قصيدة عن حال المعلم
ماذا أقول وقد رأيت معلمي *** في مطعم الخضراء يعمل طاهيا!
يا ليتني ما عشت يوماً كي أرى *** من قادنا للسُعد أصبح باكيا
لما رآني غض عني طرفهُ *** كي لا أكلمُه ، وأصبح لاهيا
هو مُحرجٌ ، لكنني ناديتهُ *** يا من( أنرت الدرب) خلتك ناسيا!
فأجاب مبستما، ويمسح كفهُ *** أهلا بسامي ، مثل أسمك ساميا
إن كنت تسأل عن وجودي هاهنا *** فالوضع أصبح بالإجابة كافيا
قطعوا الرواتب يا بني وحالنا *** قد زاد سوءاً ، بعد سوءٍ خافيا
الجوع يسكن بيت كل معلم *** والبؤس درساً في المدارس ساريا
إن لمتني عما فعلت مصارحاً *** فإليك أطرح يا بُنّي سؤاليا
إن عدت للتدريس أين رواتبي؟ *** أو كيف أطعم يا رعاك عياليا
أو كيف أدفع للمُؤجر حقهُ ؟ *** إن جاء يطلبني ويصرخ عاليا!
أو كيف أشرح للعيال دروسهم *** وأنا أفكر كيف أرجع ماشيا!
أو كيف أُعطي من تميز حقهُ *** وأنا أفكر ما عليَّ وما ليا؟
الغني أصبحَ سَيٍّداً *** والطالب أصبحَ قاضِيَا
وَأنا المُعَلٍّمُ لَمْ أعِشْ *** في العمر يوماً سالِيَا
أفنيتُ عمري في العمل *** ما كُنتُ يوماً عاصِيَا
إن غِبتُ يوماً مُرغَماً *** رَفَعَ المُدِيرُ غِيابِيَا
و مُوَجِهي إنْ زارَني *** ما كانَ يوماً راضِيَا
سَرَقَ اللُّصوصُ رواتبي *** شَلُّوا حُقوقي وَ مالِيَا
بِنْتي تَموتُ مِن الأَلَم *** وَالإبنُ يَمشي حافِيَا
- مِن أجلِ أطفالي أبيع *** عَيني وَ قَلبي راضِيَا
- يا مَن ستقرأ قِصتي *** أرسِل إليٍّا الشارِيَا
- فالعلمُ أصبحَ هَيٍّنٌ *** والجهلُ أصبحَ عالِيَا
- من ذا يلوم مُعَلِماً *** إن صار يعمل شاقِيَا
- أو عاملاً في ورشةٍ *** أو في المطاعِمِ طاهيَا
- أو إن رآهُ بِمسجِدٍ *** ماداً يَديهَ وَ باكِيَا
- أو إن رَآهُ وَ طِفلَهُ *** بَينَ القمامة جاثِيَا
يا من رَقَقْتَ لِحالَتي *** إنٍّي لِعَونِكَ راجِيَا
- قُل لِلوزير قِصَتي *** إن كان عَمداً ناسِيَا
قد جئت أرفع شَكوَتي *** إن كان يُنصِفُ شاكِيَا
- أرجوه تحسين رواتبي *** إن كان عَنٍّي راعِيَا
فاللٍّهُ وحدهُ من يري *** حالي ويعلم ما بِيَا
- الجوع هَدًّ مَفاصِلي *** والعَظمُ أصبح واهِيَا
التسميات: تعليم, مواهب على الطريق
1 تعليقات:
كان الله بعون المربي والمعلم الصادق
نتمنى ذكر اسم من قال هذه الأبيات
إرسال تعليق
شاركنا برأيك
الاشتراك في تعليقات الرسالة [Atom]
<< الصفحة الرئيسية