" قبلات جديدة " بقلم . محمد نصار
لكل إنسان قبلته التى يوليها واتجاهه الذى يتجه فيه وطريقه الذى يسلكه. .واختلاف كل إنسان فى كل ما سبق عن الآخر يرجع إلى البيئة والمنشأ والظروف التى عاش فيها.
ولقد ظهرت قبلات جديدة فى هذة الأيام لم تكن منتشرة فى العهود القديمة وإنما استحدثها الناس فى هذة الايام وللأسف اتبع غالبية الناس إن لم يكن معظم هذة القبلات الجديدة. .
وأهم هذة القبلات هى قبلة المصالح والأهواء والميول والشهوات. ...الخ
لونظرت إلى كل القدر الهائل من الخصومات بين الناس وبعضهم البعض لن يرجع إلى اختلاف فى أداء فرائض الدين أو اختلاف فى مذاهب السنة والشريعة أو بمعنى أدق ليس اختلاف دينى وإنما دنيوي. .
فاصبحت المصالح والأهواء والميول والشهوات هى الغاية وهى الهدف التى نبرر من أجلها كل خطأ ونذلل لها العقبات ونسلك فيها جميع الطرق..
أصبح الخطأ هو الصواب طالما سنصل به إلى الغاية المنشودة والهدف الأسمى وأصبح الصواب هو الخطأ حينما سيؤدى إلى بعدنا عن اهوائنا ويفقدنا مصالحنا ويفرق بين شهواتنا. .
لذا تقلبت الموازين واختلطت المقادير وتغيرت المكاييل.فاصبحنا نكيل ونزن فى نفس الأمر بكيلين مختلفين طالما أنهما لشخصين مختلفين بالرغم من أنها ربما تكون نفس القضية ونفس الموضوع. .
فأصبح الناس فى حيرة وارتباك شديد نتيجة انحياز هذا لذاك وتصادم هذا بذاك. تصادمت الأهواء بالاهواء وتبدلت الأمور إلى غير الأمور وتولدت الصراعات وزادت الصدامات واتسعت رقعة الفرقات وانقسمت الفرق وشاعت أساليب الإنقسام ..كل هذة الأمور ذادت من العصبيات والقبليات داخل المجتمع الواحد والعائلة الواحدة، بل وداخل الأسرة الواحدة. .
فضلا عن انتشار هذة القبلات الجديدة فى المصالح الحكومية والمؤسسات والمنشآت الحيوية. الأمر الذى زاد من ضعف الانتماء للوطن وقلة الاتجاه للإنتاج. .
ولكن لو كانت قبلاتنا هى اتباع الحق وأهله والبعد وكراهية الباطل وفريقه مهما كان وأينما كان ولمن كان لتغيرت أمور كثيرة ولتبدلت مواقف كبيرة ولكننا اتبعنا الشهوات وسلكنا طريق الاهواء فكان جزائنا أن ركضنا فيها ركض الوحوش فى البرية وأصبحت الحياة ما هى إلا غابة كبيرة يفترس فيها القوى الضعيف ويأكل فيها الكبير الصغير وليس لهذا ذنب سوا أننا ظلمنا أنفسنا واتبعنا شهواتنا. .
2 تعليقات:
ولكل قبلة هو موليها فاستبقوا الخيرات
شكرا لروعة مرورك
إرسال تعليق
شاركنا برأيك
الاشتراك في تعليقات الرسالة [Atom]
<< الصفحة الرئيسية