22‏/04‏/2017

متلازمة ( انا في الكويت )


نتيجة بحث الصور عن مصري يلبس ملابس كويتية
كتب . عبدالناصر أحمد 
لا لشئٍ سوي انه قد عمل بدولة الكويت وبغض النظر عن ماهية وظيفته وما هو مؤهله الدراسي فهو يعتبر ان الله اصطفاه من بين كل المصريين ليكون مقيماً نظامياً في بلد نفطي عُملته الدينار الذي يساوي الكثير من الجنيهات رَهَن الأرض او قُل باعها وربما اقترض الاموال ليحصل علي عدم ممانعة لتلك الدولة ومن ثم يجد فيها فرصة عمل مناسبة او غير مناسبة حتي ليجد نفسه بين عشية وضحاها وقد امتلأت بطنه بوجبات المشويات والارز البرياني والدجاج وعلب الكوكاكولا ليحبس بعدها بالشاي الليبتون والسجائر الاجنبية التي يظهر نصفها من جيبه الأمامي بجوار تليفونه الضخم اضف الي ذلك الفراش الوتير من مراتب طبية وبطاطين غنية بالوبَر بعد ان علّم في ظهرة حصير الحلف وفي اضلعه شال الصوف الا من رحم ربي . هذا كله مقابل بعض الدينارات وقد دفع حياته كاملة وشبابه نظير بناء بيت متوسط الحال مثلاً او زواج ابنته او تعليم ولده او  لديون قديمة تحتاج الي سنوات لسدادها . 
تولدت لدي صاحب المتلازمة  القناعة ان قيمته للأسف تكمن في ارتداءه الجلابية البيضاء المزهَّرة ذات الكَسرتين من الخلف والكسرة من الامام اسفل القَب وبعد البحث والسؤال اتضح ان هذا النوع من الجلاليب (الدشاديش) .لا يرتديها الا الكويتيون وهم قلة مقارنة بأعداد المغتربين والعراقيون فقط هؤلاء الشباب الذين قضوا نحبهم في حروبهم المستمرة وحوادثهم البشعة والمتكررة التي تخلّف مئات الجثث وبالتالي مئات الدشاديش .
ثمن تلك الجلابية امام مساجد الكويت دينار واحد فقط مفصلةً من اجود قماش لا يستطيع احد شراء متر واحد منه سوي اصحاب المقام العالي اما البقية فبكتفون بواحدة مفصلة من تلك (المستعملة ) .
لا يخلو بيت في مصر من هذه التفصيلات ونحن لا نعرف المعلومات الكاملة عنها .
ان ما يشعرك بالضيق ليس فقط ارتداء هذا المريض هذه الجلابية لزوم الإستهبال فقط بل اعتقاده بان احترام الناس له يكمن في نظرة التعالي لهم كأن يومئ برأسه لهم او يكتفي بالاشارة عند السلام عليهم بيده فقط او لا يقبض علي ايديهم اثناء السلام وتصرفات اخري لا ترقي الي مستوي التفاهة ومن ثم نظرته الفوقية الدائمة الي باقي جنس البشر من جيران واقارب .  
مثير للشفقة ذلك المسكين بعد ان اصيب بمرضه العضال الذي يسمي (انا في الكويت) مع ان قرينه في دولة خليجية اخري ايضا غير الكويت لا يمرض بهذا المرض رغم ان دخله هو الاعلي ووظيفته هي الارقي ربما.وكأن الظاهرة اقتصرت علي هؤلاء فقط.ولا ندري ما السر في ذلك ؟  
يحاول هذا المقيم بباقي دول الخليج جاهداً ان يتقمص نفس الدور  او يمثّل انه مفترِي والعياذ بالله ولكنه يفشل .
ذلك الذي يسمي نفسه بال(كويتي) بعد ان ابيضّت بشرته وزاد وزنه وقلت حركته يعامل صاحب الشهادات الاعلي منه وربما من هو اعلي منه اصلا ونسبا بندّيّة تامة ويضع نفسه علي الكفة الاخري للميزان وربما كان يجمعهما موقع عمل واحد او سكن واحد ولسان حال الأخير يقول ( ما احنا دافنينه سوا ). 
يجب ان تتضافر جهود علماء النفس والاطباء والمتخصصين لعلاج اصحاب تلك المتلازمة بالتوعية اللازمة والنصح لهم وتوفير فرص عمل مناسبة داخل وخارج بلدانهم  .
في عام. ١٩٩٠ وعقب الغزو العراقي للكويت رأينا أن هذا المرض قد شُفي منه المرضي نهائيا وتلاشت آثاره بعد امتلاء الطرقات والاسواق والحقول ووسائل المواصلات بهم وعملهم بمهن دنيا لم بكن ليتوقع اصجابها ان يعملوا بها مرة اخري الا من بعض الحالات المستعصية بعد انطواء اصحابها علي انفسهم واعتزالهم المجتمع وبقاؤهم رهن أحلاسهم  من هول الصدمة وانتظارهم للفرج بين الاربعة جدران سرعان ما خرج الي الشارع كبقية الناس مجبرا ليبحث عن لقمة عيش .
كلنا لآدم وآدم من تراب ولا يشم رائحة الجنة من كان في قلبه ذرة من كبر ...
نسأل الله لهؤلاء الشفاء .. وليتنا نتعظ . 

التسميات: ,

4 تعليقات:

في 22 أبريل 2017 في 12:36 م , Blogger Unknown يقول...

مقال مكانه الطبيعي صفيحه الزباله.
يبدو انك لم تغترب يوما وولم تذق مراره الغربه عن الاهل والوطن يااستاذ المغترب دائما في هم ونكد ومش بيحس انه انسان الا ف الاجازه اللي بيقضيها وسط اهله ومش بيسلم من نظرات الحقد والحسد من حواليه كله مفكر انه بيلاقي الفلوس واقعه وزي الرز ده حتى أنه لم يسلم من الدوله نفسها تفرض عليه الضرائب والرسوم الخ وحضرتك سخرت قلمك ورقتك للنيل من المغترب ووصفته بأنه مريض نفسي ومغرور الخ لمجرد انه لبس جلابيه وحط شويه برفان طيب المفروض المغترب اللي نازل اجازه شهر يشيل جلوس طين فوق رأسه عشان يعجب جنابك مع العلم انه الشهر ده هو الشهر الوحيد اللي بيحس في أنه إنسان وبرضه حضرتك بتقول وظايف دنيا احب اقول لسيادتك الإنسان لاتحكم عليه بوظيفته والا بماله قد تكون صحفي وانت لاتفقه شيء

 
في 22 أبريل 2017 في 4:09 م , Blogger أخبار نقادة يقول...

يؤسفنا أن تبدأ تعليقك بهذا التدني ونحن ناسف للقاريء الكريم عن هذا المستوى من التعبير وسوء الظن الذي رمى به الكاتب الذي ليس صحفيًا ولم يمتهن مهنة الصحافة على الإطلاق .. بل كان دومًا مسافرًا في دول الخليج جميعها وزامل من هذه النماذج الكثير وبالتالي هو يكتب تجربته ورؤيته حول هذه النماذج .. ويبدو أن الأخ الكريم قد اثار المقال لديه شجونًا جعلته يثور بهذه الطريقة وجعلته يشخصن الأمور .. أرجو أن يتقبل الجميع الرأي دون تجريح

 
في 23 أبريل 2017 في 3:28 م , Blogger Unknown يقول...

التدني هو المقال وما زاد الطين بله تعليقك وكنت أتمنى أن يكون الأسف للقارئ لما نشر من سب لجزء أصيل من المجتمع النقادي فلا يكاد يخلو بيت الا وبه مغترب يبحث عن لقمه العيش ع استعداد تام لكي يعمل اي شيء حتى يوفر حياه كريمه له ولاهله لكن للأسف انت وصاحب المقال يبدو أن منبعكم واحد وهو الاستخفاف حتى انك في ردك المؤسف لم اسلم من اذاك رغم انك لم تراني يوما واقول مؤسف لأن التعليق للأسف أتى باسم جريده أخبار نقاده.

 
في 23 أبريل 2017 في 5:32 م , Blogger أخبار نقادة يقول...

الأخ الكريم .. لقد بدأت تعليقك بما لا يليق بواحد يريد أن يتحاور حول مقال .. فجاءت لفظتك الخامسة ( الزبالة ) وهذا مؤشر سيء .. ثم شخصنت الأمور .. وكلت الاتهامات لكاتب المقال .. وها أنت تصم الجريدة بما ليس فيها من الاستخفاف .. وأذى القراء .. وهذا لم يحدث إطلاقًا ( كل ما فعلناه هو أسفنا لما جاء في تعليقكم ووصفه بجدارته بصفيحة الزبالة وأنا أربأ بكم أن تعبر بهذه الطريقة ثم عبرنا عن شخصنة الأمور وأنها محاولة لجعل المقال يمس جميع من بالخليج أو بالكويت وهذا لم يحدث .. فالموضوع من بداية عنوانه يتحدث عن متلازمة .. والمتلازمة عزيزي إن كنت لا تعلم هي لفظ شاع استخدامه في علم الطب والطب النفسي تحديدًا يصف مجموعة من الأعراض التي تتم ملاحظة انها تحدث معا والسبب المرضي لحدوثها غير معروف (مثل متلازمة داون ) .. لكن العلوم الاجتماعية اقتبست هذا المصطلح لتستخدمه للتعبي عن بعض الامراض الإجتماعية والثقافية التي تظهر مجتمعة ولا تفسير لها .. وهنا الكاتب في مقاله الرائع يتحدث عن بعض الذين يعانون من هذه الأعراض وهم ليسوا كثر .. وهم موجودون وبشكل واقعي لم يخترعه الكاتب .. والكثير من المغتربين في الكويت طالعوا المقال وسعدوا به ولم يعلق أحدهم ولم يشر إلى ظلم المقال لأحد .. بل منهم من أثنى على المقال .. وكاتب المقال .. أخي الكريم لقد وزعت الاتهامات بيننا وبين كاتب المقال بشكل جائر وكان أولى بك أن تكتب وجهة نظرك في صورة رد وسوف أنشره مع صورتك .. بشكل لائق .. مع خالص تقديري لكل الأخوة الأعزاء المغتربين بدولة الكويت من الأسوياء .. والذين يعانون من متلازمة " أنا ف الكويت " ونسأل الله لهم السلامة .. من هذا المرض الإجتماعي الخطير ..
رئيس التحرير
فتحي حمدالله

 

إرسال تعليق

شاركنا برأيك

الاشتراك في تعليقات الرسالة [Atom]

<< الصفحة الرئيسية