذلك تصوير تأريخي، إلا أنه تاريخ سردي ناطق جميل يصدح بجمال مصر وصعيدها، ولا يخفى ذلك التصوير تلك القسوة الحانية علي تلك الفتيات الشابات في مقتبل وأعمارهن حيث ينزلن المورد المعدة والممهدة بالرمال بالحجارة والتي تغمرها مياه النيل فيخضن في المياه لتكشف كل منهن عن ساقيها، فتظهر جمالها من جمال ملوحة أرجلها، وكأن الكاتب يرمز إلي جمال الصعيد وعذوبته في صورة تلك الفتيات مبهرات الجمال. وهكذا فإن الكاتب ومن خلال سردياته يقدم صورة مغايرة وفريدة ومبهجة عن صعيد مصر فهو منبت الحياة والجمال والعيش الشمسي ليس إلا رمزا لصعيد يانع أخضر مزهر ليس صعيد الجهل والدماء والثأر والقتل والقيل والقال الذي اعتادت وسائل الإعلام على تقديمه، بل هو صعيد الفرن البلدي برغفانها وبتاوها وقسوطها ورائحتها والتي ترمز هنا إلي النماء والخير الدائم. 
• يظهر الكاتب وبوضوح من خلال استخدامه للسرد التأريخي التراثي جزء هام من تراث جنوب مصر والذي ربما تناسته أجيال عدة حيث أنه أوشك علي الاندثار. فالمطرحة وهي الأداة التي يضع عليها رغيف الخبز ليصل إلي فتحة الفرن لينزلق إلي بطن الفرن والفوادة وهي أداة لتنظيف سطح الفرن الداخلي قبل إدخال أرغفة العيش إليه وكذلك البتاو (خبز كان يصنع من الذرة) وهي من المفردات التي اندثرت وأصبحت جزء من التاريخ. كل هذا يظهر الحنين إلي الماضي الجميل، وكيف أن الكاتب يحاول تقديم كل ذلك إلي القارئ المعاصر سواء كان ينتمي إلي الصعيد أو من خارجه حيث يعيد الكاتب صياغة الماضي وتقديم التاريخ في أبهي حلله إلي قارئ لم يشهد الكثير من تلك اللحظات والصور الجميلة من تاريخ صعيد مصر المعاصر. 
• يظهر المؤلف حالة شديدة من الحنين إلي الماضي في رواية العيش الشمسي، والذي يعرف باسم النوستالجيا، والنوستالجيا هو مصطلح يستخدم لوصف الحنين إلي الماضي وأصل الكلمة يرجع إلي اللغة اليونانية، إذ تشير إلي الألم الناتج عن حنين العودة للماضي والخوف من عدم الوصل لذلك للأبد. لقد كان ينظر إلى تلك الحالة في البداية على أنها حالة مرضية، أو شكل من أشكال الاكتئاب. ولكن بمرور الوقت أصبحت تلك الحالة موضوعا ذا أهمية بالغة في فترة الرومانسية الأولى والتي تميزت بحبها الشديد للعصور الماضية بشخصياتها وأحداثها.
• والسؤال الذي ربما يخطر ببالنا هنا هل يعاني الكاتب من أعراض اكتئاب الحنين إلي الماضي وذلك من خلال اهتمامه وتركيزه على العودة للماضي ولزمن الأجداد وأجداد الأجداد. هل يحاول الكاتب جراء مقارناته بين الماضي والحاضر استحضار رقي مصر وجمالها وحضارتها والتي امتدت حتى منتصف القرن العشرين، حيث كانت القاهرة عاصمة تضاهي في جمالها أرقي العواصم الأوربية، وكيف كان الريف المصري عبقري في جمالة وكيانه، وكيف كان منارة للجمال وللعلاقات الدافئة والأصالة، وكيف كانت الشخصية المصرية شخصية حضارية راقية، أنجبت أعلام في الفن والآداب والعلوم، وكيف كانت لمصر شخصيتها الفريدة وعبقريتها الجغرافية والتاريخية التي جعلت منها مركزا للقوة الناعمة. 
• أما الآن فقد تلاشي ذلك الجمال المصري ومعه جمال الريف تحت غابات من البنايات الخرسانية حمراء اللون ذات الطابع العشوائي والتي قتلت معها كل صور الجمال، واجتاحت المدنية الباهتة جمال الريف، فبدلا من رؤية المروج الخضراء وسواقي المياه المتدفقة وجمال الطبيعة حلت محلها مدنية خربة لا تنتمي إلي المدنية الحديثة ولا إلي الحياة الريفية الجميلة، فكانت النتيجة جمال مشوه غير مكتمل معه تشوهت العلاقات الاجتماعية وتغيرت النفوس، فمع تشوه جمال الريف وتغير ملامحه تغيرت ملامح قاطنيه، ليصيبهم التشوه الذي حل في الريف، وهنا تغيرت الشخصية المصرية لتصبح شخصية ممسوخة، فبعد أن كان العالم يستمع لترانيم أم كلثوم وصوتها العذب وعربيتها الفصحى أصبحنا نغنى للحمار وما هو دون ذلك، فأصبحنا مثل من يستبدل سمنها وعسلها بثومها وبصلها وشتان بين الصنفين. 
• لا يكمن جمال سرد الراوي وحسب رسمه لصورة طبيعية جمالية كانت للريف المصري منذ عقود بائنة، ولكنه يقدم لنا ذاكرة حافلة، وصورة مرئية بل ومسموعة لتراث الماضي الجميل، فهو يقدم لنا ذاكرة تاريخية مفعمة بمقتنيات تراثية لم تشهدها الأجيال الشابة المعاصرة. يحاول الكاتب من خلال ذلك إعادة حتى ولو صورة الماضي الجميل القريب لأجيال قد تناست تلك الايقونات الجميلة، ولأجيال سمعت عنها ولم ترها، ولأجيال لم تسمع عنها ولم تراها فتراه أو حتى على الأقل تتخيله.
• والسرد هنا سرد تصوري تغلب عليه بساطة اللغة وعمق المعني وجمال الصورة فهو رسم إبداعي لخيال قد انقطع عن أجيال ولكنه ما يزال متصلا بأجيال عديدة، فالكاتب يرسم لنا صورة حية للفرن البلدي فيعطي الراوي وصفا بسيطا للفرن البلدي علي النحو التالي: "يصنع الفرن البلدي من الطين المخلوط بروث الحيوانات ويتم عجن هذا المخلوط ويترك بضعة أيام حتى يتعفن ومنه تتم صناعة الفرن وهي عبارة عن دائرة قطرها يتجاوز متر ونصف متر ثم يصنع لها جدار من حوافها إلي أعلي يضيق شيئا فشيئا مكونا نصف كرة علي باطن الفرن وبه فتحة من قمته من أعلي وأخري من الأمام لإدخال العيش وإخراجه منها وفتحتان صغيرتان من الجانبين حتى يتم التحكم في درجة حرارة القرن فهذا الوصف الدقيق للفرن البلدي هو نوع من السرد التأريخي الوصفي ويصنف أيضا تحت ما يعرف بدراسات الذاكرة(memory Studies) والذي من خلاله نربط الماضي بالحاضر ونجعله دائما حيا في نفوس الأجيال المعاصرة حتى لا يذوب مع الحداثة وما بعدها ونفقد بوصلتنا الحضارية. 
• ولا يخفى على أحد أن جزء كبير وهام من إشكالية مصر المعاصرة وتراجعها الثقافي والحضاري والتاريخي أن هناك حلقة مفقودة في تاريخها القديم والتي أدت إلي تكوين هوية مهزوزة غير راسخة متقلبة، فالجزء الفرعوني بتاريخه العتيق محفوظ علي جدران المعابد ولكنه بعيد كل البعد عن قلوبنا وحياتنا، بل والكثيرون منا يعتبرونه رجس من عمل الشيطان، ولذلك فالسرد التاريخي هاما بل ضروريا لأنه دائما يحي القديم في النفوس، ويحول دون فنائه أو نهايته. ولهذا يحاول الكاتب تذكيرنا بالعيش الشمسي (عيش الرغفان) وبالبتاو، وإذا ذكرت أمام أحدهم كلمة بثاو ربما ظنه نوع من أنواع البارود أو ماركة تجاريه غير أن السارد يوضح لنا أن البتاو هو"خبز غالبية أهل البلد في ذاك الزمان، ولا يختلف كثيرا في طريقة خبزه عن العيش الشمسي إلا أنه يصنع من دقيق القيضي (الذرة الرفيعة) بعد طحنها وغربلتها وعجنها بالماجور". 
• يصول ويجول الراوي في غياهب الماضي القريب والذي يراه الكثيرون منا بعيد ليعرض لنا عوالم أخري وثقافات وعادات قد أوشكت علي الاندثار فيروي نظام الحلاقة في صعيد مصر، حيث كان الحلاق يحدد ميعاد ليأتي إلي بيوت زبائنه ويحلق شعرهم به، وكيف كان الحلاق مثل الحكيم أو الممرض واصفا حماره وحقيبته الجلدية العتيقة وأدواته التي تشبه أدوات الجراح، فهو من كان يتولى طهارة الصبيان، ولم يكن حينذاك كرسي للحلاق، بل كان الرجل يجلس أمامه جلسة القرفصاء ليحلق له.
• وبعد أن سرد لنا الراوي جوانب مفقودة من ماضي قريب يأتي ليؤرخ ساردا سردا تاريخيا جميلا قد أوشك علي الانتهاء فيتكلم عن الألعاب المفقودة أو العاب الزمن الجميل، وكأنه يدعونا ويدعو مؤسساتنا الثقافية والدولة بصورة غير مباشرة إلى إحياء تراثنا الجمعي الجميل في نفوس أطفالنا، وكأنه يحدد العرض قبل تشخيصه للمرض فكما يقول المثل "من فات قديمة تاه فيعرض ذاكرة للألعاب القديمة ومنها الاستغماية ولكنها استغماية بروح التراث الذي يتكون من "الميك" وهو الملاذ الأمن الذي إذا ما دخلة الطفل أو لامسة فهو في أمن وسلام، ولكن هناك من يقوم بحماية الميك وهو من يحول دون أن يلمسه أو يدخله احد من الأطفال لتستمر اللعبة بين مدافع عن ميك وبين أطفال يختبئون بين الأشجار والشوارع الجانبية و وزراعات القصب ليطلق أحدهم لفظ "طوط" فيقوم حارس الميك مغمض العينين بفتح عينية ويجري وراء الصبية في جو من المرح والفرح, لقد كانت ألعابا بسيطة وحياة بسيطة جميلة هادئة من بينها "الحجلة " واليساري و"السيجة". 
• ينتقل السارد وبتفصيل جميل لذكريات صعيد مصر من العاب وقصص جميلة وحياة بسيطة إلي التعليم السائد في تلك الحقبة، حيث يستهل السارد نظرته عن التعليم بمقولة سمعها كثيرا بأن "التعليم في الصغر كالنقش علي الحجر"، فيسرد لنا السارد أن الكتاب "هو المكان المعد لتعليم الصبية مبادئ القراءة والكتابة وحفظ أجزاء من القران الكريم، وهو عبارة عن حجرة صغيرة وأحيانا حجرتان يجلس عند مدخل الباب الشيخ علي سرير مصنوع من جريد النخل وترص بجانبه الألواح التي يكتب عليها الصغار حروف الهجاء أو بعض آيات الكتاب المبين".
• يختتم السارد سرده الفني الجميل عن ذاكرة الصعيد بموسم الهجرة، فهي ليست هجرة الطيور الموسمية، ولكنها هجرة الشباب في الصيف إلي القاهرة والي مدن الوجه البحري للبحث عن مصدر للرزق حيث يصنع الشباب البوظة ويبيعونها إلي أهل القاهرة، لتأتي بعد ذلك ثورة النفط في ليبيا والخليج والعراق ليهاجر شباب ورجال الصعيد إلي تلك الدول للعمل ومن هنا كانت بداية تحولات كبري للمجتمع الصعيدي من حيث العادات والتقاليد والمسكن.
• فقد حدثت ثورة حمراء تهدمت من خلالها البيوت الطينية الجميلة وتهدم معها كل جميل وتم استبدالها ببيوت حمراء ذات أسقف خراسانية مثل علب الكبريت، خالية من الجمال، بل شديدة الحرارة، ومعها بدأ التغير في الريف محيلا جماله وطبيعته إلي طبيعة أخري تغلب عليها المادية ومقتنيات الخليج من أجهزة وملابس وقيم تختلف عن قيم ارض الصعيد. ويسرد الراوي أيضا نوع جديد من الهجرة وهي هجرة الطبقة المتعلمة إلي أوروبا حيث العلم والتنوير والبداية في الاطلاع علي ثقافات وأفكار ورادة من عوالم جديدة. 
• وفي نهاية مطافي بتلك الرواية الجميلة يمكن القول أن العيش الشمسي ترتبط بشكل قوي بما يسمى بـــ ـMemory Studies، أي دراسات الذاكرة، وهي تقنية أدبية تعتمد على سرد الماضي لتوضح علاقته بالحاضر، ومدي تأثيره علي الحاضر، وهي أحدي التقنيات التي تهدف إلي الحفاظ علي التراث بل وإحيائه في نفوس الأجيال المعاصرة والقادمة وذلك بهدف ترسيخ الهوية الأصيلة للشعوب وربط الماضي بالحاضر والحد من ظاهرة التجريف الثقافي والمعرفي والأخلاقي للشعوب. وأخيرا وليس آخرا فلي أن أقول أن الكاتب كان موفقا في ذلك بدءا من اختياره للعنوان الذي يحمل العيش والشمسي فحياة مصر في شمسها الذهبي وعيشها في عيشها كما هو في خبزها.
أ. د. / محمد سعيد أحمد علي 
* د. / السيد محمد إسماعيل
أستاذ الأدب الانجليزي * أستاذ الأدب الانجليزي المساعد كلية الآداب - جامعة أسوان
* جامعة الأمير سطام بن عبدالعز
المملكة العربية السعودية

0 تعليقات:

إرسال تعليق

شاركنا برأيك

الاشتراك في تعليقات الرسالة [Atom]

<< الصفحة الرئيسية