08‏/04‏/2017

وقالت سمكة قصة قصيرة بقلم . الطيب أديب " الملف"


"
ربما تحتوي الصورة على: ‏‏شخص واحد‏، و‏‏نظارة شمسية‏‏‏

وقالت سمكة *
قصة قصيرة بقلم:الطيب أديب 
الأسماك المسالمة تخشي الاقتراب من أسماك القرش الهائجة التي تبتلع منها أعداداً كبيرة كلما مرت جوارها . القرش يعشق لون الدماء ورائحتها ، وما أن يستشعر بقعة منها حتى يتجمع من كل فج باحثاً عن الفريسة .. كبير القرش ينهل منها ما يكفيه ، ومن بعده يأتي القرش الصغير علي بقيتها ، وعندما يسكن البحر يقبل القرش نحو الأسماك يبتلع ما يكفيه منها ، وفي أحد المواسم عم الرخاء فأقبلت الأسماك تملأ بطونها حتى انتعشت .. أسماك القرش الهائجة أصابتها نوبة من الغضب فثارت وعقدت اجتماعاً عاجلاً مطالبة بوضع حد للمهزلة حتى لا تشبع الأسماك وتشم أنفاسها ، وبينما أحدهم يزعق في مجلس القرش ، فتح كبير القرش فمه الواسع وقهقهة بصوت عال وقال : لماذا تثورون أيها الأغبياء ؟ ألا تعلموا أن ألسماك ( المسكينة ) عندما تملأ بطونها يكثر لحمها فتسمن ونحن بدورنا نلاحقها فلا ندعها حتى تختفي داخل بطوننا الواسعة !
***
أقبلت مواسم عجاف والأسماك المسكينة لا تجد ما يسد رمقها حتى أقبلت علي الشعاب المرجانية تنحت فيها فلا تجد غير كسر أسنانها الصغيرة . بينما القرش يبتلع ما يقابله من الأسماك الهزيلة ، وقالت سمكة صغيرة في مجلس الأسماك : ما رأيكم لو قمت بتفجير نفسي في موكب كبير القرش لإنقاذكم من الهلاك ؟!
قالت كبيرة الأسماك : إياك والقيام بهذا العمل الفدائي هذه الأيام .. ولا تنسي أن كبير القرش ضخم وقوي وربما ينتقم القرش منا فيثور ثورة لا تبقي من ألسماك ولا تذر ..!
وقال سمكة أخري : وما رأيكم لو نقوم بجميع كمية كبيرة من " الزرنيخ " السام ويقوم فريق من السماك الفدائية بابتلاع ما يقدر عليه عند اقتراب موكب القرش ، بينما يقوم فريق آخر بمضايقة كبيرهم . ساعتها سيهجمون علينا فاتحين أفواههم فيسرع الفريق الفدائي باقتحام البطون المظلمة ليختفي داخلها .. وهكذا نتخلص من القرش واحداً تلو الآخر ..!
---------------------------------------------

* القصة من مجموعة ( رحيل السنط )– صدرت عن مركز الحضارة العربية-  القاهرة العام 2003م.

التسميات: , ,

0 تعليقات:

إرسال تعليق

شاركنا برأيك

الاشتراك في تعليقات الرسالة [Atom]

<< الصفحة الرئيسية