23‏/12‏/2016

في رياض النور للشاعر عبدالجواد خفاجي

عبد الجواد خفاجي - فلسطين
فى رِيـَاضِ النُّــور
للشاعر / عبد الجواد خفاجي 
هـذَا صبَاحُـكَ نُـورُه (التَّنْزِيـلُ)             أنتَ النَّبىُّ إلـى الـوَرَى ورسُـولُ
تَزْهُو بِكَ الدُّنيَـا وتَبْتَهِـجُ السَّمَـا          كَمْ زَانَ رَوضٌ فى السَّنَا  وخَمِيـلُ
اللَّـه أكبـرُ نُـورُ رَبِّـكَ  أجْمَـلُ             فَيْضٌ تَجَلَّى فـى القلـوبِ هَمِيـلُ
شَمْسُ الحَقِيقةِ فى عُلاهَا  تَسْطَـعُ       نُورٌ يَظَـلُّ عَلـى الزَّمـانِ  أثِيـلُ
فَـالآىُ تُتْلَـى والمَلائِـكُ تَجْتَلِـى           إنَّ الجَميـلَ إلـى الجَمِيـلِ يَمِيـلُ
إعْجَازُ مَنْ خَلَـقَ البَرَايَـا  كُلَّهـا          كَلِمٌ تَسَرْمَـدَ فِـى البَيَـانِ أصِيـلُ
سَلْنِى عَنِ المُخْتَارِ فى أدَبٍ  جَلِـى       حَمَـلَ الرِّسَالـةَ والقُـرَان دَلِيـلُ
مِنْ تُرْبَةِ الفِرْدَوْسِ هَذا المُصْطفَـى      هُـوَ رَحمـةٌ للعَالَمِيـنَ، فَضِيـلُ
فَانظرْ تَبَـارَكَ رَبُّ هَـذا المُجْتَلَـى        مَنْ يُنْكِـرُ الإصْبَـاحَ جِـدُّ  كَلِيـلُ
مِنْ نَسْلِ إبرَاهِيـمَ جَـاءَ  مُبَـرَّءًا         طُهْرًا يَدِبُ علـى الثَّـرَى ويَجُـولُ
وحَبَاهُ مِنْ حُلَـلِ الكَمَـالِ شَمائـلَ         مَا شَـاءَ رَبُّـكَ فَالعَطَـاءِ جَزِيـلُ
قُلْ مَا تَشَا فِى مَدْحِهِ هُـوَ  أحْمَـدٌ         وهُـوَ المُكَمَّـل حُسُنُـه  وجَلِيـلُ
وهُوَ الصَّبُورُ عَلى الأذَىَ وهُوَ الأبِىُّ    هُوَ الشَّجَاعةُ فى الوَغَـى  ونَبِيـلُ
كَمْ سَادَ فى الدُّنيَـا ظَـلامٌ  قَبْلَـهُ:          حَجَـرٌ يُأمَّـلُ والتُّـرَابُ  مَهِـيـلُ
رَبٌّ مِنَ الحَلْـوَى ويُؤكَـلُ  بَغْتـةً         يَا وَيْحَ هَـذَا الـرَّبُّ جِـدُّ  هَزِيـلُ
والقَوْمُ سَكْرَى والطِّبَـاعُ  تَجَلَّفَـتْ        والسَّيْفُ أسْبَـقُ والدِّمَـاءُ تَسِيـلُ
مَنْ ذَا يُوَارِى سَوْأةَ الزَّمَنِ الغَبِـىّ؟       والحِلْمُ فى الزَّمنِ الغَبِـىِّ  ضَلِيـلُ
فَالدَّاحسُ الغَبْرَاءُ فَخْـرُ  حُرُوبِهِـم       شَخْبُ الدِّمَاءِ على الرَّمالِ  عَوِيـلُ
وَأدُ الإنَـاثِ فَضِيلَـةٌ، وحَيَاتُـهـا          أسَـفٌ، سَـوادٌ للْوُجـوهِ مَلِـيـلُ
أوَّاهُ يَا زَمَـنَ المَخَالَـبِ والضَّغَـا           ئِنِ والمُغِيـرَاتِ الضِّبَـاحِ تَصُـولُ
فَـإذَا الحَرَائـرُ جَاريَـاتٌ تُجْتَبَـى           ويُبَـاعُ لَحْـمٌ للْبِـغَـاءِ ذَلُــولُ
مَنْ ذَا يَرُدُّ إلَى الخَلائقِ  رُشْدَهـا؟       شَرُّ الضَّلالةِ فـى الحَيَـاةِ  وَبِيـلُ
ويَضُـمُّ آصِـرَةً تَفَـرَّقَ  جَمْعُهَـا          شَمْـلٌ جَديـدٌ.. مَنْهَـجٌ  وسَبيـلُ
هَا إنَّه الصُّبْحُ الجَدِيـدُ  المُرْتَجَـى       إنَّ الصَّبَـاحَ إذَا أَطَــلَّ  جَمِـيـلُ
الفَجْرُ فَجْرُكَ يَا مُحَمَّـدُ والضُّحَـى       واللَيْـلُ وَلَّـى فالنُّجُـومُ أُفُــولُ
الـلَّـهُ رَبٌّ وَاحِــدٌ ومُـحَـمَّـدٌ           خَتْـمُ النَّبِييـنَ الكـرامِ رَسُــولُ
يَدْعُو إلى خَيْرٍ يَرُفُّ علـى الدُّنَـا:       النَّاسُ فى الأصْلِ الأصِيـلِ عُـدُولُ
لا فَرْقَ بيْـنَ غَنِيِّهـم  وفَقِيرِهِـم       والمُؤمِنـونَ أُخُــوَّةٌ  وأُهُــولُ
فَارْتَاضَ فى النُّورِ البَهِىِّ مَنِ اهْتَدَى    وارتَـادَتِ الأُفْـقَ الجَدِيـدَ عُقُـولُ
واسْتنكَرَ الحَقَّ المُبِيـنَ  غَشِيمُهـا       وارتَابَ فى الدِّينِ الحَنيِـفِ جَهُـولُ
والطَّغْمَةُ الرَّعْنَـاءَ بَاتَـتْ تَبْتَغِـى       يَومًـا مَهُـولا والرَّسُـولُ  قَتِيـلُ
يَا تَعْـسَ تَدبِيـرٍ يَفِيـضُ حَمَاقَـةً       ما ثَبَّتَ الرَّحمَـنُ كَيْـفَ يَـزُولُ؟!
جِبْرِيلُ يَحْـرُسُ والمَلائـكُ حَولَـه       "واللَّـهُ خَيْـرٌ حَافِظًـا"  ويَحُـولُ
أنْتَ المُؤَيَّـد كيـفَ أنَّـكَ  تُغْلَـبُ       واللَّهٌ رَبُّكَ فِـى السَّمَـاءِ وَكِيـلُ؟
ونُصِرْتَ بالرُّعبِ الشَّديدِ؛ فَخَرَّ كِسْـ       رَى، فالقَيَاصِرُ، فَالعُرُوشُ  طُلُـولُ
يَا يَومَ فَتْحِكَ مَكَّةَ انْهَـزَمَ  الصَّنَـا       دِيـدُ العُتَـاةُ وسَالَمَتْـكَ  فُـلُـولُ
وانْضَمَّ تَحْتَ لِوائكَ السَّـادَاتُ مِـنْـ       هُم والشَّبَـابُ جَمِيعُهُـم  وكُهُـولُ
جَاهَدتَ أهْلَ الشِّرْكِ حَتَّـى  آمَنُـوا       هَذِي حُزُونُك يَـا قُرَيْـشُ سُهـولُ
والعَيشُ فى كَنَـفِ النَّبِـىِّ نَزَاهَـةٌ       صَفْـوٌ سَعِيـدٌ ، سَائِـغٌ  وجَميـلُ
إنِّى رَسُـولَ اللَّـهِ جِئتُـكَ شَاكِيًـا       رَهَجًا عَمِيمًـا؛ فَالصَّفـاءُ  قَليـلُ
لا حَقَّ يَنْبُـسُ والشَّرَائـعُ  قُيِّـدَتْ       فى شِرْعَةِ الغَابِ الضَّلالُ  صَـؤولُ
والأرضُ ظَمْـأىَ لا تَـزَالُ عَلِيلَـةً       والشَّـرُّ فيهَـا نَاجِـزٌ  وفَـعُـولُ
والنَّاسُ تَعْبُـدُ لا تَـزَالُ  عُجُولَهـا       والنُّـورُ أبْطَـأَ والظَّـلامُ عَجُـولُ
فَالحَربُ تَتْرَى والمَحَـارِمُ  دُنِّسَـتْ       و دِمَاءُ قَوْمِكَ يَا رَسُـول  سُيُـولُ
والأُمَّةُ الوُسْطَى تَخَطَّفَهَـا  الـرَّدَى       وفَـمُ الزَّمَـانِ تَخَـرُّصٌ وعَلِيـلُ
غَوْثًا رَسُولَ اللَّـهِ إنَّـكَ  مُدْرِكِـى       فَالرِّىُّ عِنْـدَكَ والسَّحَـابُ هَطُـولُ
أدْرِكْ حِمَاكَ فَقَدْ تَعَـاوَرَهُ  الأَسَـى       والرِّيـحُ تَسْفِـى والنَّفِيـرُ طُبُـولُ
صَفْحًا جَمِيـلاً يَـا نَبِـىُّ  ومَنْعَـةً       إنِّى عَلـى بَـابِ الكَرِيـمِ  أَمُـولُ
ولَكَ الشَّفَاعَـةُ عِنْـدَ رَبٍّ شَافِـعٍ       وبِـكَ التَّوَسُّـل وَاجِـبٌ وقَـبُـولُ
صَلَّى عَلَيكَ اللَّهُ يَـا نُـورًا صَفَـا       إنَّ الصَّلاةَ علَى الرَّسُـولِ أُصُـولُ



التسميات:

0 تعليقات:

إرسال تعليق

شاركنا برأيك

الاشتراك في تعليقات الرسالة [Atom]

<< الصفحة الرئيسية