صائد الفساد/ فواز عبدالجواد بقلم. عبدالناصر أحمد
(وجوه نقاديّة مشرّفة)
صائد الفساد/ فواز عبدالجواد
بقلم . عبدالناصر أحمد
رسالة شكر وعرفان وشهادة وتقدير وتحية واجبة للسيد/ فواز عبدالجواد محمد، لإخلاصه وحبه الشديدين لقريته (الهدايات) خاصة، ولقرى مركز نقادة بقنا ومصر الحبيبة عامة ولكنه -كما يقولون- هو (حب من طرف واحد) وغيرته عليها ومحاربته لكل من يفسد أو يعبث بصحة وسلامة أهلها .
يحارب صائدُ الفساد،بصفة دائمة وبمفرده،عربات نزح خزانات الصرف الصحي، والتي ترمي مخلفاتها ،بعد ذلك، في الترع الرئيسية والفرعية. ومن المعروف أنها -أي الترع- أنها المصدر الرئيسي (ويكاد يكون الوحيد) للري. كما تلقي حمولاتها ،أيضاً، في المصرف المكشوف (الملّاح) والذي يرمي صرفه بعد ذلك في نهر النيل شمال المحافظة. بل وترمي عربات النزح هذه –أيضاً- حمولاتها في الأراضي الزراعية الصالحة مباشرة!.
يطاردها فواز بكل قوة ويتصدى لها ،منفرداً، بالتحذيرات الشفهية تارة وبالشكاوى الورقية للجهات المختلفة تارةً أخرى.
تقدم فواز بعدة بلاغات لمسئولي مجلس محلي القرية والمدينة دون جدوى.
غير أن تلك العربات ،من كثرة مطارداته لها وتربصه بها ووقوفه لها بالمرصاد، أوشكت علي الاختفاء (على الأقل في محيط زراعات القرية) هذا بفضل الله ثم بفضل هذا الرجل ومبادرته من تلقاء نفسه وجهده الفردي المشكور .
ثقافته الجيدة وإيمانه التام بأن هذا الوطن لن يخلو أبداً من الأنقياء الشرفاء، جعلاه يقوم بهذا الدور التوعوي الرائع. وشكاواه المتكررة وتحذيراته لكل من يعرف ومن لا يعرف وفي كل مناسبة ومحفل عن مخاطر ري الزراعات بمياه الصرف الصحي ونتائجها الكارثية، وتأثيرها السلبي على صحة الفرد وتدميرها لأجهزة الجسم المختلفة وعلى المجتمع وعلى البيئة من انبعاث للروائح الكريهة مروراً بالانتشار الكثيف للحشرات الضارة وما تسببه من نقل وانتشار للأوبئة والأمراض الخطيرة.
ما أن يلمح سائقو عربات النزح الحاج فواز حتى يتواروا بعيداً عن الأنظار باحثين عن مكان آخر يقوموا بإفراغ حمولاتهم فيه، وقد يكون خارج حدود القرية.
والسؤال الذي يطرح نفسه: من الذي يتحتم عليه القيام بهذا الدور الإرشادي والتحذيري للأهالي والمزارعين؟ أليست وزارة الري؟ أو وزارة الزراعة ( متمثلة في مراقبيها)؟ أوليست وزارة الصحة (متمثلة في مشرفي الصحة)؟ بل، وأين محاضرهم وغراماتهم لكي يرتدع أمثال هؤلاء.
وما هو سر العجز الحكومي وصمت الجهات المختصة أمام هذا الفساد والعبث بأرواح الناس؟! وما هي القوة التي يمتلكها سائق عربة النزح؟ . فهو -في النهاية- إما موظف بهيئة حكومية، أو صاحب عربة خاصة أو جرار زراعي يجر خلفه خزاناً من مياه الصرف الصحي. ولماذا لا تغلّظ العقوبة؟ . بل أين الأجهزة الرقابية للدولة لردع كل من تسوّل له نفسه تدمير جيل بأكمله صحياً؟!.
كارثة بيئية وزراعية أخرى لم ينتبه لها الكثيرون وهي، واحدة من كوارث عدة، ألا وهي انتشار الأمراض في أشجار النخيل التى كانت تعتبر من السمات المميزة والوجه النضر لصعيدنا الجواني!، ويأبى النخيل –دائماً- إلا أن يموت واقفاً مرفوع الهامة ولكنه ،في تلك الأيام، يطأطئ الرأس ويموت موت الفجأة بعد إصابته بآفة في (القُلب) حال كثير من البشر.
إمتلاء ثمار الفاكهة بعد نضجها بالديدان وتعفن خبز القمح (الشمسي)، بعد اعداده بساعات (إن لم يُحفظ بالثلاجات)، أشياء لم يعرفها ريفنا من قبل.
ما أكثر الأسئلة الموضوعية في أمورنا الحياتية المهمة والمصيرية وما أقل الأجوبة المنطقية والمقنعة .
ويأتي في أول تلك الأسئلة، السؤال الأهم على الإطلاق:هل سيجد فواز صدىً لصوته ويتحقق الحلم بأن تقع تلك الكلمات بين يدي أحد المسئولين الكبار فيسارع في اتخاذ قرار فوري للبدء في مشروع الصرف الصحي بقريته وتُستجاب دعوة عشرات الآلاف من المتضررين في كافة قرى ونجوع مركز نقادة؟!
أكثر الله من أمثال (صائد الفساد) وهو -بحق- جدير بالإشادة وتسليط الضوء على ما يقوم به (متطوعاً).!
التسميات: أخبار نقادة, الهدايات, مقالات
1 تعليقات:
مقال جدير بالاحترام
اننا ناعنى بلاتوقف بسبب امثال هذه التسيبات والاهمال وشواهد الفساد فى نقاده اكثر من ان تحصى
تحيه للشرفاء والمتيقظين فى مركزنا
إرسال تعليق
شاركنا برأيك
الاشتراك في تعليقات الرسالة [Atom]
<< الصفحة الرئيسية