03‏/12‏/2016

رثاء الأحذية

نتيجة بحث الصور عن حذاء
صورة أرشيفية

كان ومازال للحذاء نصيبه الوافر في الإبداع العربي الساخر أو الطريف، سواء أكان شعراً أم قصة أم أغنية، فقد حظي بإبداعات عدد كبير من الأدباء والشعراء والفنانين على المستويين العربي والعالمي، فللأديب يوسف المحمود قصيدة شهيرة في رثاء حذائه القديم، ودون الأديب اللبناني غازي القهوجي مفارقة في ظل تدهور الوضع المعيشي في لبنان، فقال: «تعجبت من بلد غالبية سكانه من الحفاة، كيف يتكاثر فيه ماسحو الأحذية».

وفي مجال القصة، هناك المجموعة القصصية: (سيرة نعل) للكاتب السعودي عبدالله الناصر، وهناك قصة (فردة حذاء) للكاتب السوري باسم عبدو، كما أن القصص التي كان بطلها الحذاء، هي أكثر من أن تعد أو تحصى، ومنها: (الحذاء الأحمر) للشاعر إلياس فرحات، و(حذاء الحرير) للكاتب والشاعر الفرنسي بول كلوديك، ويتردد ذكر الحذاء في عدد كبير من قصائد المرحوم نزار قباني، وهو القائل:‏
وإذا أصبح المفكر بوقاً
يستوي الفكر عندها والحذاء‏
وقد قال ميخائيل نعيمة: «لا يليق أن تتوج رأسك بحذائك، حتى ولو كان الحذاء من ذهب»، ونجد الدكتور مشعل المشعل، صاحب منطق: (ماذا يفيدني وسع الدنيا كلها ما دام حذائي ضيقاً)، كما نجد الفنان (فان جوخ) يشتري من سوق البراغيث حذاء مستعملاً ويرسمه على لوحة أسماها: (زوج من الأحذية)، وقد بيعت هذه اللوحة بعشرين مليون دولار أمريكي عام 2000م.
وهكذا لم يخل الشعر العربي من روح الدعابة، فتعرض الساخر منه لأغلب الأشياء، ما كبر منها وما صغر، فقد رأينا شاعراً قديراً مثل محمود غنيم، يفقد يوماً ساعته، فيرثيها بقصيدة، سطر كلماتها في ديوانه الأول (صرخة في واد)عام 1937م، والذي ضم باباً كاملاً عن دعابات الشاعر، وجاءت القصيدة تحت عنوان (فجيعة في ساعة)، يقول فيها:
وساعة كالسوار حول يدي
ضاعت فأوهى ضياعها جلدي!
ما زال يطوي الزمان عقربها
حتى طواها الزمان للأبد
ضيعها نجلي الصغير وكم
حملني من خسارة ولدي
قالوا: فداء له فقلت لهم:
كلاهما فلذتان من كبدي
قالوا: التمس غيرها، فقلت لهم:
وهل معي ما يقيم لي أودي؟
ثم يقول، وهو يبكي على مفقودته العزيزة، التي بدلت أيامه:
التبست أيامي علي فلا
أفرق ما بين السبت والأحد
واختل وقتي، فإن وعدتك أن
أزورك اليوم جئت بعد غد
وقد تعرض أحد أصدقاء غنيم من الشعراء لحادثة نشل سلبه فيها أحد اللصوص سبعة جنيهات وذلك عام 1938م، فحزن صديقه على ما فقد منه، فداعبه بقوله:
هون عليك وجفف دمعك الغالي
لا يجمع الله بين الشعر والمال!
إنا لفي زمن فقد النقود به
يدمي العيون كفقد الصحب والآل
من أين أصبحت ذا مال فتسلبه
يا أشبه الناس بي في رقة الحال؟
فيا لها سبعة من جيبك انطلقت
وأنت أحوج مخلوق لمثقال!
ثم يقول له مهوناً عليه مصيبته:
لم يبق عندك ما تخشى عليه فنم
كما أنام قريراً ناعم البال
نفسي فداؤك! ليت اللص صادفني
قد يغلب اللص بالإفلاس أمثالي!
أما الأحذية، وخاصة ما يفقد منها، فقد كان لها نصيب وافر من الشعر العربي، حيث سطر عدد من كبار الشعراء قصائد في رثائها، وأمامنا أشهر القصائد في هذا الباب، والتي قيلت في حذاء الأديب أنيس منصور عندما فُقد حذاؤه في القدس، وكان صاحب القصيدة هو العالم الكبير الشيخ أحمد حسن الباقوري.
نترك أنيس منصور يروي القصة كما سجلها في أحد مقالاته بجريدة الشرق الأوسط، والذي جاء تحت عنوان (قصيدة الباقوري عن جزمتي!)، يقول: «كان ذلك سنة 1955م، ذهب وفد مصري كبير برئاسة فضيلة الشيخ الباقوري إلى القدس ليشارك في (مؤتمر الخريجين) الذي يرأسه رجل الأعمال اللبناني إميل البستاني، وصلينا في المسجد الأقصى، وخطب الشيخ الباقوري، وخرجنا كل يبحث عن جزمته، وسط مئات الأحذية والشباشب والقباقيب التي تناثرت في كل مكان، ومطلوب من كل واحد أن يجمع رأسين في الحلال، ولم أعثر لجزمتي على أي أثر، (لا فردة شمال ولا فردة يمين)، وكان لا بد من أن أعود إلى الفندق والأرض مبللة، والمطر لا يزال ينهمر، والمشكلة أنه ليس عندي حذاء آخر، وأمامنا الذهاب إلى سوريا ثم لبنان، ولا توجد محلات أحذية في الساعات المتبقية في القدس..
وبلغ الأستاذ الباقوري ما حدث، فارتجل هذه الأبيات:
تقول -جهير الصوت- إنك شفته
بخير حذاء يزرع الأرض ماشيا
يسير كظيم الغيظ محتشم الخطى
تكاد تجليه لك العين باكيا
أنيس فتى مصر وزينة وفدها
إلى القدس في ربى القدس ساعيا
وما كان صوفياً ولا كان زاهداً
ولا كان في الوادي المقدس ساعيا
ولكنّ مفتوناً أراه دعابة
تسر على رغم الصديق الأعاديا
فأطلق في سر الحواري خياله
يرود له من آفة الحقد شافيا
فصال أنيساً باغتيال حذائه
ليرضي مفتوناً ويضحك عاويا
ويجعل من وفد الكنانة ضحكة
تطأطئ من رأس الكنانة عاليا
لها الله -مصر- ثم لله وفدها
يؤدي رسالات الكبار كما هيا
واختفى الحذاء وبقي الشعر والنكتة.. ولو ظهر سارق الحذاء وسمع القصيدة لتوارى خجلاً، فإنه لا يساوي حرفاً مما أبدع الباقوري
وتتكرر حادثة سرقة حذاء أحد المشاهير بعد أكثر من نصف قرن، من حادثة سرقة حذاء أنيس منصور في القدس، والضحية في هذه الحادثة الجديدة هو الدكتور مصطفى الفقي الذي كان يرأس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشعب المصري في السنوات الأخيرة قبل الثورة الشعبية المصرية
فقد تعرض الدكتور مصطفى الفقي لهذا الموقف المحرج بعد أدائه صلاة الجمعة بمسجد ناصر بدمنهور، عام 2008م، حيث فوجئ باختفاء حذائه عندما هم بالخروج من المسجد، وفشلت الجهود التي بذلها بمعاونة المصلين ومسؤولي المحافظة الذين حضروا إلى المسجد للاستماع لخطبة الجمعة التي ألقاها الدكتور أحمد عمر هاشم. وكان حاضراً معه في صلاة الجمعة وزير الأوقاف ومحافظ البحيرة، والمفتي، وآخرون من كبار أصحاب المناصب بالحكومة المصرية
وانقسم المصلون إلى فريقين أحدهما رافق الفقي في رحلة البحث عن الحذاء، والآخر لم يستطع إخفاء ضحكاته من الموقف، خاصة أن حذاء الفقي لم يكن الوحيد الذي تمت سرقته، لكن نفس الأمر تكرر مع خالد حشمت نجل الدكتور محمد جمال حشمت القيادي الإخواني والذي كان منافساً له على المقعد البرلماني في دمنهور.
وقد علم بهذه الواقعة الشاعر الدكتور جابر قميحة، فكتب قصيدة رائعة على لسان الفقي يرثي فيها حذاءه المفقود.
يقول قميحة على لسان الفقي، مبيناً قيمة حذائه وحزنه الشديد على فقده:
سرقوك يا أرقى حذاء
لأعيش بعدك في شقاء
أبكيك يا أغلى الحبا
يب بالدموع بل الدماء
وتكاد نفسي تفتديـ
ـك فأنت أهل للفداء
أأقول مت، وأنت في
أعماق قلبي كالضياء
وحذاء مثلي لا يجو
ز عليه في الدنيا فناء؟
سأظل بعدك حافياً
فأنا الوفي أبو الوفاء
أو قد أسير بـ(شبشب)
لا أقتني أبداً حذاء
ويعدد الفقي مناقب حذائه، ويظهر حزنه الشديد على فقده، وهو الذي قد صاحبه في المحافل ببهائه ورونقه، وشهد كل معاركه في البرلمان، وشاركه أيام سعده وهنائه وشقائه، فبقول:
لم يبق إلا أن أنو
ح طوال صبحي والمساء
فلكم مشيت إلى المحا
فل قد أحاط بك البهاء
وبمجلس الشعب العتيـ
ـد بهرت كل الأوفياء
من حزبنا ذي الأغلبيـ
ـية. لا تسلني كيف جاء
وشهدت كل معاركي
في البرلمان وفي القضاء
شاركتني أيام سعـ
ـدي والهناءة والشقاء
إذ عشت طوع إرادتي
لم ألق منك سوى الرضاء
لم تشك طول مسيرة
أو ما تقابل من عناء
أيام جلنا في انتخا
بات النزاهة والنقاء
لم نعرف التزوير- واسـ
ـأل- نحن منه أبرياء
وتزداد حسرته على الحذاء، فيتمادى في تعداد مناقبه، وهو اللامع دوماً دون ورنيش أو طلاء، وكيف أنه لم يصنه من اللصوص ولو بجهاز إنذار، فيقول:
يا خالد اللمعان دمـ
ـت بلا خمود وانطفاء
من غير ورنيش لمعـ
ـت. فلست تحتاج الطلاء
وكأن جلدك من نضا
ر ناعم وافي الرواء
فجمعت كل السحر من
سين ومن حاء وراء

قد كان حقك أن نصو
نك من لصوص واعتداء
بـ(جهاز إنذار( قويٍّ
ذي مضاء في الأداء
لكن عليك تآمروا
تحت الظلام وفي الخفاء
قوم همو ضد التقد
ـم والتنور والولاء
ما قدروا أني (الفقي)
بل الفقيه أبو الذكاء
ويتحسر الفقي في نهاية القصيدة على حذائه، وقد فارقه إلى الأبد، وهو أرقى الأحذية، وأنه سوف يعيش في ذكراه محبة ووفاء له، ويرثي نفسه أبد الدهر، فيقول:
يا حسرتاه على حذا
ئي؛ إنه أرقى حذاء
سأعيش في ذكراه من
باب المحبة والوفاء
وأعيش أرثيني فإنـ
ـي منه أولى بالرثاء
ولم يتوقف نصيب حذاء الفقي من الشعر الساخر عند هذه القصيدة الرائعة التي كتبها الدكتور جابر قميحة، بل انفعل شاعر آخر بالواقعة، وهو الشاعر المصري أبو سلمى رأفت رجب عبيد، فكتب هو الآخر قصيدة يرثي فيه حذاء الفقي، ولكن على لسان الشاعر نفسه، جاءت تحت عنوان (في رثاء حذائي المسروق)، يقول فيها:
حذاؤك في الورى نعم الحذاء
حذاؤك في ذرا المجد اللواء
حذاؤك والجوانح ذي فداه
ويا فرحاه لو قبل الفداء!
حذاؤك في الربيع يفوح عطراً
شذاه معبق منه الفضاء
مصاب الناس في نعليك داجٍ
عيونهم يرى فيها البكاء
تمادى في مآسينا انتحاب
تراءى في مآقينا العزاء
وتنتحب الكنانة في أساها
ونهر النيل باك والسماء
شوارعنا الفخيمة في اكتئاب
تولول في حواريها النساء
أسوق لك الرثا مني عزاءً
أقل الواجبات هو الرثاء
ثم يقول الشاعر، داعياً الفقي أن يرضى بقضاء الله، ولا يجزع لفقد حذائه الذي غر سارقه، وما استطاع رجاله أن يحرسوه له، فهذه الدنيا تسر المرء مرة وتحزنه أخرى:
حذاؤك غر سارقه فهذا
حذاء في مكانته حذاء
رجالك حارسوه وما أفادت
حراستهم إذا حم القضاء
(فلا تجزع لحادثة الليالي
فما لحوادث الدنيا بقاء)
تسر مدى الحياة بما تراه
فلا تحزن إذا يوماً تساء
أيا من في سياسته تبارى
له في ساحة الفكر اللواء!
إذا سرق الشريف بكم تسامى
له في كل زاوية ثناء
يكرم في المحافل ذو الخطايا
يساق إلى فخامته العلاء
تساق إلى المحاكم ذي رجال
لهم في كل ناحية ضياء
وجوههم النضيرة في صفاها
تناءى عن وجوههم الشقاء
ويواصل الشاعر رثاءه، مبيناً الكوارث التي عمت بمصر من ظلم وفساد ورشوة وبطالة وفقر وعنوسة ووباء وتلوث وحوادث مفجعة، وأدت إلى انتشار السرقة، وخاصة سرقة أحذية الكبار، وهي كلها كوارث تهون أمام سرقة حذائك الذي أهانه السارق، فيقول:
فلا تحزن أيا من ذا حماه
تحطمه المفاسد والرياء
إذا انتفشت مظالم في بلاد
وساد الظلم وانتحر الحياء
وكشرت البطالة عن نيوب
وعم الفقر وانتشر الرشاء
وأطفال الشوارع والرزايا
وأرقام العنوسة والوباء
إذا غرقت بآلاف الضحايا
سفين أو تلوثت الدماء
إذا سكن المقابر ساكنوها
من الأحياء وانتفش الغلاء
تهون كوارث الدنيا جميعاً
تهون ولا يهان لكم حذاء!
ويطالعنا تراثنا الأدبي بقصيدة تراثية عنونها صاحبها بـ(بخيل يرثي حذاءه)، يقول فيها:
أراك فتحت ثغراً يا حذائي
وأخرجت اللسان بلا حياء
إذا ما سرت ألقى منك نوحاً
كثكلى لا تكف عن البكاء
وأعلنت التمرد بعد عمر
فقدت اللون فيه من الشقاء
وينهي القصيدة بقوله:
فقدتك يا فداك أبي وأمي
وزوجي والعيال ومن ورائي
ويتعرض آخر لسرقة حذائه بعد انتهاء صلاة الجمعة، فيتحسر عليه، ويستحضر قصيدة كانت قد وقعت يده عليها في رثاء حذاء، فيعزي نفسه بها، تقول القصيدة:
شلت جبهتي وطار صوابي
كل ذلك يوم ضاع حذائي
يا ليت شعري ما أقول بوصفه
ولمن أقدم فيه رثائي
ضاع الثغر الضحوك فكم ضمني
في حر صيف وصقيع شتاء
ففيه من كل الجلود قطعة
مصطفة في حلة وبهاء
أما النعل فللزمان عجيبة
كم كنت أشعر به كفراء
وكم دافعت به عن نفسي
في أزمة الحشرات والضراء
لازلت أذكر يوم ذهبت شريته
وأزدت فوق راتبي وعنائي
وأرى الكل يأتي إلي مهنئاً
بالورد والفل وكل ثناء
وضممته صدري خشية حاسد
كعزيز أتى بعد طول غياب
واليوم أنعيه فقيداً غالياً
وتسمع الدنيا صوت بكائي
أقسم لمن قنصه خلسة
لأقطعن من جلده قدر ردائي
ولأصلبنه على باب زويلة
تتقاذفه نسورها لحداء
ونجد الشاعر السعودي هادي محسن مدخلي أبو حذيفة، الأستاذ بالمعهد العلمي بصامطة، يتعرض لسرقة حذائه، في يوم من الأيام بعد أن أدى الصلاة، فبحث عنه، وعندما أيقن أنه قد سرق، كتب قصيدة في رثائه، تحت عنوان (رثاء الحذاء المسروقة)، يقول فيها:
عاشت معي في ألفة ووئام
تختال من خلفي ومن قدامي
ومكثت شهراً أعتني بجمالها
وأحيطها برتابة ونظام
أخشى عليها أن تصاب بعلة
أو أن يصاب أديمها بسقام
ما لامس الماء الزلال أديمها
كلا ولا دخلت إلى حمام
صنعت على عين المصنع، فانبرى
فيها الجمال يحيط بالأقدام
(تركية) مهما أقول، فلن أفي
وصفاً لها، بكتابة وكلام
صاحبتها فوجدتها نعم الرفيـ
ـق بيقظتي تبقى معي ومنامي
أمشي ولا أخشى الردى، فبطانه
يحمي من الأعراض والآلام
لن تبلغ الرمضاء من رجلي أذى
كلا ولا أخشى الأذى بظلام
وبعصر يوم، بعدما أدى الألى
فرض الصلاة، فقدتها بسلام
فوجئت لما لم أجدها خارجاً
بين الشباشب، في جموع أنام
فطفقت أبحث عند كل دعامة
علي بأن أحظى بها قدامي
أرنو إلى هذا المكان، وأنثني
أرنو لآخر، باحثاً بتمام
لكنني -والله يعلم حالتي-
قد ألجأت نفسي إلى استسلام
أيقنت أني لم أجدها بعدما
ولت، بفعل معلم مقدام
ذاك الذي أخذ الشباشب وانبرى
في خسة، ولآمة، وملام
ويبلغ الحذاء مبلغه في الشعر العربي الساخر، عندما يستخدمه الشاعر للإسقاط على شعب عربي مهضوم الحقوق، مظلوم مهان، وهذا ما نجده في قصيدة (شعبي والحذاء) للشاعر العراقي أحمد مطر، والتي يقول فيها:
قال: ما الشيء الذي يهوي كما تهوي القدم؟
قلت: شعبي
قال: كلا.. هو جلد ما به لحم ودم
قلت: شعبي
قال: كلا.. هو ما تركبه كل الأمم
قلت: شعبي
قال: فكر جيداً
فيه فم من غير فم
ولسان موثق لا يشتكي رغم الألم
قلت: شعبي
قال: ما هذا الغباء؟!
إنني أعني الحذاء!
قلت: ما الفرق؟
هما في كل ما قلت سواء

مصدر الخبر المجلة العربية



























التسميات:

0 تعليقات:

إرسال تعليق

شاركنا برأيك

الاشتراك في تعليقات الرسالة [Atom]

<< الصفحة الرئيسية