08‏/11‏/2016

أقوال جديدة إلى عنترة بن شداد ! للشاعر عبدالجواد خفاجي

صورة صفحة ‏عبدالجواد الخفاجى‏ الشخصية

أقوال جديدة إلى عنترة بن شداد ! *
شعر :عبدالجواد خفاجي
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ

هذا صباحكَ فابتَدئ تعَـبًا
تأوَّلـَه السَّـلفْ
لك ما تَشَــا :
بيتُ القصيـدِ ،
وكلُّ ألوانِ الخَرَفْ .
ولقد أباحَ لكَ اعتلالُكَ
بالفَرَادَةِ
أنْ تلوذَ بِما يَسُفْ !
وبما يَـكرُّ ،
وما يَـفِـرُّ
على المَجَنَّـةِ
أو يَرُفْ !
لكَ أمَّةٌ كانت ...
وكنتَ نَـبِـيــئَها ،
ونبيذَها ،
ولأنتَ أوَّلُ مَن ...
تَـصَعْلَكَ في بَوادِيها ،
وآخرُ مَن تَطَارَفَهُ الخَلَفْ ،
ولأنتَ أوَّلُ مَن هَتَـفْ :
"ولقد ذَكَرْتُكِ والرِّمَاحُ نواهِلٌ مني ... إلخ"
تكسَّرتِ النِّصَالُ على النِّصَالْ ..
سقَطَ اللواءُ على اللواءِ
على اللواءْ !
يا أيها العبسيُّ
فابتدئ البُكاء ..
هذا البكاء مقدسٌ
وطهارةٌ للروحِ
في الزَّمنِ الغُـثَاء !
مَن ذا يُوَارى سوءَة الزَّمنِ الغَبيِّ ..
يـعُـِيرُني وجهاً وخارطةً
وشمساً لا تُعـَيـِّرُني
وبعضاً من دماء ؟
كي يهطلَ الحُلمُ القديمَ ولو ...
على أطلالنا ،
كيما أبَلِّلُ صَمْتَ حَنْجَرتي
وأبتدِئُ الحُداء ..
كيْمَا تحررني البلادُ
أرودها جهراً
وأهمز مهرتي صوب المسيل ..
ومُهْجتي صوبَ السَّماء .
هيَّا .. إلى شَرَفِ البُكاء ..
لكَ أمَّةٌ مرتْ
كأشيائي جميعاً ، أو ..
كأطيافِ الرؤى ...
كالذكرياتِ جميعِها
عَبَسَت ْ
تَهُفُّ ولا تَشُفْ !
ها إنه الأسفُ التَّليدُ
كوجْهِ قريتِنا العجوزِ ،
كأيِّ ناضرةٍ تَجِفْ ،
يَبْقَى وَحِيدًا
في عراءِ الرُّوِح
يَمْضِي ،
أو يَدُفْ ،
يّبْقَى ...
إذا جاءَ الصَّباحُ
على رمالِ الرُّوحِ خَفْ .
يمضي إلى ...
حيث الرِّتَاجِ ؛
فتدلُفُ الرِّيحُ
الأصَرْ .
يا أيها الولد الذى ...
تُضْنِيكَ ما مَرَّتْ ،
وما ثَمَّتْ تَمُرْ
لا شيء غيرَ الرِّيحِ
في بيدائنا ،
واليومُ قَـرّ .
والريحُ يا للريحِ !
سَافِيَةٌ تَصُـرْ
" سُـئـمَتْ تكاليفُ الحياةِ
ومَنْ يـَعِشْ ... "
فالعيش مُـرّ !
فإذا اتجهتَ إلى الفرار ِ
فإنـَّها الرَّمْضَاءُ
والعيشُ الأمَـرّ .
لكَ أمةٌ ...
مرتْ كأصْدَاءِ الطُّرَفْ !
وكأن ظلاً هاهنا
قد مـَرَّ أو ...
لكأنـَّه ظلِّي الذى ..
يَهْوِي – كعادته –
يَضـِلُّ ويَرْتَجِفْ !
ماذا تَبَقَّى ...
غيرُ هـَيـْنَمَةِ الأسَفْ ؟
ولسَوفَ تبدأُ فى مُهَاَدَنِة الأسَفْ !
هذا صباحُكَ ليَس لَكْ ،
هذا صبَاحٌ للأسَفْ .

9 أبريل/ نيسان 2003 م
نُشرت في مجلة الشعر المصرية

التسميات:

0 تعليقات:

إرسال تعليق

شاركنا برأيك

الاشتراك في تعليقات الرسالة [Atom]

<< الصفحة الرئيسية