الشيخ /عبدالحى يونس الجعفرى (رحمه الله )
شخصيات مضيئة
الشيخ /عبدالحى يونس الجعفرى (رحمه الله )
بقلم محمد نصار
لا يختلف اثنان ممن عرفوا فضيلة الشيخ عبدالحى يونس الجعفرى رحمه الله تعالى عن قرب ، أنه كان قمة شامخة في الإباء والجود ورجاحة العقل وعلو الهمة وأن يديه طويلتان في خدمة الضعفاء والفقراء والمحتاجين...
وأن قلبه مشغول بخدمة دينه وأمته وعشيرته، حيث نذر وقته وماله وجهده لخدمة كتاب الله عز وجل، وإصلاح ذات البين بين الناس ورتق النسيج الإجتماعي لأهله وجيرانه وأصدقائه. .
ولإن كان الشيخ عبدالحى يونس رحمه الله لم يمت، لأنه خلد نفسه بفعاله وبره وإحسانه وبذله وعطائه، حيث عاش عمره عامرا للمساجد ، آمرا بالمعروف ، ناهيا عن المنكر ، خادما لكتاب الله عز وجل مصلحا لذات البين..
ولم يتأتم أولاده لأنه ترك لهم مجدا تالدا وذكرا خالدا سيبقى لهم ما عاشوا.
إلا أن الذي تيتم هو أهله وعشيرته التي فقدت أبا مربيا، وجدا عطوفا وأخا سندا واصلا، وزعيما مدبرا يسهر ليله ونهاره من أجل إغاثة ملهوفهم والتنفيس عن مكروبهم.
التي فقدت زعيما من أعز حكمائها وأنفس قادتها، زعيما كانت تلجأ إليه في عويص ملماتها وأزماتها وقائدا فذا كانت تستغل بظله الوارف وتستنير بعقله وتسترشد بحكمته .
والحقيقة أن الشيخ عبدالحى يونس رحمه الله قد أعانه على حجز مكانته وتخليد اسمه تحليه بجملة من الخصائص والمميزات التي قلما تجتمع لشخص واحد في آن معا، لعل أهمها:
علو كعبه في العلم، فهو وإن كان قد تصدرت شخصيته الاجتماعية وزعامته القبيلة سمعته، إلا أنه مع ذلك قامة علمية متدفقة، حافظ للقرآن العظيم ولأمهات الكتب في الفقه واللغة والأصول والقراءات ،
علو همته ونبل أهدافه، حيث كان رحمه الله:
له همم لا منقضى لكبارها وهمته الصغرى أجل من الدهر.
رجاحة عقله ونفاذ بصيرته رحمه الله إذ رزقه الله لبا راجحا وعزما ثاقبا، وقلبا ذكيا.
كرمه واستعداده للبذل والعطاء، حيث يمتاز رحمه الله بالسخاء والكرم والسماحة وحب الضيافة، ينفق إنفاق من لا يخشى الفقر ويعطي عطاء من لا يخاف الفاقة، بل كان يتحمل من أجل سد حاجات اهله وجلب السعادة لهم ودفع ما ينوبهم من التزامات مالية شتى.
وإن عزاءنا فيه هو ما تركه لنا ولنفسه من ذكر جميل وأثر حسن وعمل صالح مأجور يلحقه ثوابه إن شاء الله تعالى.
قد مات قوم وما ماتت مكارمهم....!!
رحمك الله يا خالنا ويا عمنا ويا قدوتنا و يا عزيزنا من رجل شهم وشيخ تقي، يعز على النساء أن تلدن مثله، نسأل الله أن يجعل قبرك روضة من رياض الجنة وأن يجمعنا وإياك في الفردوس الأعلى.
0 تعليقات:
إرسال تعليق
شاركنا برأيك
الاشتراك في تعليقات الرسالة [Atom]
<< الصفحة الرئيسية