12‏/04‏/2017

عاشق الصوفيّة (ابن آل الطيب وآل رضوان)


كتب / عبدالناصر احمد 
لم يهضم احدٌ حقي مثلما هضمهُ بعض شباب قرية الهدايات في كتاباتهم ومقالاتهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي وفي بعض الكتيبات والصحف الاليكترونية مع العلم بأنه لم يخدم أحد ولم يحب أحد الهدايات مثلما خدمها وأحَبها عبدالحفيظ ابوزيد .
بهذه الكلمات بادرني معاتباً معلمُنا الكبير وأستاذنا القدير ابن الهدايات البار وعاشق آل بيت النبي الطيبين الأطهار ( عمنا وخالنا في ذات الوقت كما يفضل هو أن يسمي اياً من أبناء القرية)حين يقدّمه لأصدقائه ومعارفه ولا يجد حَرجاً في ذلك أكان المتعارف من عليّة القوم أم من الدهماء فالكل إن لم يكن ابن اخيه فهو ابن أخته أبومحمد عبدالحفيظ أبوزيد في الساحة الرضوانية بالأقصر قبل أيام .
 تلك السطور ليست مقدمةً ولا تعريفاً بالرجل ولا ترجمةً له بقدر ما هي عرفاناً بالجميل ووفاءا وحبا وكرامةً وإنزالاً للمكانة فهو اكبر من ان يجمعه مقال او يحتويه كتيِّب او تُفرد له صفحة في جريدة . 
 انما هي كلمات متواضعات من احد شباب القرية البسطاء الذي لم يعطه احدٌ تفويضاً بالتحدث نيابةً عنه ولا بتوجيه من احد غير انها خرجت من قلبه بدون تكلّف وعساها ان تصل الي القلب . 
      عاش الاستاذ عبدالحفيظ ابو زيد جُلّ عمره بقاهرة المعز بعد ان أنهي دراسته الجامعية وحصوله علي درجة الليسانس في اللغة العربية من جامعة الأزهر الشريف  .
وُلد الأستاذ في 15/7/1946م لأبوين كريمين من أهل القرآن وحُفّاظه فوالده الشيخ ابوزيد محمود عدب رحمه الله الذي كان حافظاً ومحفّظاً للقرآن الكريم . ووالدته السيدة / نظيرة احمد رحمها الله والتي عاصرناها حتي وقت قريب وكانت مرتلةً دائمةً للقرآن ( ومَن مِن شباب القرية سَلِمَ من اسئلتها المُباغِتة مثل :هل تصلي ؟ وماذا تحفظ من سور القرآن ؟ سمِّع لي سورة كذا يا ولد ؟ لتصحّح لك الأخطاء فسلام الله عليهما ورحمة الله وبركاته . 
عمل معلماً بمدارس الأورمان والشهيد عبدالمنعم رياض الثانوية الي ان وصل مديراً عاماً بالتربية والتعليم انتُدب خلالها للعمل برئاسة مجلس الوزراء بالصندوق الاجتماعي للتنمية لمدة خمس سنوات وبعد بلوغه سن المعاش بالتعليم عمل مستشاراً برئاسة مجلس الوزراء أيضاً . 
 لم تمنعه وظيفته ولا مشاغل الحياة ولا اسرته المقيمة  بصفة دائمة بالقاهرة طيلة هذه المدة عن التواصل مع اصدقاءه وإخوانه ابناء الشيخ محمد الطيب الحسان وابناء الشيخ احمد رضوان ومريديهم والذين تربطه بهم صداقة من نوع خاص منذ بداية الستينيات من القرن الفائت وحتي الآن رأيناه معهم شاباً عبرمقاطع الفيديو باليوتيوب والصور في إحياء الليالي بالساحتين ( آل الطيب بالقرنة غرب النيل وآل رضوان بالبغدادي شرق النيل) بمدينة الأقصر وخارجهما خطيباً مفوّهاً ولا أدلّ علي ذلك من اعتلاءه منبر مسجد الشيخ محمد احمد الطيب الحسان بالقاهرة لمدة ثلاثة سنوات متتالية بتوجيه منه وخطيباً محتسِباً لمراتٍ عدة بمسجد القرية ومرتلاً للقرآن الكريم فهو صاحب الصوت الشجي والوجه البهي والذي رأيناه ايضاً منذ قليل شيخاً وقوراً وقد فصل الصورتين عقود طويلة من السنين لم تغيّره كثيراً . 
كريماً مِضيافاً لكل من يذهب إليه لا يتأخرعن تقديم خدماته بقدرما يستطيع وبقدرما يعرف من مسئولين مِفضالاً واصلاً للرحم (يحب ريحة الريحة) بلهجتنا الصعيدية الدارجة.
سعدت بعض السعادة لحضوري إحدي ليالي الرضوانية الأخيرة العامرة بالمريدين والمكتظّة بالمحبين والزائرين وكنت انتظر أن أسمع واستمتع وابتهج مثلما كنت في الماضي البعيد ولكنه لم يحدث وسأشرح بعضاً من الاسباب لاحقاً . 
وأن ما اسعدني هذه المرة بأن زَف اليّ الأستاذ عبدالحفيظ خبراً بالساحة سمعته للمرة الاولي واعتبرته من إحدي كرامات الأولياء ( بأنّ والدي وهو الحافظ والمحفّظ للقرآن ايضاً قد دُفن مع والده الشيخ أبو زيد الحافظ والمحفّظ للقرآن في نفس القبر ) وقد التبس الأمر علي دافن الموتي وغُمَّ علي حفّار القبور فدفنهما سوياً . علي الفور تذكّرت قصة دفن شيخنا الجليل محمد الغزالي رضي الله عنه في مدينة رسول الله بالبقيع . ولم يلتبس الامر تلك المرة علي دافن الموتي بل لم يجد ارضاً ليّنةً ليحفر القبر الا بين قبري نافع مولي عبدالله ابن عمر ومالك ابن انس رضي الله عنهما . أجل انها ارادة الله ومشيئته ولا دخل لبشرٍ فيها وما أجمل ان يُدفن اهل القرآن سوياً . جمعنا الله بهم حول حوض نبيه صلي الله عليه وسلم . 
 زرت الساحة الرضوانية منذ ما يقرب من ربع قرن من الزمان وقد استمعت كثيرا لسيدنا ومولانا فضيلة العارف بالله الشيخ محمد احمد رضوان رضي الله عنه تارةً في حفلات القرية بالمسجد ومؤخرا عبر الانترنت والباحث جوجل وتسجيلاته الرائعة وتعلمت منه الكثير . حضرت له حفلات عدّة بقريتنا وتشرفت بالسلام عليه وتقبيل يده بمدينة الغردقة اثناء خروجه من إحدي القري السياحية في طريقي الي العمل وقتها وارتبطت الصوفية في ذهني وعرِفتها وعرّفتها من خلال هذا العالم العارف بالله ومن مريديه من علماء واطباء ومهندسين ورُتَب كبيرة . كان منها : ليس التصوف لِبس الصوف والخِرَقِ إن التصوف ان تصفوا بلا كدرٍ والصوفية هي النقاء والصفاء ومقام الإحسان والتمسك بالكتاب وبسنة النبي ومواقف علي الأرض تجعلك عاشقاً للطريقة ولأهل الحضرة . 
 حقاً ما اروع صوفية الشيخان العالمان والعارفان بالله الشيخ محمد احمد رضوان والشيخ محمد متولي الشعراوي وما أبهي صور الصوفية وانقاها وارقاها حين أنظر الي صوفية الطبيبين الكبيرين الدكتور/ مصطفي محمود والدكتور/ محمود عبدالعزيز سرحان (طبيب القرية المغترب ذلك الفذ والموهوب علمياً والشريف مهنياً) رحمة الله عليهم جميعاً . 
   وكانت هذه المرة هي الثانية وكنت اظن انني سأستمتع وانتشي بما سأستمع اليه هناك كالماضي ولكنه لم يحدث رغم إنصاتي وتركيزي الشديدين وسمعت الثمين وما وددت ان لا اسمعه فسبحان الذي يغيّر ولا يتغيّر وشتان ما بين الزيارتين وكنت انتظر ان اسمع كلاما يشبه  ما كنت اسمعه في الماضي من فلسفة وعلم الشيخ محمد احمد رضوان ولم استمع حتي الي سطر واحد من ادعيته الرائعة او ما يشبهها  . وذهب القلب والفكر بعيداً لا ارادياً عن اجواء الإحتفالية الي جهة غير معلومة . 
 وأخيرا ما أوفَي بقاء عاشق آل الطيب وآل رضوان الاستاذ عبدالحفيظ ابوزيد علي عهده بهم وحرصه الشديد علي التواصل والمشاركة والدعوة والتذكير بلياليهم الماتعة ومناسباتهم المهمة وقد نتفق او نختلف ايديولوجياً (بلغة المثقفين) بنسبةٍ ما مع بعض ما سمعت وعلي قول عمنا الأستاذ عبد الحفيظ : ليس كل ما يُعرف يُقال وليس كل ما يُقال حضر وقته وليس كل ما حضر وقته حضر رجاله . وهذا لا يضر بإذن الله فالإختلاف سنة كونية ( ولو شاء ربك لجعل الناس امةً واحدة ) . وانما سيظل احترامنا وتقديرنا للأستاذ وحبنا له باقياً ونتفق في ذلك جميعه بنسبة مائة في المائة . ويظل إعجابنا ببعضٍ مما سمعناه مؤخراً وإعراضنا عن بعضه جائزاً ومشروعاً . 
واخيرا وليس آخراً .
نحن لم نهضم حقك استاذنا ومعلمنا المفضال أبا محمد أبداًوالمعذرة المعذرة (وما أنسانِيه الا الشيطان ان اذكرَه ). وتقبّل من احد أبناءِك وأحد ابناء قريتك الهدايات تلك الكلمات حباً وكرامة واعتزازاُ .    
 إن أصبت فمن الله وان أخطأت فمن نفسي والشيطان وبارك الله في حضرتك يا سيدنا . 

التسميات:

2 تعليقات:

في 12 أبريل 2017 في 7:07 م , Anonymous غير معرف يقول...

اوجزت واحسنت ....
فكم من الناس تطوى اعمارهم فى تقديم يد العون وبقصد وبغير قصد يغض المتحدثون الطرف عن ذكرهم
لكن الله تعالى يعد لهم خيرا مما افتقدوه
ادركت اخى الشيخ عبد الحفيظ فى قنا حين كان طالبا بالازهر الشريف
وكان شغوفا بالعلم ويناظر اقرانه فى اللغه والقرءان
وكان من زملائه ... المرحوم عبد الناصر فؤاد لبيب هارون ،، الاستاذ عبدالعليم حميد عرابى ،، وايضا الاستاذ محمود سلامه سلام والاستاذ على صادق وكثيرين لاتسعفنى ذاكرتى بمن عاصرتهم كانوا اسبق منى سنا وعلما وكانت اجمل واطيب ايام ... رحم الله من رحل وبورك فى اعمار من بقى منهم
ولك بن الخال الكريم . الاستاذ عبد الناصر ارق تحيه ،

 
في 12 أبريل 2017 في 7:10 م , Blogger المهندس بسيونى يقول...

اوجزت واحسنت ....
فكم من الناس تطوى اعمارهم فى تقديم يد العون وبقصد وبغير قصد يغض المتحدثون الطرف عن ذكرهم
لكن الله تعالى يعد لهم خيرا مما افتقدوه
ادركت اخى الشيخ عبد الحفيظ فى قنا حين كان طالبا بالازهر الشريف
وكان شغوفا بالعلم ويناظر اقرانه فى اللغه والقرءان
وكان من زملائه ... المرحوم عبد الناصر فؤاد لبيب هارون ،، الاستاذ عبدالعليم حميد عرابى ،، وايضا الاستاذ محمود سلامه سلام والاستاذ على صادق وكثيرين لاتسعفنى ذاكرتى بمن عاصرتهم كانوا اسبق منى سنا وعلما وكانت اجمل واطيب ايام ... رحم الله من رحل وبورك فى اعمار من بقى منهم
ولك بن الخال الكريم . الاستاذ عبد الناصر ارق تحيه ،
اكرر لانى لم اذكر اسمى للتأكيد
الطيب بسيونى

 

إرسال تعليق

شاركنا برأيك

الاشتراك في تعليقات الرسالة [Atom]

<< الصفحة الرئيسية