(9) : تشاجر زوجان وامتنعا عن الكلام ، وقبل أن يصعد الزوج للنوم ، قدَّم لزوجته ورقة مكتوب عليها : أيقظيني الساعة الخامسة صباحاً ، وفي اليوم التالي استيقظ الزوج ، ونظر الساعة فوجدها الثامنة ! فاغتاظ ، ثم لبس ثيابه ، ولما أراد الخروج ، نظر فرأى ورقة مكتوب عليها : استيقظ ، الساعة الآن الخامسة !
(10) : من التناقضات العجيبة أن يكون أول ما يهتم به الإنسان أن يعلم الطفل الكلام ، ثم بعد ذلك يمضي الكثير من الوقت كي يعلمه كيف يسكت.
ثمة فيروسات خطيرة متناثرة في بيئتنا الثقافية بمنظوماتها المختلفة ، أصابت تفكيرنا بفقر الدم ، وأذهاننا بالشلل ، وعقولنا بالكساح ، مما يظهر أهمية تفعيل جملة من النصوص الشرعية في عقلنا الجمعي والفردي للاستشفاء والتداوي بها ، والتي من شأنها إجراء عملية (جراحة ذهنية) نتمكن بها من إزالة تلك الفيروسات وإزهاقها ، كقوله ـ تعالى ـ في الحث على الثتبت والتحري: ((يَا أَيُّهَا الَذِينَ آمَنُوا إن جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فََتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ)) [الحجرات: 6] ، وقوله: ((إنَّ الظَّنَّ لا يُغْنِي مِنَ الحَقِّ شَيْئاً)) [يونس: 36] ، وقوله ـ جل وعز ـ في الحث على العدل ومجافاة الهوى: ((يَا أَيُّهَا الَذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَى أَنفُسِكُمْ أَوِ الوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ إن يَكُنْ غَنِياً أَوْ فَقِيراً فَاللَّهُ أَوْلَى بِهِمَا فَلا تَتَّبِعُوا الهَوَى أَن تَعْدِلُوا وَإن تَلْوُوا أَوْ تُعْرِضُوا فَإنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيراً(135) ))[النساء: 135] ، وقوله ـ تعالى ـ في بيان سبب المصائب: ((وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ)) [الشورى: 30] ، وقول النبي -صلى الله عليه وسلم- في النهي عن الانتفاش الكاذب: »لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر ، قيل: إن الرجل يحب أن يكون ثوبه حسناً ونعله حسناً؟ قال: إن الله جميل يحب الجمال ، الكبر بطر الحق وغمط الناس«(12).
ومع أهمية استحضار هذه النصوص وغيرها وتفعيلها في العقول ، يجب تعاهد تلك العقول بالتربية والإنضاج ، والحزم في إزالة ما علق بها من تلك الفيروسات لسبب أو لآخر ، والجرأة في »الإنكار الذهني« على المعتلين والمتلبسين بها ، والديمومة في تذكير الغافلين أو المتغافلين!!.
ومن أهم هذه الفيروسات ما يلي(13):
1- التفكير القائم على أساس الهوى (اللاموضوعية).
2- التفكير القائم على مشاعر الكمال الزائف (الانتفاخ الذهني).
3- التفكير المستند على المواقف المسبقة (التحيز المسبق).
4- التفكير المبني على المشاعر وكأنها حقائق ثابتة (المراهقة الذهنية).
5- التفكير المبني على التمنيات وكأنها توقعات حقيقية (التوهم الذهني).
6- التفكير المتكئ على العادة (الجمود الذهني).
7- التفكير الذي يعتقد صاحبه دوماً أن جهة ما مسؤولة عن كل ما يحدث (عقدة المؤامرة).
8- التفكير الذي يعتقد صاحبه أنه يستطيع دائماً أن يعرف ما يفكر فيه الآخرون (الفراسة المتوهمة).
9- التعميم في التفكير من خلال رؤى محدودة غير كافية (الأرنبة الذهنية).
10- التردد والبطء في التفكير (السلحفة الذهنية).
11- التردد والبطء في اجترار الأفكار (الاجترار الذهني).
{ رب اجعلني مقيم الصلاة ومن ذريتي ربنا وتقبَّل دعاء }
كما لا يمكننا أن نتخيل أن تنمو النبتة بلا جذور ، كذلك لا يمكن أن نتوقع النمو العقلي والجسمي للطفل بلا حراك أو نشاط ، إذ لا يمكنه أن يتعرف على الحياة وأسرارها ، واكتشاف عالمه الذي يعيش ف...ي أحضانه ، إلا عن طريق التجول والسير في جوانبه وتفحص كل مادي ومعنوي يحتويه ، وحيث أن الله تعالى قد خلق فينا حب الاستطلاع والميل إلى التحليل والتركيب كوسيلة لإدراك كنه هذا الكون ، فإن هذه الميول تكون على أشُدَّها عند الطفل ، لذلك فلا يجب أن نمنع الطفل من دخول المسجد حرصاً على راحة المصلين ، أو حفاظاً على استمرارية الهدوء في المسجد ، ولكننا أيضا يجب ألا نطلق لهم الحبل على الغارب دون أن نوضح لهم آداب المسجد بطريقة مبسطة يفهمونها، فعن طريق التوضيح للهدف من المسجد وقدسيته والفرق بينه وبين غيره من الأماكن الأخرى ، يقتنع الطفل فيمتنع عن إثارة الضوضاء في المسجد احتراماً له ، وليس خوفاً من العقاب...ويا حبذا لو هناك ساحة واسعة مأمونة حول المسجد ليلعبوا فيها وقت صلاة والديهم بالمسجد ، أولو تم إعطاؤهم بعض الحلوى ، أو اللعب البسيطة من وقت لآخر في المسجد ، لعل ذلك يترك في نفوسهم الصغيرة انطباعا جميلا يقربهم إلى المسجد فيما بعد.
فديننا هو دين الوسطية ، كما أنه لم يرد به نصوص تمنع اصطحاب الطفل إلى المسجد، بل على العكس ، فقد ورد الكثير من الأحاديث التي يُستدل منها على جواز إدخال الصبيان(الأطفال) المساجد ، من ذلك ما رواه البخاري عن أبي قتادة: ( خرج علينا النبي صلى الله عليه وسلم وأمامة بنت العاص على عاتقه ، فصلى ، فإذا ركع وضعها ، وإذا رفع رفعها ) كما روى البخاري عن أبي قتادة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم: ( إني لأقوم في الصلاة فأريد أن أطيل فيها ، فأسمع بكاء الصبي ، فأتجوَّز في صلاتي كراهية أن أشُق على أمه ) ، وكذلك ما رواه البخاري عن عبد الله بن عباس قال: ( أقبلت راكباً على حمار أتان، وأنا يومئذٍ قد ناهزت الاحتلام، ورسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي بالناس بمنى إلى غير جدار، فمررت بين يدي بعض الصف، فنزلت وأرسلت الأتان ترتع، ودخلت في الصف، فلم يُنكر ذلك علىّْ ) .
وإذا كانت هذه هي الأدلة النقلية التي تهتف بنا قائلة: "دعوا أطفالكم يدخلون المسجد"، وكفى بها أدلة تجعلنا نبادر بالخضوع والاستجابة لهذا النداء، فهناك أدلة تتبادر إلى عقولنا مؤيدة تلك القضية ، فدخول أطفالنا المسجد يترتب عليه تحقيق الكثير من الأهداف الدينية ، والتربوية ، والاجتماعية ، وغير ذلك.... فهو ينمي فيهم شعيرة دينية هي الحرص على أداء الصلاة في الجماعة، كما أنها تغرس فيهم حب بيوت الله، وإعمارها بالذكر والصلاة ، وهو هدف روحي غاية في الأهمية لكل شخص مسلم .
لعل أفضل ما نفعله بعد بذل كل ما بوسعنا من جهد وبالطريقة المناسبة لكل مرحلة عمرية ، هو التضرع إلى الله عز وجل بالدعاء ، ومن أمثلة ذلك :
{ رب اجعلني مقيم الصلاة ومن ذريتي ربنا وتقبَّل دعاء } .
" يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث أصلح لأولادي شأنهم كله ولا تكلهم إلى أنفسهم طرفة عين ، ولا أقل من ذلك".
"اللهم اهدهم لصالح الأعمال والأهواء والأخلاق ، فإنه لا يهدي لصالحها إلا أنت،
واصرف عنهم سيئها لا يصرف سيئها إلا أنت"
"اللهم إني أسالك لهم الهدى والتقى والعفاف والغِنَى"
"اللهم طهِّر بناتي وبنات المسلمين بما طهَّرت به مريم، واعصِم أولادي وأولاد المسلمين بما عصِمتَ به يوسف"
"اللهم اجعل الصلاة أحب إليهم من الماء البارد على الظمأ، إنك على كل شيء قدير وبالإجابة جدير، يا نعم المولى ونعم النصير"
تجارب الأمهات:
فيما يلي بعض من تجارب الأمهات التي نجحت في ترغيب أطفالهن في الصلاة ، ولكل أم أن تختار ما يتناسب مع شخصية طفلها ، دون أضرار جانبية.
1- قالت لي أم لولدين : لاحظت أن الابن الأصغر مستاءٌ كثيراً لأنه الأصغر وكان يتمنى دائماً أن يكون هو الأكبر، فكنت كلما أردته أن يصلي قلت له:" هل صليت؟"
فيقول "لا"، فأقول" هل أنت صغير، فيقول لا، فأقول:" إن الكبار فقط هم الذين يصلون"، فتكون النتيجة أن يجري إلى الصلاة!
2- وأمٌ أخرى كانت تعطي لولدها ذو الست سنوات جنيها كلما صلى الخمس صلوات كاملة في اليوم ، وكانوا يدخرون المبلغ حتى اشترى بها هدية كبيرة، وظلت هكذا حتى اعتاد الصلاة ونسي المكافأة!! [ ونذكر بضرورة تعليم الطفل أن أجر الله وثوابه على كل صلاة خير له وأبقى من أي شيء آخر ].
3- وأمٌ ثالثة قالت أن والد الطفل رجل أعمال ووقته الذي يقضيه بالبيت محدود ، وكان لا يبذل أي جهد لترغيب ابنه في الصلاة ، ولكن الله تعالى رزقهم بجار كان يكبر الولد قليلا وكان يأخذ الصبية من الجيران معه إلى أقرب مسجد للبيت ، فكانوا يخرجون معا
عند كل صلاة ويلتقون فيمرحون ويضحكون في طريقهم من وإلى المسجد حتى اعتاد ابنها الصلاة!!
4- وأمٌ رابعة تقول أن زوجها كان عند صلاة المغرب والعشاء يدعو أولاده الثلاثة وهم أبناء خمس ، و سبع وثماني سنوات فيصلُّون معه جماعة وبعد الصلاة يجلسون جميعا على سجادة الصلاة يتسامرون ويضحكون بعض الوقت ، وكان لا يقول لمن تخلف عن الصلاة لِمَ تخلفت، وكان يتركهم يجيئون ليصلوا معه بمحض إرادتهم ، حتى استجابت الابنة والتزمت بالصلاة مع والدها في كل الأوقات، ثم تبعها الولدان بعد ذلك بالتدريج، وكان الوالد بين الحين والآخر يسأل الابن الأكبر حين بلغ سن الثانية عشرة من عمره :"هل أعطيت ربك حقه عليك؟"
فكان يذكره بالصلاة دون أن يذكر كلمة الصلاة ، إلى أن عقد المسجد الذي يقترب من البيت مسابقة للطلاب جميعا ًلمن يصلي أكثر في المسجد ، وأعطوهم صحيفة يقوم إمام المسجد بالتوقيع فيها أمام كل صلاة يصليها الطالب بالمسجد ، فحرص الابن الأكبر وزملاؤه من الجيران على تأدية كل الصلوات-حتى الفجر- في المسجد حتى اعتاد ذلك فأصبح بعد انتهاء المسابقة يصلي كل الأوقات بالمسجد !!!
5- تقول أم خامسة: " ألحقت أولادي بدار لتحفيظ القرآن، وكانت المعلمة بعد أن تحفِّظهم الجزء المقرر في كل حصة تقوم بحكاية قصة هادفة لهم ، ثم تحدثهم عن فضائل الصلاة وترغِّبهم فيها وحين يأتي موعد الصلاة أثناء الحصة تقول لهم :"هيا نصلي الظهر جماعة ، وليذهب للوضوء مَن يريد " ، حتى أقبل أولادي على الصلاة بنفوس راضية والحمد لله!!!
6- أما الأم السادسة فتقول:" كنت أترك ابنتي تصلي بجواري ولا أنتقدها في أي شيء مخالف تفعله ، سواء صلت بدون وضوء ، أم صلت الظهر ركعتين...حتى كبرت قليلاً و تعلمت الصلاة الصحيحة في المدرسة، فصارت تحرص على أدائها بالتزام !!!
7- وتقول أم سابعة أن ولدها قال لها أنه لا يريد أن يصلي لأن الصلاة تضيع عليه وقت اللعب ، فطلبت منه أن يجريا تجربة عملية وقالت له أنت تصلي صلاة الصبح وأنا أقوم بتشغيل ساعة الإيقاف الجديدة الخاصة بك (كان الولد فرح جداً بهذه الساعة ، فتحمس لهذا الأمر ) ، فبدأ يصلي وقامت الأم بحساب الوقت الذي استغرقه في هاتين الركعتين ، فوجدا أنهما استغرقتا دقيقة وعدة ثوان!!، فقالت له لقد كنت تصلي ببطء ، وأخذت منك صلاة الصبح هذا الوقت اليسير ، معنى ذلك أن الصلوات الخمس لا يأخذن من وقتك إلا سبعة عشر دقيقة وعدة ثواني كل يوم ، أي حوالي ثلث ساعة فقط من الأربع وعشرين ساعة كل يوم ، فما رأيك؟!!! فنظر الولد إليها متعجباً.
8- وقالت أم ثامنة أنها بعد أن أعدت ابنها إعداداً جيدا منذ نعومة أظفاره ليكون عبدا لله صالحاً ، وذلك من خلال الحديث عن الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم ، ورواية قصص الأنبياء ، وتحفيظه جزء عم ، بعد كل ذلك اضطرت لنقله من مدرسة اللغات التي نشأ بها- بعد أن تغيرت أحوالها للأسوأ من حيث الانضباط الأخلاقي والدراسي- إلى مدرسة لغات أخرى ولكنها إسلامية تضيف منهجا للدين غير المنهج الوزاري كما أن بها مسجداً كبيراً ، ويسود بها جو أكثر احتراما والتزاماً ، إلا أنه ربط بين بعض المشكلات التي واجهها هناك -كازدحام الفصول ، وتشدد بعض المدرسين أكثر من اللازم ، وعدم قدرته على تكوين صداقات بسرعة كما كان يأمل...وغير ذلك- بالدين وعبادة الله تعالى ، فبدأ لا يتقبل الحديث في الدين بالبيت ، وانقطع عن الصلاة، وبدأ يعرض عن الاستماع إلى أي برنامج أو درس ديني بالتلفزيون أو بالنادي أو بأي مكان، ثم بدأ يسخر من الدين ، وينتقد أمه بأنها : "إسلامية" ، ففكرت الأم في اصطحابه لعمرة في الإجازة الصيفية ليرى أن الدين أوسع بكثير من أمه المتدينة ، ومدرسته الإسلامية ، وخشيت الأم أن يصدر منه أي تعليق ساخر أمام الكعبة المشرفة، ولكنها كانت متيقنة من الله تعالى سيسامحه ، فما هو إلا طفل ، فلما رآها انبهر بمنظرها ، وظل يتساءل عن كل هذا النور الذي يحيط بها ، خاصة أنه أول ما رآها كان في الليل، وتركته الأم يفعل ما يشاء : يلعب ، ويتسوق ، ويشاهد أفلام الأطفال بالتلفزيون ، ويذهب إلى الحَرَم باختياره ، ويحضر الندوات الدينية المصاحبة للعمرة باختياره، مصطحباً معه لعبته ، فلما عاد إلى البيت كانت أول كلمة قالها -بحمد الله تعالى- هي: "متى سنذهب للعمرة ثانيةً ؟؟" وتغيرت نظرته لله تعالى ، وللدين ، وللصلاة...و تأمل الأم أن يلتزم-بمرور الوقت- بإقامة الصلاة إن شاء الله تعالى.
أتود أن تكون ككل الناس .. تعيش مثلهم فى زحمة التعب بدون فائدة .. فى حياة الاستهلاك ؟ فى حياة الروتين المميت ؟ ! أم تود أن تعيش حياة آخرى .. سعيدا .. فى سماء الروحانية والصحة ؟ وقادرا على حل مشاكلك بنفسك .. أيهما تود ؟ إذا كنت تود الثانية املا الاستمارة ولا تتردد أبدا !!
لعلك تسأل : وما فائدة أن أكون الطالب العبقري ؟
إنك إن أصبحت ذلك ستكون إنسانا آخر غير كل الناس .. تتعامل مع الحياة بطريقة آخرى .
صديقي .. أنا أعلم ما أقول ، والله الحياة الرائعة لها طعم آخر ، يكفي أنك ترى الأشياء بغير ما يراها كل البشر .
أكيد .. ذلك الإنسان هو بشر يخطىء ويصيب ، ليس ملكا نزل من السماء ، لكنه إنسان من طراز رفيع .
أتدري أن كلمة عبقري كلمة فريدة .. حتى أنها لم تذكر فى القرآن إلا مرة واحدة فقط .. طبعا تسألني : ما ذلك الموضوع الذي ذكر فيه الكلمة فى القرآن ؟
أقول لك بعد قليل .. سأرسل لك رسالة فيها إجابة السؤال .
صديقي .. أنا لا أحب أن أكون مثل بعض الكتاب الذين يكذبون الناس إلى كتبهم عن طريق إلقاء الفاظ رائعة على الناس ، وبالتالي ينجذبون إلى كتبهم !!
انا لن أسميك العبقري لكي أزين كتابي بهذا الكلام ، لا بل سأسميك ذلك ، لانك تستحق بالفعل .. وحتى أكون صادقا سأؤكد لك كلامي .
فلنتصور مستطيل أسود اللون وبداخله دائرة بيضاء ، ها ماذا ترى ؟ ترى الصورة كلها مظلمة !!
هكذا .. قد تقول لي : ومن أنا كي يظلم العالم حينما ألغى دوري بهذا الشكل ؟
أقول لك : إنك لو ألغيت دورك بالفعل هكذا ، وفعل كل الناس مثلك ستظلم الدنيا بالفعل ، لان كل إنسان يمثل أيضا دائرة بيضاء !! أرأيت ؟ أقتنعت أنك مهم ؟
ولو لاحظت أن الإنسان الناجح يعيش فى تلك الدائرة البيضاء وآلاف الفاشلين والحاقدين يعيشون فى زحمة الظلام ..
، وادخل الدائرة البيضاء أفضل بكثير !! قبل أن أشرح لك صفات هذا الطالب .. أين هو ؟ وأين يوجد ؟
ولنفرض أن الطالب فى دائرة اليقظة فإنه يشعر بمرور اللحظات التي تقربهم من مصيرهم لذلك كن يقظا أين ومتى انت !!
وعندما يكون الطالب فى دائرة الغفلة .. فإنه مثل النائم .. يعيش حياة لا يدري أين ومتى هو غافل .. والقدر بالنسبة له حظ
ما الذي يميز الإنسان المبدع عن العادي ؟ بمعنى ما الذي يميز الرسل والأنبياء عن باقي الناس ؟ حتى أقرب لك ما أود أن أقوله .. تلك القاعدة مهمة جدا .. إن ما تعيشه بحواسك فقط وتدركه الواقع ، أما ما لا تدركه بحواسك يسمى الغيب !! كل الناس يعيشون فى حياة الشهادة ، ولم يتجرأ لأحد على الغيب ،لانه مجهول بالنسبة له ، وهناك فئة خاصة من يقتربون للغيب وهم المرسلون والعلماء كيف ذلك ؟
إن الإنسان مثلا ينظر بعين قاصرة على تلك الحياة،وانتهى الموضوع ولم يتجرأ أحد منهم على السؤال .هل يمكن أن نعيش حياة بعد الموت ؟
أن المرسلين هم من آمنوا بالغيب ، حينما يدعون قومهم يستنكر قومهم ،لانهم فقط يعيشون فى حياة الواقع ،ولم يعلموا أو يدركواماالحقيقة المنتظرة ،وهي مخبئة فى الغيب .
العلماء حينما أراد إديسون أن يخترع المصباح .. لو ظل فى عالم الواقع لم يخترعه ، ولكن خوضه فى المجهول وإصراره وإيمانه بثمرة اجتهاده بعثته لاكتشاف كان فى الغيب لم يكن فى الواقع حينها.
ما هو الشيء الذي تتمناه أكثر من أي شيء آخر في هذه الدنيا ؟
ربما يكون حلمك هو أن تبدأ عملك الخاص أو أن تسافر حول العالم أو تقوم بتأليف كتاب أو حتى تستطلع إمكانيات اختراع جديد كانت فكرته مختمرة في رأسك وكنت تقوم دائما بتأجيل تنفيذ الفكرة هناك أفكار عظيمة تموت حتى قبل أن تولد , وذلك لسببين رئيسيين :
أول شيء يمنع الناس من تحقيق أحلامهم هو ما أطلق عليه ((السم الحلو)) وقد خطر هذا الاسم في ذهني عندما ذهبت الى حديقة الحيوانات , وشاهدت ثعبانا جميلا جدا , وكتب على اللوحة المثبتة على بيت الثعابين ((خطر)) .. واندهشت كيف يكون شيئا جميلا بهذا الشكل يحتوي على مثل هذا السم القاتل بداخله .
أما بالنسبة للناس فـ((السم الجميل)) لن يأتيهم من أعدائهم حيث أنهم يشكون في الآخرين في أن يحاولوا هدمهم , ولكن العكس هو الصحيح ف ((السم الحلو)) يأتي من الناس المحيطون بهم والمهتمون بأحوالهم من أصدقاء أو جيران أو حتى من أفراد العائلة لأنهم سيسببون لهم كل الأسباب التي من اجلها ستفشل أفكارهم , وكيف أنهم سيكونون عرضة للسخرية والاستهزاء لو قاموا بتنفيذها .
كما أن بعض الناس من الممكن أن تنتقد أحلامنا بدافع الغيرة فقط , وغالبا ما ينتقدون الأحلام بدون وعي استنادا على قيمهم ومعتقداتهم الشخصية بصرف النظر عن قيمنا واعتقاداتنا نحن وبالرغم من أن نصائحهم تكون نابعة بصدق من داخلهم إلا انها من الممكن أن تسبب الكثير من الأذى بالضبط مثل الثعبان الجميل ذو السم القاتل .
الشيء الثاني والعقبة الأساسية التي تمنعك من تحقيق أحلامك هو أنت نفسك ... قال دكتور روبرت شولر في كتابه قوة الأفكار " المكان الوحيد الذي تصبح فيه أحلامك مستحيلة هو داخل أفكارك أنت شخصيا "
هل تتذكر أي مرة كنت فيها تريد عمل شيئا معينا , ولكنك قلت لنفسك " لا .. أنا لا استطيع عمل ذلك " وأقنعت نفسك أن تترك هذا الحلم .. ما الذي يمنعك أو يمنعني أو يمنع أي شخص من تحقيق الأحلام الذاتية ؟ و الإجابة في كلمتين " منطقة الأمان " .
" منطقة الأمان " عبارة عن الأشياء التي مارسناها لمدة كافية ولمرات عديدة ونشعر بالراحة والأمان عندما نكررها مرة أخرى , ولو عندنا فكرة أو حلم سيخرجنا من منطقة الأمان سنشعر بالقلق وعدم الراحة , وسنبحث عن الأسباب التي من أجلها لن سنتفادى عمل الشيء الجديد , والناس من الممكن أن تقول لك أن فكرتك لا قيمة لها , ويعطونك العديد من الأسباب التي من أجلها لن تنجح هذه الفكرة , ولكنك الوحيد الذي يملك القوة لكي يقبل أو يرفض ما يقال لك .
وقال ويلي جولي في كتابه بعنوان " تلزمك دقيقة واحدة فقط لتغير حياتك " .. " إذا استطعت تكوين الحلم في ذهنك وزرعه في قلبك , ولا تدع فرصة لشكوكك أن تخمده , فمن الممكن أن يصبح حلمك حقيقة "
عندما كان عمري ست سنوات كان لدي حلمين كبيرين :
الحلم الأول هو أن أصبح بطل مصر في لعبة تنس الطاولة , وكنت أتابع الأخبار يوميا على أمل أن أسمع أي خبر عن دورات في مدينة الإسكندرية حيث كنت أقيم , وكنت أشاهد كل بطولة , وأذهب مبكرا وأظل لآخر دقيقة , وكنت أراقب أبطال اللعبة في حركاتهم وتصرفاتهم وطريقة لعب كل منهم وأحلم أن أكون مثلهم . وبعد عدة سنوات قررت الانتظام في فريق , وخضت محاولات تجريبية في أكثر من 20 نادي رياضي ورفضوني جميعهم . وأخيرا قال لي أحد المدربين " سأدربك , ولكن بشرط " .. فسألته " وما هو هذا الشرط ؟ ".. فرد وقال " سنتدرب 6 ساعات يوميا لمدة سنة كاملة , ولن تشترك في البطولات قبل أن أشعر أنك فعلا مستعدا لذلك " وقبلت الشرط بدون تردد , وبدأنا التدريبات العقلية والبدنية وبعد 6 شهور فقط قال لي المدرب " الآن سنخوض أول تجربة " وكان قد تبقى في ذلك الموسم دورتين فقط , ولدهشة الجميع كسبت المركز الأول في الدورتين . وفي المرسم التالي أحرزت المركز الأول في جميع الدورات بما فيهم البطولة القومية , وأصبحت بطلا لمصر , ومثلت بلدي في بطولة العالم بألمانيا الغربية عام 1969 وحققت أول أحلامي لثقتي أنني قادر على عمل ذلك وفعلا نجحت .
قالت اليانور روزفلت " يكون المستقبل للذين يؤمنون بجمال أحلامهم " .. فابدأ من اليوم بتكوين أو أعادة تكوين أحلامك .. احلم أحلام كبيرة , وكما قال جوثا " لا تحلم أحلام صغيرة , فإنها ليست لها قوة لدفع الأشخاص ".
كتب . فتحي حمدالله حصد الأديب الشاب أحمد أبودياب جائزة الشارقة للابداع العربي عن فئة القصة القصيرة محققًا المركز الثاني عن مجموعته القصصية" التقاط الغياب". كان أبودياب قد أعلن مساء أمس عبر شاشة التليفزيون المصري أنه يسعى إلى فتح مسام جديدة للقصة من خلال مشروعات سردية ينجزها في الوقت الحالي ، جاء حديثه بمصاحبة الشاعر . عبدالنبي عبادي في برنامج حدوتة مصرية بقناة النيل الثقافية في فقرة خصصت لأدباء الجنوب . أحمد أبودياب يعد أصغر عضو في نادي أدب نقادة .
كان لملك في قديم الزمان 4 زوجات ، كان يحب الرابعة حبا جنونيا ويعمل كل ما فيوسعه لإرضائها ، أما الثالثة فكان يحبها أيضا ولكنه يشعر أنها قد تتركه منأجل شخص آخر ، الثانية كانت هي من يلجأ إليها عند الشدائد وكانت دائماتستمع إليه وتتواجد عند الضيق ، أما الزوجة الأولى فكان يهملها ولايرعاها ولا يؤتيها حقها ، مع أنها كانت تحبه كثيرا وكان لها دور كبير في الحفاظعلى مملكته.
مرض الملك وشعر باقتراب أجله ففكر وقال :أنا الآن لدي 4زوجات ولا أريد أن أذهب إلى القبر وحيداً.
فسأل زوجته الرابعة :أحببتكأكثر من باقي زوجاتي ولبيت كل رغباتك وطلباتك ، فهل ترضين أن تأتي معيلتؤنسيني في قبري ؟ فقالت : (مستحيل) ، وانصرفت فورا بدون إبداء أي تعاطفمع الملك.
فأحضر زوجته الثالثة وقال لها : أحببتك طيلة حياتي فهلترافقيني في قبري ؟فقالت : بالطبع لا : الحياة جميلة وعند موتك سأذهب وأتزوج منغيرك.
فأحضرالزوجة الثانية وقال لها :كنت دائما ألجأ إليك عندالضيق وطالما ضحيت من أجلي وساعدتيني فهلا ترافقيني في قبري ؟ فقالت :سامحني لا أستطيع تلبية طلبك ولكن أكثر ما أستطيع فعله هو أن أوصلكإلى قبرك.
حزن الملك حزنا شديدا على جحود هؤلاء الزوجات ، وإذا بصوت يأتيمن بعيد ويقول : أنا أرافقك في قبرك ، أنا سأكون معك أينما تذهب.. فنظر الملك فإذا بزوجته الأولى ، وهي في حالة هزيلة ضعيفة مريضةبسببإهمال زوجها لها فندم الملك على سوء رعايته لها في حياته وقال :كان ينبغيلي أن أعتني بك أكثر من الباقين ، ولو عاد بي الزمان لكنت أنت أكثر من أهتم به منزوجاتي الأربعة.
في الحقيقة أحبائي الكرام ، كلنا لدينا 4زوجات ..
الرابعة – الجسد : مهما اعتنينا بأجسادنا وأشبعنا شهواتنا فستتركنا الأجساد فورا عند الموت.
الثالثة - الأموال والممتلكات : عندموتنا ستتركنا وتذهب لأشخاص آخرين.
الثانية - الأهل والأصدقاء : مهمابلغت تضحياتهم لنا في حياتنا ، فلا نتوقع منهم أكثر من إيصالنا للقبور عند موتنا.
الأولى - العمل الصالح : ننشغل عن تغذيته والاعتناء به على حسابشهواتنا وأموالنا وأصدقائنا مع أن اعمالنا هي الوحيدة التي ستكون معنا فيقبورنا.
يا ترى إذا تمثل عملك لك اليوم على هيئة إنسان ، كيف سيكون شكله وهيئته ؟؟؟هزيل ضعيف مهمل ؟ أم قوي مدرب معتنى به؟
وأخيراً .. إذاأعجبك الموضوعفلا تقل شكـراً .. بل قل اللهم اغفر له ولوالديه ما تقدم من ذنبهم وما تأخر وقِهم عذاب القبر وعذاب النار ، وأدخلهم الفردوس الأعلى ، كما أرجو منكم ألا تنسونا من صالح دعائكم.
تذكر الماضي والتفاعل معه واستحضاره، والحزن لمآسيه حمقٌ وجنون، وقتل للإرادة وتبديد للحياة الحاضرة . إن ملف الماضي عند العقلاءً يطوى ولا يروى، يغلق عليه أبدا في زنزانة النسيان، يقيد بحبال قوية في سجن الإهمال فلا يخرج أبداً، ويوصد عليه فلا يرى النور، لأنه مضى وانتهى، لا الحزن يعيده، لا الهم يصلحه، لا الغم يصححه، لا الكدر يحيـيه لأنه عدم . لا تعش في كابوس الماضي وتحت مظلة الفائت، أنقذ نفسك من شبح الماضي، أتريد أن ترد النهر إلى مصبه والشمس إلى مطلعها، والطفل إلى بطن أمه، واللبن إلى الثدي، والدمعة إلى العين، إنك بتفاعلك مع الماضي، وقلقلك منه واحتراقك بناره، وانطراحك على أعتابه تعيش وضعاً مأساوياً رهيباً مخيفاً مفزعاً.القراءة في دفتر الماضي ضياع للحاضر، وتمزيق للجهد، ونسف للساعة الراهنة، ذكر الله الأمم وما فعلت ثم قال: (( تلك أمةٌ قد خلت )) انتهى الأمر وقضي، ولا طائل من تشريح جثة الزمان، وإعادة عجلة التاريخ .إن الذي يعود للماضي كالذي يطحن الطحين وهو مطحون أصلاً، وكالذي ينشر نشارة الخشب . وقديماً قالوا لمن يبكي على الماضي: لا تخرج الأموات من قبورهم، وقد ذكر من يتحدث على ألسنة البهائم أنهم قالوا للحمار لم لا تجتر ؟ قال: أكره الكذب . إن بلاءنا أننا نعجز عن حاضرنا ونشتغل بماضينا , نهمل قصورنا الجميلة، ونندب الأطلال البالية، ولئن اجتمعت الإنس والجن على إعادة ما مضى لما استطاعوا لأن هذا هو المحال بعينه . إن الناس لا ينظرون إلى الوراء ولا يلتفتون إلى الخلف؛ لأن الريح تتجه إلى الأمام والماء ينحدر إلى الأمام والقافلة تسير إلى الأمام، فلا تخالف سنة الحياة .
سأل أحد الصحابة النبي صلى الله عليه وسلم من أحق الناس بحسن صحابتي ؟ قال أمك ، قال ثم من ؟ قال أمك ، قال ثم من؟ قال أمك ، قال ثم من ؟ قال أبوك
أحيانا والإنسان منغمس في مشاغل حياته ووظيفته ينسى أحق الناس بحسن صحابته وتواصله وطاعته وهما الوالدين ، وهو واجب ديني علينا وضرورة أدبية على أي إنسان سوي منا ، وهي مصلحة دنيوية أيضا لأن الإنسان قد يحرم بسبب تقصيره في ذلك أشياء كثيرة وهو لا يدري.
الأبيات التالية تعطي صورة عن عاطفة الأم تجاه ولدها ، وأعتقد أنها كافية لتدعونا إلى صلة الوالدين وحبهما والتذلل لهما.
أغرى امرؤ يوما غلاما جاهلابنقوده حتى ينـال به وطـر
قال ائتني بفؤاد أمـــك يا فتى و لك الدراهم والجواهر والدرر
فمضى وأغمد خنجرا في صدرها من توه فـورا وعاد على الأثر
لكنه من فرط ســـرعته هوى فتعـفر القلب المعـثر إذ عثر
ناداه قلب الأم وهو معـــفر ولدي حبيبي هل أصابك من ضرر
فكأن هذا الصوت رغم حنونه غضب السماء على الغلام قد انهمر
فاستل خنجره ليطعن نفـسه ليـكـون عبـرة لـمن اعـتبر
ناداه قلب الأم كـف يدا لا تطعـنن فـؤادي مرتين على الأثر
فتعـفر القلب المعـثر إذ عثر : أي اتسخ القلب بالتراب عندما سقط الغلام على الأرض.
من سعد نبيهة إلى شجر المسطرح عيب في الكتابة أم السماع
هل فوجئت بأنك تغني أغنية لمدة سنوات لتكتشف أن الكلمات التي تغنيها لا تمت بكلمات الأغنية الأصلية بصلة.
هذا ما حدث مع الكثير، هناك العديد من كلمات بعض الأغنيات قالها وغناها الكثير بشكل خاطيء تماماً وليس لها أية علاقة بالكلمات الاصلية للأغنية.
أبرز هذه المقاطع كان مقطع من أغنية "نعناع الجنينه" لمحمد منير، يقول المقطع:
"نعناع الجنينه المسقي في حيطانه... شجر المسطرح ضلل على عيدانه".
وحتى لحظة تفسير كلمات الأغنية اعتقد الكثير وجود شجرة إسمها "المسرطح" أما الكلمات الصحيحة للمقطع هي:
" نعناع الجنينه المسقي في حيضانه، شجر الموز طرح ضلل على عيدانه".
أما المقطع الثاني من الأغنية والذي دفع كل من سمعها يسأل عن العلاقة الوطيدة بين نابليون بونابرت وبين الأغنية وبين :
" في عشق البنات أنا فوقت نابليون... ترومبيلى وقف عجلاته بندريون".
أما الكلمات الصحيحة للأغنية هي:
" في عشق البنات أنا فوقت نابي اليوم... ترومبيلى وقف عجلاته بندريوم".
نابي اليوم تعني حظي اليوم، أما بندريوم تعني أن عجلات السيارة تعطلت في نفس اليوم.
نعود بالذاكرة إلى الطفولة، وتحديداً إلى فوازير الأسطورة شريهان " حول العالم"، في إحدى مقاطع تتر النهاية هناك مقطع يسمعه المشاهدون:
" دربكة نبيتي" ...وظل يتردد هذا المقطع حتى يومنا على هذا النحو، حيث اعتبره الكثيرون أن "الدربكة" والتي تشير إلى أحد الإيقاعت الموسيقية لونها " نبيتي".
لكن الكلمات الصحيحة لهذا المقطع هي:
."دار أبوك كان بيتي"
الأغنية الثالثة هي أشهر أغنيات الفنانة صفاء أبو السعود "أهلاً بالعيد"، وفي أحد مقاطع الأغنية تقول أبو السعود " سعد نبيهة..بيخليها".. هذا ما فسره الجميع.
أما السؤال الذي تردد ما علاقة " سعد" و"نبيهة" بالأغنية؟
لكن الكلمات الصحيحة للأغنية هي:
"سعدنا بيها بيخليها ...ذكرى جميلة لبعد العيد".
أما الأغنية الجزائرية الشهيرة "يارايح وين مسافر" للشاب خالد فهم معظم المستعين كلماتها بشكل خاطيء، تعود الأسباب لاختلاف اللهجة وسرعة الإيقاع الموسيقي.
المقطع الأول يقول "يا رايح وين مسافر تروح تعيا وتقولي".
حيث فهم الجميع أن كلمة "تعيا" تعني "تمرض" بالمعنى العامي.
لكن في الحقيقة يعني المقطع أن المسافر إلى بلاد الغربة مصيره العودة إلى بلده في النهاية.
أما الأغنية الأشهر والتي لا تجد شخصان يجتمعان على نفس الكلمات هي أغنية "عبد القادر" للشاب خالد، حيث من المستحيل ان تجد شخصان يغنيان الاغنية بنفس الكلمات لكن الاهم هو عدم الخروج عن الإيقاع الموسيقي للأغنية.
ويعود الفهم الخاطيء أو عدم فهم كلمات الأغنية بسبب اختلاف اللهجة وسرعة الإيقاع. مصدر الخبرليالينا
إطلالة الناقد عاطف الحناوي على عالم الشاعر الكبير محمود الأزهري
إطلالة عابرة على إبداع الشاعر محمود الأزهري –
رحمه الله
(جرأة التجريب و التتشبث بالجذور )
بقلم : عاطف
عبدالعزيز الحناوي
قال المبدع محمود الأزهري – رحمه الله – في حوار
تليفزيوني معه : "الموهبة هي عطاء من عند الله و هي زرع فطري ولد به
المبدع"و لكأني به كان يعني ما قاله
العقاد شعرا :
الشعر من نفس الرحمن مقتبسو الشاعر الفذ بين الناس رحمنُ
و قد وجه خطابه للمسئولين لضرورة الالتفات لإبداع
الشباب و دعمه و ما ذلك إلا لإيمانه بقدرة الشعر على التغيير و ضرورة استيعاب
قدرات الشباب و كل مبدع جاد و متحقق و توفير فرص النشر لإبداعاتهم .
و إذا اقتبسنا قول الجاحظ عن الشعر بوصفه ضربا من
المجاز و جنسا من الصياغة و التصوير فلنا أن نتساءل ما موضع شاعرنا الأزهري
الأزهريّ و شعره من تلك النظرة البلاغية القديمة؟ و هل هو بمعايير البلاغة الجديدة
على القدر نفسه من الإبداعية؟ و ظني أن البلاغتين تجتمعان أكثر مما تفترقان أو كما
يقول الدكتور عيد بلبع موضحا النموذج السيميائي المقترح عند وليم بليت : أظهر
النسق البلاغي عبر قرون قابلية للاستمرار و مرونة تسمح بالتمادي في تطبيقه على
نصوص جديدة .
انظر إلى قول الشاعر – رحمه الله :
فأخذتها و صحبتها
نبغي اقتطاف العشق من ورد الخميلة
و أجابني عقل تفككَ
أو تفتتَ
حسنت صنائعك التي مارستها
فتعاونوا وسط الظلام إلى الضياء
قد كنت دوما راضيا
أدنى القليل يعفني ....( إلى آخر النص)
فهذا النص لكأني به نص حكائي و حواريّ أو هو قصة
شعرية يتصاعد فيها الحدث الشعري و الصراع مثل القصة القصيرة و ذلك في تماسك ينتج
صورة كلية جيدة تنتج من تآزر الصور الجزئية القائمة على التشبيه و الاستعارات و
غير ذلك و بذلك يتحقق تواشج الفنون بقدر كبير و إن ظلت النزعة الغنائية واضحة و
هذا ليس عيبا فإن القافية و الوزن حجر بناء أساسي في بناء الشعر العربي فلا ينبغي
أن يتخلى الشعر العربي عن واحدة من أهم تقنياته فالإيقاع و القافية ليست مجرد حلية
لفظية و تطريبية بل هي عامل مهم في بناء الدلالة الشعرية.
و لكن محمود الأزهري و في مرحلة امتلك الجرأة على
التجريب و خوض غمار قصيدة النثر هذه الجرأة التي امتلكها شعراء من جنوب مصر و
بلغوا بها ما بلغوه من الإبداع منهم على سبيل المثال لا الحصر الأساتذة محمود
المغربي – رحمه الله – و فتحي عبدالسميع و إمبارك القليعي – زادهما الله عطاء - و
غيرهم ، و هذا في حد ذاته تعبير عن جرأة عقل و وجدان الشاعر الراحل محمود الأزهري
فإذا به يخدش الذوق العام في الأزهر الشريف حيث أنه درج – و كل الأزاهرة – و تربى
على عيون الشعر و التراث و من ثم كان محافظا بدرجة كبيرة – أو هكذا كان يُتصور أن
يكون – و لكن الروح الحرة التي بداخله أبت إلا التجريب و الانطلاق انطلاقا لا
يقاطع الجذور و يخاصمها بل ينمو و يتطور متكئا عليها فنجده في العديد من نصوصه النثرية
متأثرا بالقرآن الكريم في لغته و أسلوبه و تعبيراته و من ذلك تعبيره في نص من نصوصه عن ارتداد القلب و هو حسير على
سبيل المثال اقتباسا / تناصا مع قول الله : (ثم ارجع البصر كرّتين ينقلب إليك البصر خاسئا و هو حسير )
سورة الملك -4
و انظر إليه في هذا المقطع – من قصيدة "
سبحان " -الذي يقطر جرأة و حزنا و
غضبا و تواصلا إبداعيا مع التراث و الواقع المرير:
تجولنا فى القاهرة كما نشتهى
قلت له : ما هذا يا أخى عزازيل ؟
قال : هذه خمارة لها سبعة أبواب !
مر عليها الملك
تقدس -
حتى تمرغ فى الوحل على يدى ،
ومر عليها الكهنة / كتبة المعلقات /
مبرروا النظرية الجديدة
ولتجدن فيها من جميع الطوائف
مستحمين فى كأس واحدة :
المومسات / أثرياء النفط /
القوادين /
الشعراء المساكين /
وامرأة عفيفة جنى عليها الدهر / الكلاب الملاعين
/
وتجار القطن القدامى المحنطين /
النجمة السداسية المقيمة تحت المنضدة
تنظر فى توجس للفخذين /
ونخلة قديمة هزها النبيون أمامى
فما ضعفت وما استكانت
وما نزلت قطرة واحدة من خمر ،
وبنات المدارس ملتحمات مع أولاد الناس
!
قلت : شوقتنى يا أخى عزازيل
فلندخل
قال : لو دخلت ما ازددت يقينا
هذا مقام لايليق بى
ادخل أنت يا شاكاً فى جلال الحضرة
يا محجوباً بسبب قانون الطوارىء
هذا النص الذي بدأه شاعرنا منضبط الإيقاع و
الموسيقى على وزن الخبب – فعْلنْ - حيث يقول :
لما الساق
التفت
والأوراق التفت
فوق كؤوس الساقي
والأغصان اهتزت
من طرب الأوراق
جن الخد الساكن فى أعماقي
وأعرب عن حالتنا
الثغر الفتان المفتون
ثم انطلق به في انسيابية و سيولة نثرية تذكرنا
بتيار الوعي في القصة و الرواية حيث تنثال الشحنة النفسية على الورقة في شكل كتابة
تستحوذ على الوجدان المتلقي بطزاجتها و توغلها في أحزان و أحلام النفس المبدعة و
أحسبنا لو طبقنا معايير البلاغة القديمة و الجديدة على هذه النصوص و غيرها لوجدنا
أنها نصوص إبداعية تتميز بقدر غير قليل من الجدة و الأصالة و كلمتي هذه هي مجرد
دعوة للمزيد من البحث المدقق و المتعمق في إبداعات محمود الأزهري – رحمه الله – و
مبدعي الصعيد المتميزين – و ما أكثرهم! و
هم يستحقون الاهتمام و لكن العاصمة تستحوذ بالأضواء و الألقاب و قد آن لهذا الوضع
أن يتغير نحو الأفضل و الأجمل .
عاطف عبدالعزيز الحناوي
شاعر و ناقد أدبي
الإسكندرية
24 سبتمبر 2018
15 محرم 1440 هـ
مصادر :
تسجيل للشاعر الراحل في قناة التنوير و اليوتيوب
مجلة فصول – العدد 101 خريف 2017
الإيقاع في الشعر العربي الحديث – د/ ثائر
العذاري – بغداد 2013
القصيدة الفائزة في كتارا لشاعر الرسول للشاعر العماني جمال الملا : أنسل من عتْمة المعنى أغيب سدى خلعت نعليّ لا ظلا ولا جسدا! أمشي على الماء..هل في الماء من قبسٍ؟؟ لما بدوتُ اختفى..لما اختفيت بدا! يرتد صوت من النار التي اتقدت يارب…يارب من فينا الذي اتقدا أكان صوتكَ إذ ناديتني ولِهاً أم كنتُ من صاح بي والنارُ محض صدى! وكنت وحدي في الوادي أرى حجبا تكشفت وأرى إذ لا أرى أحدا! وقفتُ أحمل ميلادا وأسئلة وحيرة شربت من خافقي أمدا فمر بي عاشق حينا ولوح لي ثم استدار لوجه الضوء وابتعدا وشق في الطور دربا ضائعا ومضى في هدأة واستباح السفح والسندا أدركته عند جرف فاستحال هوى غزالة جفلت ما إن مددت يدا تلفتت في جهات الروح غارقة فلم تجد دون وجه الله ملتحدا! واساقطت في العماء المحض وارتطمت بوردة وتلاشت في الرؤى بددا! بهوٌ يعج بأسماء العلو..رحىً تدور.. بابٌ … ضجيجٌ ما … أزيز ندا كان النشور مهيبا يومها انشطرت أرض وجاؤا فُرادى..شهقة فردى وثَمْ ألفٌ نبيٍ دونهم أمم ووحده كان مشهودا ومنفردا كان اللواء رفيعا وهو يحمله وكان في ظله العشاق والشهدا تروي النقوش القديمات التي نسيت في حائط البحر.. أن البحر قد نفدا إذ الخليل وفأس الحق في يده إذ يرفع البيت… يهدي قلبه وتدا ويوم قال ابنه افعل ما أمرتَ به الله.. وانقلب السكينُ مرتعدا!! فمن سيلتقط السر الذي فضحت منه ملامحه جهرا بكبش فدا!! ضجت قريش إلى قالت امرأةٌ يا شيبة الحمدِ.. قد أنجبت من حُمدا!!! هم تسعةٌ ليس هذا الفرد عاشرهم فانحر من الإبل إكراما لمن وفدا!! يا ابن الذبيحين يا من في تقلبه في الساجدين أضاء المنتهى مددا صلبا فصلبا كريما كان منتقلا حتى تجلى قريشيا بذات ندى وأي أم نبي مثل آمنة وقد ترائت قصور الروم إذ ولدا!! تلقفته البوادي.. حضن مرضعة حضن وحيد.. ولا أحصي له عددا قد شق جبريل منه الصدر فانطفأت فيه حظوظ الدنى فانداح نور هدى نجم يشعُ .. وفي “بصرى” يخرُ له كلٌ ..وكان صبيا يقطع البددا!! في الغار.. ما الغار؟ إذ يعدو على عجل إلى خديجة بل نحو السماء عدا! بيت بمكة .. شباكان من مطر باب تفتح إلا أنه صعدا! نحو الخيال الذي أرخى سريرته على ذرى القدس..إذ حيث البراق حدا! ماذا جرى في بلاط الروح لنا فيه من العلم.. يا من غاب!.. من شهدا؟ وعاد يحمل إرث الله في دمه واللمحة البكر أن نفنى به أبدا!! ما أمر ربك إلا محض واحدة لذا فراشك حتى الآن ما بردا! أضاعك العُقلا من كل خاطرة وضيعتك قلوبٌ في الذي اعتقدا يا أيها القدم المنسي داخلنا فتشت عنك وكلي منك قد وجِدا!! نقول كان بسيطا.. ها هنا حُجَرٌ هنا توضأ.. صلى.. ها هنا سجدا! وكان بين يديه كم ملائكة تحفه.. وكذا من خلفه رصدا! الأسودان صحابيان مرتبة عليا وللجوع آيات كما عهدا كم شدّ تحت رداء النور من حَجرٍ حتى تعلم منه الصبر والجلدا يا من له كانت الأخلاق معجزة ما عاب قط طعاما لا وما انتقدا لا تبك يا عمر الفاروق ان ترك الحصير في جنبه ختما اذا رقدا فذاك من لغة في أبجديتها: أن الحرير يساوي ذلك اللبدا محمد واستوى الرحمن وهو على عرش عظيم .. فسمى نفسه الصمدا محمد يا مقامات معمدة بالطين .. عبدا رسولا كيف ما عبدا! سواد عينيك، ليل العارفين سروا به.. فغابوا.. أضاعوا الدرب والبلدا أتوا إلى البئر مشدوهين وارتحلوا وأشعلوا في الغياب القلب والكبدا كل الطرائق تفضي في حقيقتها له وان قد تبدّت في للورى قددا وافيت بابك حيث الأرضُ متعبةٌ أقول شعرا كثيرا فيك مجتهدا فلست كعبا وإن بانت سعاد وإن أبقتني اليوم متبولا بها سهدا ولا الذي أشرقت شعرا كواكبه درية لم يسعها في الفضاء مدى معي القصيدة أتلوها عليك وقد ألفت ذلي والأبواب والوصدا كل القصائد مهما قيل ناقصة فالعفو إن لامني النقاد والرشدا والعفو منك رسول الله معذرة إن حمّلوها على غير الذي قصدا لا زلت في الحيرة الأولى بقلب طوى هل جئِتُ مصطليا أم جئِتُ مبتردا؟ في اللاشعور بهاءٌ، في حضور دمي .. لكنني أخترت سهوا أن أغيب سدى!