حرفة الجريد في نقادة في الطريق إلى الانقراض
أخبار نقادة
مشغولات الجريد بـ"نقادة".. حرفة تواجه الانقراض بسبب العمل في السياحة
كتب: بيتر منير:
تعد صناعة الجريد أحد الصناعات اليدوية المهمة التى تتميز بها مدينة نقادة الواقعة على الشاطئ الغربى لنهر النيل جنوب مدينة قنا بمسافة تبلغ 31 كيلو متراً. اشتهرت نقادة بصناعة الجريد فى العصور التالية للفراعنة، حيث استخدمه الفراعنة فى مجالات محدودة بعكس الآن. وتشتهر عائلة السرايرية بمدينة نقادة باحتكار أفرادها لفن صناعة "سرر، الكراسى، منضدات، النجف، الستائر، الأباجورات، غرف النوم، التحف والأنتيكات الصغيرة، أقفاص الفاكهة" من جريد النخل. ويستخدم "السرايرى" محترف صناعة الجريد، كما يطلق عليه أهل المدينة، أدوات عبارة عن "هلال، مدقة مصنوعة من السنط تستخدم فى ثقب الجريد، ماسورة مطبطبة، ماسورة رقيقة، مسمار علام، ماسورة مدورة، شاكوش، متر" إضافة لجريد النخل التى تعتبر المادة الخام الأساسية. تقلص عدد العاملين الفنيين بصناعة الجريد من 5 آلاف إلى ألف فرد فى الأعوام العشرة الأخيرة، وذلك من أجل العمل بقطاع السياحة بمدينة الأقصر التى تبعد بمسافة تبلغ 25 كيلومتراً، حيث مازالت هجرة أصحاب حرفة صناعة الجريد فى تزايد مستمر، وذلك حسبما أكده محمد سيد إبراهيم إسماعيل، 35 سنة، رئيس شعبة الجريد بالصناعات اليدوية فى النقابة العامة للفنون. وأثناء استخدامه عدداً من الأدوات لصناعة كرسى من الجريد كاد مسمار يصيب يده، وفجأة دمعت عيناه، وقال "حرفة الجريد بتجرى فى دمى، لكن أنا أعول أسرة ومتزوج والجريد بقى غالى وشغله مش جايب همه، وخايف من اليوم الذى تدفعنى فيه الدنيا للاشتغال فى قطاع السياحة". يشتغل محمد سيد بحرفة الجريد منذ السادسة من عمره وورثها عن أبيه الذى ورثها عن أجداده، لكنه تمسك بها ولم يذهب للسياحة، ويشير محمد إلى أن حرفة الجريد لم تعد مربحة، حيث يستغرق معظم ساعات النهار فى صناعة كرسى أو اثنين بتكلفة تصل لـ75 جنيها ويبيعهما بـ100 جنيه، لافتاً أن 25: 30 جنيهاً ربح يومى لا يغطى احتياجات الأسرة، والمهنة أفقرتنا ماديا. ويضيف محمد، "المهنة ستنقرض بهجر الحرفيين لها خلال السنوات القليلة المقبلة إذا لم تتدخل الدولة سريعاً وتدعم الحرفيين من خلال ترويج منتجاتهم عبر إقامة المعارض وفتح أسواق خارجية لتصديرها، وإنشاء مدارس صغيرة لتعليم الحرفة وأسس صناعة الجريد للأطفال"، طالباً المسؤولين "بنظرة لحرفيى الجريد للاهتمام بهم مثلما تهتم الصين بدعم ومساندة أصحاب الصناعات اليدوية التقليدية". وفى سياق متصل، طالب الدكتور محمد عرابى عميد كلية الفنون الجميلة بالأقصر الجهات التنفيذية المختصة بحظر استيراد أية منتجات لها مثيل ينتجه الحرفيون وتقوم عليها حرف شعبية وترتبط بوجدان التراث المصرى الأصيل، واصفاً حرفة الجريد بـ"حرفة مصرية فرعونية أصيلة" تراجع أعداد المشتغلين بها وهجرتهم للعمل بقطاع السياحة لارتفاع رواتبها مقارنة بدخل صناعة الجريد. ويوضح عرابى أن تحسين المنتج فنيا من قبل الحرفيين وفتح أسواق داخلية وخارجية لتسويقه وترويج وسائل الإعلام له وإنشاء معاهد ومدارس تستقطب آباء الحرفة لتعليمها للنشء بعد تطويرها يعتبر طوق النجاة الوحيد أمام المخاوف من اندثار الحرفة وانقراضها، مشددا على ضرورة توفير دعم مادى لكليات الفنون الجميلة بمختلف محافظات الجمهورية لتوجيه البحث العلمى للتعمق بشأن نشأة وآليات تطوير الحرف الشعبية والصناعات التقليدية. ويردف عرابى قائلاً "نفسى أشوف معاهد فنية حقيقية تنتج جيلاً من الفنانين التقليدين بكل حرفة وصناعة تقليدية يحيون الطابع التراثى الأصيل للحرف والصناعات الشعبية التى تتميز بها مصر".
نشر بجريدة الوطن
نشر بجريدة الوطن
التسميات: تراث
0 تعليقات:
إرسال تعليق
شاركنا برأيك
الاشتراك في تعليقات الرسالة [Atom]
<< الصفحة الرئيسية