السبحة(المِسبَحَة) في التراث الشعبي العربي والإسلامي
السبحة(المِسبَحَة) في التراث الشعبي العربي والإسلامي
صلاح عبد الستار محمد الشهاوي
باحث في التراث العربي والإسلامي عضو اتحاد كتاب مصر
تسبيح الله الخالق الرازق فرض على كل مسلم ومسلمة، فقد دعا الله سبحانه وتعالى الناس إلى ذكره، عز وجل، ودعوته بالأسماء الحسني، فقال تعالى في سورة الأعراف: "ولله الأسماء الحسني فادعوه بها وذروا الذين يلحدون في أسمائه، سيجزون ما كانوا يعملون" (الأعراف: 180). ومن التسبيح استنبطت المسبحة أو السبحة، والتسبيح هو تنزيه لله تعالى وذكره بالقول وعد أسمائه الحسني إكتساباً للرحمة والمغفرة والأجر الكريم .
وقد قطعت المسبحة شوطاً كبيراً منذ - اختراعها - حتى اليوم، وتحول الغرض من صناعتها من ديني إلى جمالي، وتجاري وأصبحت زينة ومظهراً من مظاهر الرجال، وربما جمعت كل الأغراض.
فالمسبحة إرث فني بديع متغلغل في التراث العربي والإنساني، قديمه وحديثه، كما أن للمسبحة وظائف ترتبط ارتباطاً وثيقاً بالأرقام والعد والحساب. وهي زينة شخصية، ووجاهة اجتماعية، وأبهة وثروة مادية، وتحفة فنية، ومفخرة منزلية، وهدية رمزية للأهل والأصدقاء، وعامل مساعد على تهدئة الانفعالات النفسية، وتسلي الأصابع (التي تريد أن تبقي ساكنة) بحباتها، ولها سوقها الرائجة، العامرة، الرابحة، وخاماتها متفاوتة الخصائص. ندرة ونفاسة، وقيمة، وجمالاً، وإبهاراً. صنعتها بديعة، وحرفتها تستلزم مهارة ودربة وذائقة في آن معاً، كأنها حلي ذهبية، بل هي كذلك، فبعضها جاوز سعره ثمن قلادات ذهبية، بل حل محلها في الخزائن والمقتنيات النفيسة.
تذكر كتب التاريخ، أن السبحة كأداة كانت معروفة منذ عصور ما قبل التاريخ، وكانت عبارة عن خرزات أو قطع من الزجاج أو العاج أو الأحجار الكريمة المنظومة في سلك، وقد اتخذها الإنسان تعويذه أو للزينة، وتخصصت في هذه الصناعة بلدان محددة، مثل البندقية التي اشتهرت بالسبح الزجاجية الملونة، والصين بسبح العاج المنقوش، وبعد أن شاع استخدامها عند المسلمين تطورت هذه الصناعة في مصر بشكل خاص ودخلت إليها خامات أخرى كثيرة. لكن لا شك أن التسبيح سنة بدأت منذ عهد رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم، كما حدثنا القرآن الكريم عن التسبيح في كثير من الآيات ومنها قوله تعالى "سبح لله ما في السماوات وما في الأرض وهو العزيز الحكيم" (الحديد: 1).
والسبحة عند البعض علامة للتقوى، ولدى آخرين وسيلة للذكر، وعند فريق ثالث، جزء من مظهر لا يكتمل إلا بها. وعلى الرغم من انتشار مفهوم يقصرها على فئات المسلمين المنتشرين في كافة بقاع الأرض، إلا أن السبحة وعلى غير ما هو سائد، لا تقتصر عليهم فقط، حيث إنها عادة تعرفها الأديان الثلاثة، اليهودية، والمسيحية، والإسلام، بل أن بعض الروايات تروي امتداد تاريخها إلى العصور القديمة حيث استخدمت لأغراض مختلفة، تارة كتميمة أو تعويذه، وأخرى كوسيلة للحماية من الحسد، وثالثة كوسيلة للتزين. والسبحة أو المسبحة عبارة عن مجموعة من القطع ذات الأشكال الخرزية الحبيبية التي توجد بينها فواصل، وتتكون كلها من عدد معين يتم نظمها في خيط أو سلك أو سلسلة.
والسبحة أداه معروفة منذ عصور ما قبل التاريخ، وكانت تصنع من نوى البلح وبذور نبات الخروب، وخشب شجر الزيتون والقواقع والابانوس والصندل. وكان البعض يؤمن بقدسيتها وعلاقتها بأداء المناسك الدينية، حتى أن بعض الشعوب القديمة كانوا يغسلون السبحة التي يحملونها بالماء، ويشربون من نفس الماء كدواء. وفي الآثار الفينيقية ما يشير إلى أنها استعملت في المقايضة، إلا أن الإيمان بمكانة السبحة اختلف مداه حسب المعتقدات التي كانت تسود الشعوب. وقد ازدهرت صناعة المسابح في أوروبا على اعتبار أنها وسيلة رابحة في التبادل مع الشعوب البدائية. ومع بدء معرفة الإنسان بالأديان السماوية، استمر وجود السبحة واستخدامها في أغراض العبادة، فقد استخدمها اليهود والمسيحيون وبخاصة الرهبان منهم، الذين كانوا يستخدمونها في صلواتهم كمظهر من مظاهر التقرب إلى الله في الصوامع والمغارات والكهوف. ليس هذا فقط، بل أن عادة استخدام السبحة انتشرت بين الهندوس والبوذيين أيضاً كأحد وسائل العبادة.
ثم باتت السبحة مظهراً من مظاهر العبادة في الأديان السماوية الثلاث، إلاَّ أن عدد حباتها يختلف من ديانة لأخرى. فغالبية المسلمين يؤمنون بأن عدد السبحة إما 33 حبة حسب عدد الذكر الذي أوصى به الرسول عليه الصلاة والسلام، أو 99 وهو عدد أسماء الله الحسنى. بينما السبحة لدى الصوفية 100 حبة مزودة بعدادين الأول خاص بالمئات والثاني خاص بالألوف، هذا فضلاً عن محبس لمئات الألوف حتى يصل عدد التسبيح من مليون إلى مائة مليون. أما السبحة عند المسيحيين، فيتراوح عدد حباتها بين 45 حبة، و66 حبة، على حسب عمر سيدنا عيسى بن مريم الذي اختلف الرأي حول عدد سنوات عمره. ويعلق في نهاية السبحة عند المسيحيين صليب. أما سبحة اليهود فيتراوح عدد حباتها ما بين 17 حبة، و21 حبة. الطريف، وكما يقول العاملون في صناعة السبح في مصر، هو أخذ السائحين من الأجانب عن المسلمين عادة استخدام السبحة، وتكرار حركة الأصابع أثناء التسبيح كعلاج نفسي للقلق، ولتحقيق انتظام ضربات القلب كما يقولون، بل إنهم يطلقون عليها -حبات علاج القلق-. كما يفضل البعض سواء من المسلمين أو الأجانب شراء السبح الكبيرة واستخدامها في الديكور، سواء المصنعة من خشب الأرو أو الزان، ويصل عددها 33 حبة سادة، تختلف أحجامها بين الكبير والمتوسط والصغير، أو المصنوع من الخزف الأزرق أو الأخضر، وقد كتب عليها أسماء الله الحسنى.
والسبحة وسيلة وليست غاية، في حد ذاتها، ومن المرجح أنها من صنع الصوفيين بسبب حرصهم على التسبيح بأعداد معينة، بينما التسبيح في الأصل يتم على أصابع اليد، وغير ذلك فإن هناك ثلاثة أحجام للسبح الأول الثلث 33 حبة، وهو الأكثر انتشارا والثلثان 66 والسبحة الكاملة وتتكون من 99 حبة بعدد أسماء الله الحسنى.
*السبحة في اللغة:
السبحة: بضم السين وإسكان الباء مشتقة من: التسبيح، وهو قول: سبحان الله، أو هو تفعيل من السّبح، الذي هو التحرك والتقلب، والمجيء والذهاب، كما في قول الله تعالى: " إن لك في النهار سبحاً طويلاً" (المزمل: 73).وجمعها سُبح اشتقت عموما من الناحية الدينية أو اللغوية من كلمة التسبيح - ففي القرآن الكريم ورد التسبيح لله عز وجل في عدة سور وآيات، وقد آتت كلمة التسبيح بمعاني وأماكن مختلفة في كل سورة وآية، ومن أمثلة ذلك، ذكر نوعية المسبحين، كما في قوله تعالى: "تُسبح له السموات السبع والأرض ومن فيهن وإن من شيء إلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم إنه كان حليماً غفوراً" (الإسراء: 44). وقد وردت هذه المادة ومشتقاتها في القرآن الكريم نحو 93 مرة.
وفي المعجم الوسيط: السُّبحة خرزات منظومة للتسبيح والمسبحة من الأصابع السبابة والمسُبح القوي الشديد يقال كساء مسبح والمسحة خرزات منظومة للتسبيح.
وفي تاج العروس: السُبحة بضم السين خرزات تنظم في خيط للتسبيح تعد وهي ليست في اللغة في شيء.
وفي كتاب تحفة أهل الفتوحات والأذواق في اتخاذ السبحة وجعلها في الأعناق لفتح الله البناني: "سَبَحَ بالنهر وفيه سَبحاً وسِباحةً بالكسر عامَ وهو سابح وسَبُوح وسَباح وسَبّح. (وسُبحان) الله تنزيهاً لله وتقديساً، ومعناهُ السرعةُ إليه والخفّةُ في طاعته، و-السبحةُ- خَرَزاتُ للتسبيح تُعدُ وتُحصى، والدعاء وصلاة التطوع، والمسبحة من فعل التسبيح، ويعني المجيء والذهاب والتقلب، فلها في اليد ذهاب ومجيء وتقلب كما السَباح".
وقال الأزهري والفارابي وتبعه الجوهري: "السبحة كلمة مولدة".
وقال الزبيدي في تاج العروس عن شيخه ابن الطيب الشرقي: "إنها ليست من اللغة في شيء و لم تكن تعرفها العرب وإنما حُدِثت في الصدر الأول إعانة على الذكر وتذكير أو تنشيطا والسبحة الدعاء وصلاة التطوع والنافلة. يقال: فرغ فلان من سبحته أي من صلاة النافلة سميت الصلاة تسبيحا لأن التسبيح تعظيم الله وتنزيهه من كل سوء وفي الحديث: "اجعلوا صلاتكم معهم سبحة" أي نافلة.
أما عن التسبيح فقد كان منهج ديننا الإسلامي البساطة والقدوة برسول الله صلى الله عليه وسلم حيث روى عنه صلوات الله وسلامة عليه التسبيح باليمنى وقد كان توجيهه لأصحابه وإشادة لهم أن يسبحوا الله دبر كل صلاة بقول سبحان الله ثلاث وثلاثين. والحمد لله ثلاث وثلاثين. والله أكبر ثلاث وثلاثين وتستكمل المائة بقول لا إله إلا الله.
*الرسول القدوة:
كان للرسول صلى الله عليه وسلم سبحة يعقدها بيده. قال الشريف المقدسي روى عن ابن أي شيبه عن عمر رضي الله عنهما أنه رأى النبي يعقد السبحة بيده. وفي صحيح مسلم حديث ثابت عن الرسول صلى الله عليه وسلم يقول عن بن عمر: "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا قعد في التشهد وضع يده اليسرى على ركبته اليسري ووضع يده اليمنى علي ركبته اليمني وعقد ثلاثا وخمسين وأشار بالسبابة". وروى الديلمي في مسند الفردوس أن النبي قال:"نعم المُذكر المسبحة"، ولكن قال البعض أن السبحة أمر دخيل على الإسلام وتعرضت السبحة للهجوم فتصدى الشيخ جلال السيوطي لذلك وكتب رسالة لطيفة تتعلق بالسبحة استنبط فيها أصلا من السنة وذكر أن جماعة من الصحابة منهم عائشة وأبو هريرة وأبو الدرداء كانت لهم السبحة.
*الأغراض التي تستعمل فيها السبحة:
غالباً ما يتنوع شكل الحبات وعددها حسب المجتمعات أو الأغراض المستعملة فيها المسبحة، فهي تستعمل في ( الذكر).. تسبيحاً وتحميداً وتهليلاً لله تعالى، وذكر أسمائه الحسني، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم: "إن لله تسعاً وتسعين اسماً مائة إلا واحد من أحصاها دخل الجنة، وهو وتر يحب والوتر".
وثمة أغراض اجتماعية واقتصادية متنوعة منها:
أن المسبحة تعتبر جزءاً مكملاً لمظهر الرجل فهو يحملها معه أينما ذهب (وبخاصة في بعض المجتمعات العربية الإسلامية أو الشرقية عموماً) فمنهم من يخصص لكل مناسبة مسبحة بعينها، حسب قيمتها، ومن يحاول أن ينسق لون مسبحته مع لون زيه، أو يتفاءل بمادة مسبحة معينة أو لونها وشكلها المعين، كذلك هناك من يتفاخر بمسبحة أبيه أو جده ويفضلها على ما عداها. كما تستعمل لإظهار سمات (الوقار، والوجاهة، والمكانة، والزينة) أو لاقتنائها كتحفة فنية بديعة.ثمينة ونادرة، وهدايا وكنز يُتوارث (وقد يُباع وقت الضوائق المالية) فثمة قرابة بين المسابح، وقلائد الصدر التي تتزين بها النساء. وقد تكون وسيلة ومادة تزيل الجليد للحديث والتعارف/ أو التخاصم والتنابذ، وهناك أغراض نفسية كارتباط استعمالها مع شعور بالهدوء وإزالة التوتر والقلق (حبات القلق Worry beads)، أو لغرض اللهو والتسلية إلخ...، فضلاً عن أغراضها التجارية والاقتصادية على نطاق واسع.
*السبحة في العصور الإسلامية المختلفة.
لحكمة ما قيد الله تعالى العبادات بالأوقات والمقادير، فما من عبادة إلا ولها كم وكيف وميقات، فإذا تحقق هذا في الأركان والفرائض فما الغريب في كونه في النوافل حاصل؟! و إذا كان من أسماء الله الحسنى الاسمان الكريمان الحسيب والمحصى. ومن المعروف أن لكل اسم في الكون تَجَلى فكيف يكون تجليهما في أشرف الأعمال على الإطلاق وهو العبادة؟ فلا شك أن يكون الحساب والإحصاء ظاهرين في كل العبادات الفرضية والنفلية! هكذا صنع الشارع صلى الله عليه وسلم. فقد أخرج الترمذى والحاكم والطبرانى عن السيدة صفية رضي الله عنها قالت: "دخل عليّ رسول الله وبين يدي أربعة آلاف نواة أسبح بهن فقال: ما هذا يا بنت حيي قلت: أسبح بهن قال: قد سبحت منذ قمت على رأسك أكثر من هذا. قلت: علمني يا رسول الله قال: قولي: سبحان الله عدد ما خلق من شيء".
وأخرج أبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه وابن حبان والحاكم وصححه عن سعد بن أبي وقاص أنه دخل مع النبي صلى الله عليه وسلم على امرأة، وبين يديها نوى أو حصى تسبح، فقال: أخبرك بما هو أيسر عليك من هذا وأفضل؟ قولي: سبحان الله عدد ما خلق في السماء، وسبحان الله عدد ما خلق في الأرض وسبحان الله عدد ما بين ذلك. وسبحان الله عدد ما هو خالق، الله أكبر مثل ذلك، والحمد لله مثل ذلك، ولا إله إلا الله مثل ذلك".
إلى جانب إقرار النبي صلى الله عليه وسلم لهذا العمل وعدم الإنكار عليه، اتخذ عدد من الصحابة والسلف الصالح النوى والحصى وعقد الخيط وغيرها وسيلة لضبط العدد في التسبيح ولم يثبت إنكار عليهم.
ففي مسند أحمد – في باب الزهد- أن أبا صفية وهو رجل من الصحابة، كان يسبح بالحصى. وجاء في معجم الصحابة- للبغوي- أن أبا صفية، وهو مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم، كان يوضع له نطع (فراش من جلد) ويجاء بزنبيل فيه حصى فسبح به إلى نصف النهار، ثم يرفع فإذا صلى الأولى أتي به فيسبح به حتى يمسي.
وروي أبو داود بسنده عن أبي هريرة أنه كان له كيس فيه حصى أو نوى يجلس علي السرير، وأسفل منه جارية سوداء، فيسبح حتى إذا نفذ ما في الكيس فدفعته إليه يسبح، ونقل ابن أبي شيبة عن عكرمة أن أبا هريرة كان له خيط فيه ألفا عقدة، وكان لا ينام حتى يسبح به اثني عشرة ألف تسبيحه.
وأخرج أحمد أيضًا في باب الزهد أن أبا الدرداء كان له نوى من نوى العجوة في كيس، فإذا صلى الغداة – الصبح- أخرجهن واحدة واحدة يسبح بهن حتى ينفذن.
وأخرج ابن أبي شيبة أن سعد بن أبي وقاص، كان يسبح بالحصى أو النوى، وأن أبا سعيد الخدري كان يسبح أيضًا بالحصى.
وأخرج ابن سعد عن حكيم بن الديلمى أن سيدنا سعد بن أبى وقاص كان يسبح بالحصى وقال ابن سعد في الطبقات عن عبيد الله بن موسى عن إسرائيل عن جابر عن امرأة حدثته عن فاطمة بنت الحسين بن على بن أبى طالب رضي الله عنهم أنها كانت تسبح بخيط معقود.
وأخرج عبد الله بن الإمام أحمد في زوائد الزهد من طريق نعيم بن محرز بن أبى هريرة عن جده أبى هريرة إنه كان له خيط فيه ألفا عقدة فلا ينام حتى يسبح به.
وقد نقل الشيخ محمد عثمان عبده البرهانى في الانتصار عن الإمام السيوطي قوله: "وقد اتخذ السبحة سادات يشار إليهم ويؤخذ عنهم ويعتمد عليهم كأبي هريرة كان له خيط فيه ألفا عقدة فكان لا ينام حتى يسبح به اثنتي عشرة ألف تسبيحة".
وروي في التسبيح تدرجات أدخلها الناس بعد وفاة رسول الله – صلى الله عليه وسلم – على الأمور التعبدية ومنها التسبيح فكانت القدوة برسول الله عليه الصلاة والسلام تتمثل في التسبيح باليد اليمنى ثم خفي على بعض الناس ذلك الأمر من اختلاف الروايات فصار بعضهم يسبح باليدين ثم غلا بعضهم فكان يسبح بالحصا والنوى.
وقد أورد الجاحظ (180 – 255 هـ) في- البيان والتبين- أن عبد الملك بن هلال الهنائي كان عنده زنبيل ملآن حصا فكان يسبح بواحدة واحدة فإذا ملّ قبض قبضة وقال سبحان الله بعدد هذا فإذا ملّ شيئا قبض قبضتين وقال سبحان الله بعدد هذا فإذا ضجر أخذ بعروتي الزنبيل وقلبه وقال سبحان الله بعدد هذا كله وإذا بكرّ لحاجة لحظ الزنبيل لحظة وقال: سبحان الله بعدد ما فيه.
وفي العصر الأموي: تواصلت السبحة مع الإسلام، ولكن ليس في سنواته الأولى، حيث كان المسلمون يفضلون التسبيح والذكر باستخدام العد على أصابعهم زيادة في الرغبة في نيل الثواب. وقد ورد في الأثر أنها ليست من اللغة في شيء، ولم تكن معروفة لدى العرب، وإنما استحدثت في الصدر الأول من الإسلام كوسيلة للإعانة على الذكر، والتذكير.
خاصة عندما ازدادت الفتوحات وأحتك المسلمين بالأمم الأخرى فاتخذ بعض المسلمين السبحة الوافدة من فارس بديلا عن الحصى والنوى في التسبيح. فقد أورد أبو الفرج الأصبهاني (284 – 356 هـ ) عن ابن عتيق وسلامة المُغنية لما أراد والى المدينة – عثمان ابن حيان المربي ( ت 150 هـ ) إخراجها من المدينة فلما شفع لها عنده قال له: لا يدعك الناس ولكن اسمع منها فإن رأيت أن مثلها ينبغي أن يترك بجوار رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ومسجده تركتها قال: نعم فجاءه بها وقال لها: اجعلي معك سُبحه وتخشعي ففعلت.
وفي العصر العباسي: انتشرت السُبح وعرفها الناس وحلت محل التسبيح بالحصى والنوى وذاع أمرها بين العامة بعد أن كانت لا تنتشر إلاّ بين الخلفاء وأصحاب الجاه وأصبح لها أنواع كثيرة فمنها الرخيص الذي يضع من الخرز والخشب وعظام الحيوانات ومنها الغالي الذي يصنع من أغلى الجواهر وأنفسها حيث يتباهى به علية المجتمع وتدخر لوقت الحاجة فكان صناعها وهواة جمعها يغالون في ذلك ويحتفظون بأصناف منها وقد أسرف الرواة في أثمانها ونفاستها فهذه زبيده بنت جعفر المنصور (ت: 216 هـ ) زوجه هارون الرشيد كان عندها سبحه قد اشترتها بخمسين ألف دينار.
وروى القاضي التنوخي بأن المقتدر العباسي (282 – 320 هـ ) كان له اهتمام بالسبح فكانت سُبحته تثمن بمائه ألف دينار وروى التنوخي عن بن عيسى: أنه ذكر أن والدته عمرة إحدى جواري المقتدر أخبرته أن المقتدر أمر بإحضار جواهر ثمينة فاختار منها مائه حبه ثم أمر بنظمها سُبحه يسبح بها.
وفي العصر العثماني: ازداد انتشار المسبحة خاصة في النصف الثاني منه بشكل كبير، وخصوصاً في تركيا والعراق وإيران ومصر وبلاد الشام وبعد ان دخلت المسبحة الدينية كتلك المختصرة إلى 33 حبة (أى ثلث المسبحة).
وقد ارتفعت أصوات بإنكارها في القرن الخامس عشر الميلادي، إلا أن بعض العلماء أفتى بعدم وجود مانع من استخدامها، طالما ظلت وسيلة للتذكير بعدد الذكر المطلوب من الإنسان أدائه.
*وفي العصر الحاضر:
أصبحت السمة الظاهرة للسبحة الكثرة ورخص الثمن حيث أصبحت تتخذ من المواد الرخيصة كالخشب والعديد من المعادن والبلاستك والزجاج وغيرها حيث أصبحت ميسرة لكل فرد في العالم يقتنيها مهما كان مستوى دخله فالسبحة الآن من أكثر البضائع رواجا في البيع ونفاقا في السلعة واهتماما بالبضاعة والتنافس فيها. مع ملاحظة وجود منها الثمين الغالي إذا دخلت في صناعتها الجواهر الغالية والأخشاب النادرة وطعمت بالذهب ووضعت لها العلب الفاخرة وصارت هدايا من أنفس وأجود الهدايا لأنها أصبحت مما خف حمله وغلا ثمنه.
* أسماء السبح:
في مصر يطلق عليها سِبحة أو مِسبحة وتجمع سِبح، وفي بعض المناطق العربية والخليج العربي تسمي باللغة العامية الدارجة مسبحة، أو مسباح أو تجمع كمسابيح، وفي اللهجة العراقية السائدة يطلق عليها سبحة أو مسبحة وقد تجمع كالسبح والمسابح أو السبحات (عامية). وفي اللغة التركية تسمي تسبيح ( Tasbih) عندما تستخدم كلمة سبحة( Subha) لغرض تفسير معناها في بعض المسردات الأجنبية. ولغرض مقارنة وفحص الكلمة باللغة الإنجليزية فقد تم اللجوء إلى قواميس المفردات الإنجليزية ولعل أقرب كلمة إلى ما تعنيه المسبحة عند العرب والإسلام كانت كلمة روزري (Rosary ) حيث فسرت بمعني: - سبحة ومسبحة. ، - سلسلة أو صلواة.، حديقة ورد أو مسكية ورد.
*نظم حبات السبح:
كانت السبحة فيما مضى مجموعات من الحبات المصنوعة من الخشب أو العظم أو الصدف أو غير ذلك ويفصل هذه المجموعات حبتان مستعرضتان أكبر حجما (الفاصل) وفي نهايتها توجدالمئذنة أو المشربية أو الدلاية وتجمع تلك الحبات خيوط من خامات متعددة. ويتفاوت عدد الحبات في كل مجموعة مثلا 33 + 33 +33 أو 33 +33 + 31 ويبلغ عدد حباتها مائه حبة تمشيا مع عدد أسماء الله الحسنى البالغة تسعة وتسعين أسماً وتستخدم السبحة في هذه الأسماء لكنها تستخدم أيضا في عد الدعوات أي الذكر وفي الصيغة التي تختم بها الصلاة.
وفي العصر الحاضر أصبحت الغالبية العظمى التي درج عليها نظم حبات السبحة أن تكون بـ 33 ثلاثة وثلاثين حبة تسمى (الثلث على أساس أن أسماء الله الحسنى تسعة وتسعين) من أي معدن يفصل كل إحدى عشرة حبه شاهد صغير لعلة جعل لكي ينبئ عن مقدار التسبيح لمن يريد أن يستعملها فيه وهي صغيرة خفيفة يسهل وضعها في الجيب وهناك سبح تتكون من 66 حبه وأخرى من 51 وأخرى من 45 ولكل منها طريقة خاصة في التسبيح.
* الخامات التي تصنع منها السبح:
- الكهرمان: أجود أنواعه ومنه الكهرمان الألماني، الكهرمان البولندي، الكهرمان الروسي. وسعر جرام الكهرمان ضعف سعر جرام الذهب.
- الكهرب: وهو من البلوريات وأحياناً من حجر الأونيكس
- السندلوس: تركيبة كيميائية، وأجود أنواعه وأغلاها ثمناً السندلوس الألماني.
- البسر: خشب بحري
- الكوك: خشب شجرة الكوك التركية
- العظم: تصنع السبح من عظام الإبل بعد تطهيره وتنقيته.
- العاج: سبح العاج تصنع من عاج الفيل "قرن الفيل " وأشهره عاج جنوب إفريقيا.
- تراب الكهرمان: تصنع حبات المسبحة من كسر الكهرمان ولذلك سميت سبحة تراب الكهرمان.
- الأحجار الكريمة: منذ القدم والأحجار الكريمة تصنع منها حبات السبح مثل، الياقوت والزمرد والزفير، وهي أحجار جبلية أرضية، وهناك الأحجار الكريمة البحرية مثل اللؤلؤ والمرجان.
- ظهر السلحفاة: من غطاء ظهر السلحفاة تصنع حبات بعض أنواع السبح.
- خشب الصندل والبخور
- الباى زهر: من مادة حجر Bezar أو البازهر
- الزركون: حجر الزركون الشفاف
- العقيق اليماني
- الزجاج
- الفضة
- الفيروز
- الياقوت الأزرق
*مواد صناعة السبح:
من أقدم الأحجار والمواد التي استخدمها الإنسان في صناعة السبح حبيبات من العاج والمحار والعظام المختلفة، وذلك استنادا إلى ما عثر عليه في قبور ترجع إلى أكثر من 20ألف سنة. فقد قام الإنسان القديم بصقل وتشذيب هذه المواد وتكوينها على أشكال مختلفة كالشكل الاسطواني أو الحبيبي( الخرزي) أو غيرها، كما قام كذلك بثقبها أو خرقها وتجميعها وربط بعضها ببعض بخيط، وكانت هذه هي الخطوة الأولى لفكرة القلادة بهدف التزين أو التباهي، ولعرض هذه الأحجار أو المواد أمام الآخرين عن طريق استخدامها كعقود أو قلائد تعلق في العنق أو الزند وأحياناً في الأرجل، وحالياً فقد دخلت أكثر المعادن والأحجار في صناعة السبح، وبعضها يصنع من الذهب الخالص أو مطعما بالفضة، في ما يصنع بعضها من الألماس ويزين بأحجار كريمة غالية الثمن.
-ولكل دولة من دول العالم الإسلامي ميزة في مادة صناعة السبح:
ففي أفريقيا تصنع السبح من عظام سن الفيل ومن عظام بعض الحيوانات النادرة وفي الهند وأند ونسيا تصنع من أخشاب الصندل ذي الرائحة الذكية وغيرة من الأخشاب النادرة التي لا تتوفر إلا عند أهل تلك الديار وفي لبنان تصنع من خشب الأرز وفي حلب سوريا تصنع من نوى المشمش وفي السودان تصنع السبح من خشب الصندل على أن تكون الحبات على هيئة الترمس وفي العراق فتصنع من اليسر والساندلوس (اليسر مادة تنبت في البحر كالأشعاب المرجانية)، (الساندلوس – من مشتقات البترول – البتر وكيماويات) إضافة إلى السبح المصنوعة من الذهب والفضة فهذه سمة في جميع البلدان الإسلامية التي تصنع السبح.
- أما في مصر، فخان الخليلي هو مركز صناعة السبح في مصر كافة وأشهر المواد التي تصنع منها مادة السبح إضافة إلى المواد السابق ذكرها في جميع البلدان الإسلامية – الكهرمان –
هو راتنج متحجر من إفرازات الأشجار الصنوبرية المنقرضة التي كانت في بعض مناطق الغابات الصنوبرية العالمية التي تقع بين ألمانيا والاتحاد السوفيتي وتشكل قبل الآف السنين. تشبه الصمغ تجيء على هيئة أقراص ثم تخرط على شكل حبات وللكهرمان عدة أسماء منها الكهربا والكربة ويعرف الأصلي من الزائف بأن تحك القطعة في الصوف فإذا التقط – كالمغناطيس – يكون أصليا كذلك إذا دعك في الصوف تنبعث منه رائحة طيبة. ولا يعد من مجموعات الأحجار الكريمة المعدنية الأساسية، وإنما مواد عضوية متحجرة بمعني من المواد النباتية العضوية، هش ويبعث روائح الشجر الصنوبري عند فركه باليد أو احتراقه ويتدرج لونه في العادة من الأصفر إلى الأصفر الداكن، يوجد إما بأشكال دائرية أو كتل غير منتظمة الشكل أو بشكل حبوب أو قطرات. عند إحراقه يصدر لهباً لامعاً ورائحة زكية ويُصبح كهربائياً سلبياً بالاحتكاك. توجد أصناف من الحشرات المنقرضة مُغلفة أحياناً في عينات الكهرمان.
وهناك مادة طبيعية أخري تصنع منها السبح وهي (اليُسر) بضم الياء وهي مادة تنبت في البحر كالشعاب المرجانية لونها أسود وتطعم الحبات بالفضة أو الذهب واليسر الحقيقي تنبعث منه رائحة السمك إذا فرك باليد ويتكون من طبقات أما المواد الأخرى التي تصنع منها السبح من مواد صناعية – الفاتوران – الساندلوس – العنبرويت – وكلها من مشتقات البترول.
**المسابح في الدول الإسلامية في العصر الحديث:
* المسبحة الكويتية:
هي المسبحة الكهرمان العودي الكوك وهو خشب نادر وجد في تركيا كذلك اليسر المطعم بالفيروز.
* المسبحة المغربية:
هي مسابح دينية مثل مسابح السودان وهي مسبحة طرق والمرأة في المغرب تستخدم الكهرب (العنبر) كحلي مع الفضة.
* المسبحة السورية واللبنانية:
يقبل السوريون علي المسبحة اليسر واللبنانيون علي المسبحة الكهرب (الكوربا).
* المسبحة اليمنية:
مسابح من الكهرمان والعقيق اليماني وتستخدم النساء هناك قطع الكهرمان الكبيرة مع الفضة كحلي ويضيفون إليها قطع المرجان.
* كربلاء والنجف: توجد المسابح الكهرمان بأنواعها.
*السعودية: توجد بالسعودية أغلي أنواع المسابح في العالم فهي من الألماس واللؤلو (الليلو).
* المسبحة المصرية: تعتبر مصر سوقا تجارياً للمسابيح خاصة بعد التنوع في مصادر المواد التي تصنع منها المسبحة، وبعد التطور الصناعي الكبير والذي صاحبه إنتاج المسابح بشكل مكثف ومن مواد متنوعة قد تتعدى المائة، وخصوصاً من المواد الرخيصة.
كما يمتد انتشار المسبحة في شمال إفريقيا ولكن بشكل يخف تدريجياً كلما ابتعدنا عن مصر، مثل ليبيا،تونس، والجزائر، والمغرب، وموريتانيا وغيرها، كما تنتشر المسبحة في السودان وبعض الأقطار الإسلامية الأخرى في أفريقيا، كما تنتج بعض الدول الإفريقية المسبحة من العاج كزائير وتنزانيا وغيرها.
*هواية جمع المسابح:
على غرار هوايات جمع الطوابع وجمع العملات القديمة والتذكارات، هناك من يهوي جمع المسابح سواء ما اختلف نوع مادتها وشكلها ولونها أم ما انطبق منها وخصوصاً في بعض بقاع العالم الإسلامي والعربي، وفي هذا الجانب فقد تجد من الناس من يذكر لك هوايته المحببة هذه ويسرد عدد مسابح الكهرب أو غيرها من المواد والتي يملكها مفصلاً عن مواصفاتها وجمالها وألوانها ومعاناة جمعها وبدايات هوايته هذه وتلك التي فقدها وروايات شتي تكاد لا تنقطع ولا تنتهي تدور حول تعلقه بالشخصيات الاجتماعية أو السياسية التي تملك أنواعاً معينة من المسابح النادرة وكيفية أو تاريخ اقتنائها وما إلى ذلك، حتى أن البعض يذهب بعيداً ويضع الخطط في كيفية الحصول على مسبحة نادرة موجودة عند بعض الأشخاص سواء بشرائها أو بطرق أخري، وهكذا فقد يجلب حب المسبحة أحياناً مواقف طريفة أو محزنة على حد سواء.
وبسبب هذه الهواية وهذا الاهتمام نشأت للسبحة أسواق وباعة مختصون خصوصاً في بعض الدول العربية والإسلامية التي تركزت بها الحضارات القديمة مثل أسواق العراق - بغداد، وكربلاء، والنجف، والكاظمية - وغيرهم، وفي مصر - أسواق القاهرة (خان الخليلي وغيرها) وفي السعودية ودول الخليج العربي وتركيا وبلاد الشام وإيران والأردن ومناطق أخرى لا حصر لها.
*السُبح في الشعر العربي:
إن عراقة دخول المسبحة في الشعر العربي ترجع إلى ما يزيد على ألف عام، منذ العصر العباسي، فأبونواس عندما حبسه الأمين، لمجونه وخلاعته، وأنقذه من السجن – الفضل بن الربيع- وأظهر التوبة لزم بيته قال شعراً جاء فيه:
أنت يا ابن الربيع ألزمتني النسـ ـك وعودتنيه والخير عادة
فارعوى باطلي واقصرّ حبلي وتبدلت عفة وزهادة
لو تراني ذكرت بي الحسن البصـ ـري في حسنٍ سمته أو قتادة
من خشوع ازينه بنحول واصفرار مثل اصفرار الجرادة
المسابيح في ذراعيَ والمصـ ـحف في لبتي مكان القلادة
ولقد طال ما لقيت ولكن أدركتني على يديك السعادة.
كما ذكرت السبحة في الشعر العربي كما فى قول ابن عبد الظاهر:
وسبحة أناملي قد شغفت بحبها
مثل مناقير غدت ملتقطات حبها.
كما قال فيها شعر علي السبيل اللغز:
ومنظومة الشمل يخلو بها اللبيب فتجمع في همته
إذا ذكر الله جل أسمه عليها تفرق من هيبته.
وقد أهدى القاضي التنوخي إلى نصر ابن أحمد الجنزارزي سبحة- سبح – والسبح هو الخرز الأسود – وهي كلمة فارسية معربة وكتب معها.
بعثت يا بدر بني يعرب بسبحة من سبح معجب
يقول من أبصرها طرفة نعم عتاد الخايف المذنب
لم تخط إن فكرت في نظمها ولونها من حُمَّةِ العقرب.
المراجــــــع:
1- القرآن الكريم
2- المعجم الوسيط، الهيئة المصرية العامة للكتاب الجزء الأول 1980م
3- فتح الله بن الشيخ سيد أبي بكر البناني، تحفة أهل الفتوحات والأذواق في اتخاذ السبحة وجعلها في الأعناق، المطبعة البولاقية 1883م
4- د/ ناصر أحمد سنة، المِسبَحَة حبات القلق والسكينة، مجلة الدوحة العدد36 أكتوبر 2010م
5- د/ محمد بن سعد الشويعر من الهدايا السبح، المجلة العربية جمادى الأول 1425م
6- الزبيدي، تاج العروس، الهيئة المصرية العامة للكتاب الجزء الثاني 1989م
7- د/ محمد بن سعد الشويعر، السبحة أصلها ومكانتها وتاريخها، المجلة العربية رمضان 1409
8- جمال الغيطاني، السبحة، مجلة العربي العدد 301 ديسمبر 1983م
9- الجاحظ، البيان والتبين، سلسلة الذخائر 87 الهيئة العامة لقصور الثقافة الجزء الثالث2003م
10- أبو الفرج الأصفهاني، الأغاني، الهيئة المصرية للكتاب الجزء الثامن 1974م
11- القاضي أبو علي التنوخي، نشوار المحاضرة، أخبار اليوم 1990م
12- محمد بن القاسم بن محمد النويري الاسكندراني، الإلمام، سلسلة الذخائر 197 الهيئة العامة لقصور الثقافة المجلد الرابع 2010م
13- محمد فريد وجدي، موسوعة القرن العشرين، المجلد السابع الطبعة الثالثة دار المعرفة للطباعة للنشر بيروت 1971م
14- أبي الحسن الماوردي، أدب الدنيا والدين، مكتبة الأسرة سلسلة التراث 2009م.
15- تالة محمد عبد الله، المسابيح من الوظيفة الدينية إلى الوظائف الدنيوية، مجلة تراث العدد 142 يوليو 2010م.
مصدر الخبر مجلة الموروث الشعبي البحرينية
التسميات: تراث
1 تعليقات:
السلام عليكم اخى هوايتى جمع السبح والاحجار الكريمة عندى بفضل الله انواع كثيرة وانواع نادرة منها هل تشاركنى رئيك فيهم
إرسال تعليق
شاركنا برأيك
الاشتراك في تعليقات الرسالة [Atom]
<< الصفحة الرئيسية