31‏/01‏/2016

حفل تكريم الأستاذ فؤاد حراجي بالصور

أخبار نقادة




كتب / فتحي حمدالله 
في العاشرة من صباح الأحد الموافق 31 من يناير ، وبقاعة مدرسة السلام الإبتدائية بنقادة ، أقامت إدارة نقادة التعليمية حفل تكريم للأستاذ / فؤاد محمد حراجي مدير الإدارة بمناسبة بلوغه السن القانونية للمعاش ، وقد حضر الحفل لفيف من القيادات التنفيذية والشعبية ، والعاملين بالتربية والتعليم وبعض المصالح الحكومية ، كان على رأس الحاضرين السيد المهندس / أنور سليمان رئيس مجلس مدينة نقادة و السادة نواب البرلمان عن دائرة نقادة ، النائب / صبري يوسف داود ، والنائب / حمدي سعد والسيد عبدالله أبوالعلا من مديرية التربية والتعليم بقنا . وقد شهد الحفل قيام  الزملاء بالحديث  عن المكرم ، والحديث عن إنجازاته في الفترة التي قضاها في عمله في الإداراة . كما تم تقديم الهدايا التذكارية بهذه المناسبة . وانتهى الحفل والكل يتمنى لسيادته مزيداً من العطاء في مجالات أخرى . 
وأخبارنقادة تهنيء السيد المحترم/فؤاد حراجي وتتمنى له التقدم والسعادة . 

التسميات:

29‏/01‏/2016

ألف مبروك للمتفوقين

أخبار نقادة
ألف مبروك للمتفوقين ..نجوم المستقبل .. 
أخبار نقادة تهنيء جميع المتفوقين وتتنمى لهم مستقبلاً باهراً .


حصرياً المتفوقين في مدرسة النور المحمدي بكوم الضبع .



       هدى عميرة المركز الأول بالصف الأول الثانوي
             مدرسة طوخ الثانوية .. ألف مبروك 

التسميات:

28‏/01‏/2016

ندوة حماية المستهلك بجمعية شباب الشيخ على

أخبار نقادة



كتب / فتحي حمدالله 
نظمت جمعية شباب الشيخ على بنقادة ندوة توعية حول ( حماية المستهلك ) بالتعاون مع جمعية رؤى للتنمية بالمشاركة بقنا ،وذلك في الرابعة من مساء الثلاثاء 26 يناير وقد حاضر فيها الأستاذ/ عيد صادق رئيس وحدة حماية المستهلك بجمعية رؤى للتنمية بالمشاركة والأستاذة/ سحر مصطفى  استشاري تدريب . 
وقد دار الحديث حول حماية المستهلك ، ومفهوم الدعم ، وطرق الحصول على حقوقنا في ظل منظومة الخبز الجديدة ، وعن الإعلانات المضللة وجهود جهاز حماية المستهلك في هذا الإطار . وقد شارك المستهدفون بمداخلات حول منظومة الخبز وبعض مشكلات الفواتير الخاصة بشركة المياه بنقادة ، وفي نهاية الندوة شدد الحضور على ضرورة تكرار مثل هذه الندوات لما لها من أهمية في توعية الموطنين . 

التسميات:

27‏/01‏/2016

مركز شباب كوم الضبع يفوزبرباعية نظيفة على مركز شباب الأوسط قامولا

أخبار نقادة



كتب / فتحي حمدالله 

حقق فريق كرة القدم بمركز شباب كوم الضبع فوزاً كبيراً على فريق مركز شباب الأوسط قامولا ، حيث فاز سجل 4 أهداف مقابل لا شيء في المباراة التي جرت اليوم الأربعاء بملعب مركز شباب سيدي عبدالرحيم يقنا ليرتفع رصيد  المركز الى 30 نقطة يتصدر بها المجموعة الاولى . ويسعى مركز شباب كوم الضبع إلى الحفاظ على اللقب الذي حققه العام السابق . 

التسميات:

أخبارنقادة::: أمسية شعرية في نادي أدب نقادة مساء الخميس 28 يناير

أخبار نقادة
كتب / فتحي حمدالله 
يقيم نادي أدب بيت ثقافة نقادة  أمسية شعرية في السادسة من مساء الخميس 28 يناير 2016 يشارك فيها الشعراء : حمدي عمارة ،عبدالنبي عبادي ، أحمد عويس ،مهني موسى ،أحمد جمال ، وائل محمد    ومجموعة أخرى من شعراء نقادة . 
هذا ويعقد نادي الأدب في نقادة لقاءًا أسبوعياً في السادسة من مساء كل خميس يناقش فيه القضايا الثقافية وأعمال مبدعي نقادة .
عنوان نادي الأدب :بيت ثقافة نقادة - عمارات المجلس بجوار حسابات التربية والتعليم . 

التسميات: ,

25‏/01‏/2016

الفركة في نقادة الصناعة الأولى

أخبار نقادة
نقلا عن موقع ك ت ب 
للمبدع أسامة جاد يكتب عن الفركة في نقادة 



“الفركة”.. الصناعة اليدوية الأولى في نقادة

أسامة جاد



يعد ثوب “الفركة” أو “القرمصيص” من أهم أثواب زينة العروس السودانية في ليلة الدخلة، حيث لا يكاد يخلو منها عرس سوداني تقليدي.

و”الفركة” هي ثوب من القماش الأحمر، به العديد من تشكيلات الألوان الزاهية، ترتديه العروس في هذه الليلة تحت  “الرحط”، وهو مجموعة من خيوط الحرير الحمراء اللامعة توضع في شكل حزام على خاصرة العروس، حيث تشكل “الفركة” و”الرحط” أهم زينة للعروس في ليلة دخلتها.

ولأنها تنفرد بتلك الصناعة عن جميع أنحاء العالم، فقد أضحت نقادة في محافظة قنا بأقصى صعيد مصر موطن الفركة الأول والدائم، حيث يعمل العشرات من الفنانين الفطريين فى صناعة الفركة، وهى الثوب المكون من قطعة واحدة “فوطة” تلف على جسم المرأة بدون حياكة، ويصنع من الحرير بطريقة يدوية مميزة ولا يخلو منزل فى نقادة من نول أو اكثر لصناعة الفركة التى تصدّر للسودان، كما لا توجد أسرة لا يعمل أحد أفرادها، على الأقل، في صناعة النسيج اليدوي.

ونسيج الفركة من أبرز الفنون اليدوية، ويعتمد صناعةً يدويةً قديمةً منذ مئات السنين، إذ يتم تركيب مجموعة من الأنوال الخشبية، التي تُصمم لنسج خيوط الحرير الطبيعي، وهي غالبا من الحرير الذي يجري تلوينه بالأصباغ، والأعشاب، وقشور الفواكه، والنيلة.



في مصر القديمة

ويرجع أصل الفركة إلى العصر المصري القديم، حيث وجدت في بعض المقابر أنسجة مصبوغة ومنسوجة بالصورة التي تظهر عليها الفركة اليوم، فيما لا تعرف أم محمد، وهي إحدى المتخصصات في صناعة الفركة في نقادة، هذه المعلومة، فكل ما تعرفه أنها نشأت في طفولتها وهي ترى والدتها تعمل على نول الفركة، ومنها تعلمت هذه الحرفة، تماما كما ورثتها الأم عن الجدّة.

تقول “أم محمد” إنه لا يكاد بيت في نقادة يخلو من نول لصناعة الفركة، التي أهم ما يميزها الاعتماد على خيوط الحرير الملونة بألوان طبيعية، والتشكيلات التي يأتي فيها النسيج في خطوط أفقية ورأسية بألوان مختلفة، حيث يحظى هذا النسيج بقيمة اجتماعية كبيرة ـ تضيف أم محمد ـ وخاصة لدى أهل السودان الذين يتم تصدير كميات كبيرة من هذا النسيج لهم.

 الحاج عليعزوف

ولا تقتصر صناعة “الفركة” على النساء، فهناك العشرات من الحرفيين الرجال الذين احترفوا صناعتها، بل وتفوقوا فيها بصورة جعلتهم قبلة الراغبين في الحصول على هذا النسيج، ومن هؤلاء الحاج علي عبد الفتاح الذي يمارس هذه الحرفة منذ نعومة أظفاره، والذي ورث الصناعة عن أسرته أيضا، ويضع نول الفركة في منزله ويتشارك مع زوجته العمل عليه بصورة يومية.

ولكن الحاج علي يرى أن الجيل الجديد من الأبناء بدأ يعزف عن هذه الحرفة التي امتازت بها نقادة، حيث يقبل الشباب اليوم على السفر، سواء لمدينة قنا أو الأقصر، للعمل في السياحة والوظائف المكتبية، أو لخارج المحافظة للعمل في البترول في مصر أو خارجها.

 في مواجهة الانقراض


ونتيجة وجود الأقمشة الصناعية، التي تقلد هذا الفن، سواء من مصادر عربية أو أجنبية، أصبحت هذه الحرفة معرضة للانقراض، مما دفع الحرفيين إلى تطوير أنوالهم، بحيث تستخدم لنسج “الفركة الحريرية” وغيرها من المنسوجات الشعبية، كالبسط، والمفارش، والدانتيلا، والخيام، كما تم إنشاء مشروع للحفاظ على هذه الصناعة في نقادة، يشرف عليه الصندوق الاجتماعي للتنمية بتمويل من منحة سويسرية، والذي أبرز ما يميزه الحفاظ على الأسلوب التقليدي في الصناعة، من خلال تزويد الأسر الراغبة بالأنوال والخامات التقليدية، وإيجاد وسائل وأفكار تسويقية مختلفة لمنتجات تلك الأسر، بالإضافة إلى تدريب عدد من الفتيات على هذه الصناعة لحمايتها من الاندثار.


قيمة روحية


هاني سليمان، وهو أحد المدربين في المشروع، يقول إن أهم ما يميز تلك الصناعة هو أصالتها وتاريخها الممتد الذي يعد سمة أساسية ترتبط بالمكان “نقادة” التي اقتصرت عليها تلك الصناعة، تلك الأصالة التي وصلت بالفركة إلى أن تصبح قيمة روحانية أقرب للقيم الدينية، وهو الأمر الذي أدى في فترة من الفترات إلى حظر تصديرها، ولكن مع التطور والثورة المعرفية تطورت النظرة للفركة لتصبح طقسا شعبيا رئيسا في طقوس الأعراس وخاصة في السودان.


مصير الفانوس


غير أن ارتفاع تكاليف الخامات المستخدمة في صناعة “الفركة”، والجهد اليدوي الكبير في صناعتها، أدى إلى ارتفاع أسعارها إلى حد كبير، حيث يمكن اعتبارها قطعا فنية لا تخضع لقوانين الإنتاج الكبير، الأمر الذي يجعل البعض يشير إلى مخاوف من التحول عن استخدام هذا النسيج في مواجهة الحرائر الصينية التي تستخدم آلات نسيج أكثر تطورا، وتعتمد تشكيلات مقاربة إلى حد التطابق لتشكيلات الفركة الأصلية كما عرفت منذ أقدم العصور، فهل يصبح مصير “الفركة” هو ذاته مصير “الفانوس” الذي يقدمه لنا الصينيون اليوم بأسعار رخيصة، وبأغنياتنا الأصيلة، بعد أن درسوا أسواقنا وعرفوا احتياجاتنا ورغباتنا، أم تظل “الفركة” علامة تجارية حصرية مرتبطة بقرية وحيدة في صعيد مصر، قرية “نقادة”؟!


التسميات:

24‏/01‏/2016

فرصة عمل للمترجمين المحترفين

أخبار نقادة

للعمل كمترجم للمحترفين ، بمرتبات مجزية  بعض الوقت أو كل الوقت 

ارسل سيرتك الذاتية على البريد الالكتروني التالي :
communication@dialogueedge.com

آخر موعد 5 فبراير 2016

بالتوفيق للجميع 

التسميات:

إدارة نقادة التعليمية تكرم مدير الإدارة في مدرسة السلام في نهاية يناير

أخبار نقادة

الإدارة التعليمية تكرم مديرالإدارة في قاعة مدرسة السلام بنقادة  .



كتب / فتحي حمدالله 


تقوم إدارة نقادة التعليمية بتكريم السيد / فؤاد محمد حراجي مديرالإدارة وذلك صباح يوم الأحد الموافق 31 يناير 2016 بقاعة مدرسة السلام الإبتدائية  ، وذلك لبلوغ سيادته سن المعاش القانونية ، هذا وقد عمل السيد / فؤاد حرجي مديراً للإدارة بعد أن تدرج في المناصب فشغل العمل في جهاز المتابعة بالإدارة لمدة 7 سنوات ثم وكيلاً للإدارة التعليمية بنقادة  وكان الأستاذ فؤاد حراجي قد بدأ عمله في وزارة التربية والتعليم مدرساً لمادة الأحياء للمرحلة الثانوية بنقادة . 
و"أخبار نقادة " تهنيء سيادته وتتمنى له حياة طيبة حافلة بالعمل الخير والجهد الطيب . 

التسميات: ,

21‏/01‏/2016

حماية المستهلك في بيت جمعية رواد بيت ثقافة نقادة

أخبار نقادة




حماية المستهلك في بيت جمعية رواد بيت ثقافة نقادة 
كتب / فتحي حمدالله 
نظمت  جمعية رواد بيت ثقافة نقادة في العاشرة من صباح الخميس 21 يناير 2016 ندوة عن حماية المستهلك تحت عنوان " حماية المستهلك وثقافة الاستهلاك "  "   بالتعاون مع جمعية رؤى للتنمية بالمشاركة بقنا وبمشاركة الأستاذ/ عيد صادق مدير وحدة حماية المستهلك بجمعية رؤي والأستاذ/ سمير عبدالمسيح  مراقب أول أغذية بمديرية الشئون الصحية بقنا وقد تحدث الحضور عن الدعم المقدم للمواطن وعن الأغذية الفاسدة ومواصفات الغذاء السليم وعن كيفية التقدم بشكوى للحصول على حقوقنا كمستهلكين  ،  وعن الإعلانات المضللة والمنتجات غير الصالحة للاستخدام الآدمي  ، وعن المنتجات التي تنتج في " مصانع تحت بير السلم " وغيرها من القضايا الشائكة والتي عرضها الحاضرون  من خلال تفاعلهم مع المحاضرين . وقد استهدفت الندوة فئات من العاملين الحكوميين والعاملين بالمؤسسات التي تقدم خدمات للمواطنين وفئات من المواطنين .


هذا ويتم تنفيذ هذا النشاط ضمن أنشطة جمعية رواد بيت ثقافة نقادة في إطار خطتها لرفع وعي المجتمع بقضايا المجتمع ، ويأتي  أيضاً ضمن مشروع تعزيز المساءلة المجتمعية حول حقوق المستهلك  والذي تنفذه جمعية رؤى للتنمية بالمشاركة بقنا .  

التسميات: ,

20‏/01‏/2016

ديوان النباحي تحقيق د.حامد طاهر

أخبار نقادة


ديوان النباحي: دراسة وتحقيق لديوان متخيل من الشعر العربي القديم


المؤلف : الدكتور حامد طاهر, عبدالله بن ابراهيم النباحى
الناشر : مكتبة الآداب،, 1991
عدد الصفحات : 78 من الصفحات
نبذة عن الكتاب :


هذا الكتاب من أمتع الكُتب التى قرأتُها .. وإمتاعه يقوم على كم الفكاهة والسخرية التى احتواها ..
 فهو تحقيقٌ ودراسةٌ لديوانٍ (متخيلٍ) من التراث العربى القديم ، لشخصيةٍ شعرية (متخيلة) اعتمد
 المحقِّق فى دراستها على مراجع (متخيلة) ! والكتاب يضمُّ أشعاراً وُضعت على لسان النُّباحى ،
كلها فكاهة وسخرية من واقعنا وماضينا ، وهى سخريةٌ رفيعةٌ من دون ابتذال

هنا

التسميات:

19‏/01‏/2016

ثقافة الإستهلاك وحقوق المستهلك في جمعية رواد بيت ثقافة نقادة صباح الخميس

أخبار نقادة

تقيم جمعية رواد بيت ثقافة نقادة  الساعة العاشرة صباحاً يوم الخميس 21يناير ندوة بعنوان " ثقافة الإستهلاك وحقوق المستهلك " بالتعاون مع جمعية رؤى للتنمية بالمشاركة وجهاز حماية المستهلك يحضر الندوة أهالي نقادة وبعض الموظفين من الهيئات التي تخدم المواطن مثل شركة المياه وشركة الكهرباء  . 

التسميات:

18‏/01‏/2016

فن الواو الصعيدي

أخبار نقادة
فن الواو الصعيدي

الثلاثاء  :  13/04/2010

الكاتب  :  محمد عرفة توفيق -الدمام - 


تظهر في البيئات الشعبية أنواع مختلفة من الفنون تعيش مع الزمن وتحتفظ بقالبها القديم تتلاءم أحياناً مع تطورات العصر لكنها أحياناً تحتفظ بقالبها المتجمد نفسه لأنه أحياناً يكون منبع الجمال في احتفاظها بالقالب نفسه.  من هذه الفنون فن الواو الصعيدي:
فن الواو الصعيدي فن سماعي من الدرجة الأولى إذ إنه في حال كتابته تنكشف تلك الحيل اللغوية والناتجة عن ترتيب القوافي فيه مع استخدام الجناس بكثرة لخدمة معنى القصيدة. 

أرجعت أغلب الكتابات عن أصل فن الواو إلى الشاعر الأمي -أحمد ابن عروس- مواليد عام 1780م إبان عصر المماليك في محافظة (قنا)جنوب مصر والذي اشتهر بمعاداته وكراهيته لحكم المماليك.
كما ذكر الأستاذ أحمد رشدي في كتابه:الأدب الشعبي ص 119 أن أحمد بن عروس من مواليد قرى قوص في قنا أوائل القرن الثاني عشر الهجري.
لماذا سمي فن المربع بالواو؟
يكثر استخدام واو الربط في فن المربع لسببين:
أولهما:أن الشاعر كان يلقي أبياته  ثم يتوقف برهات يقوم فيها المستمعون بفك معاني الأبيات ثم يرجع يربط الأبيات السابقة مع الجديدة مستخدماً واو الربط فيكثر بذلك ذكرها.
والسبب الثاني أن يقول الشاعر في بداية القصيدة قال فلان ويقول فلان قاصداً عدم ذكر اسمه خوفاً من أثر القصيدة إذا كانت من النوع السياسي.
لكن أجمل ما يميز هذا الفن قصر جمله لأنه شعرياً يعتمد على نظام الشطرات الأربع أي أن البيت ينقسم إلى أربع شطرات يتوافق فيه الشطر الأول والشطر الثالث في قافية واحدة، والشطر الثاني مع الشطر الرابع في قافية مماثلة للقسم الأول مثل قول الشاعر:
لا تذل نفسك لإنسان
في باطنه لك سوادي
صده وخليك منصان
عنه ولو كان يعادي
وهنا يكثر استخدام الكلمات ذات الشبه الواحد مختلفة المعاني ويتفنن الشاعر في جلب أكبر كم من الجمل ذات الشكل المتغير في نص واحد.
وقد يتشابه فن المربع مع فن الموال البغدادي إذ إنهما يجتمعان في استخدام هيئة الأشطر الأربع.
وقد استخدم فن الواو في رواية السيرة الهلالية بطريقة رائعة يجتمع فيها سرد الأحداث برواية مع جمال الصوت وتوزيع الكلمات كقول الشاعر:
الجاز زايد جلعها
ومتبغددة في المرية
كمركب وفارطة قلوعها
بتعوم في شبر ميه
 الجاز: إحدى شخصيات السيرة الهلاية, جلعها: دلالها,  متبغددة: فرحة بنفسها, المرية: المرآة, فارطة قلوعها: فكت أشرعتها, 
تعوم: تسبح.
  وغالباً ما يستفتح الشاعر روايته بالصلاة على النبي -صلي الله عليه وسلم-:
أبدأ بمدحي في طه
سيد ربيعة وغالب
طبع الخلايق خطاها
وبتوب والطبع غالب
وحين نبحث عن أكثر البحور المستخدمة في فن الواو نجدها في بحر المجتث المعروف عنه الطابع الطربي كقول أحمد بن عروس:
لابد من يوم معلوم
تترد فيه المظالم
أبيض على كل مظلوم
وأسود على كل ظالم
وتنقسم المربعات(فن الواو) إلى نوعين:
المربع المفتوح وهو المستخدم في غالبية شعر بيرم التونسي  وهو شعر سهل فهمه للعامة.
النوع الثاني المربع المغلق وهذا من الصعب فهمه إلا للعالمين بأسرار اللهجة الصعيدية وفي غالبية أشعار الواو تجد فيها تأصيلاً لأعراف الصعيد وأخلاقياته ومنها قول الشاعر:
مسكين من يطبخ الفاس
ويريد مرق من حديده
مسكين من يعاشر الناس
ويريد من لا يريده
الفاس: الفأس, مرق: حساء.
كما استخدم شعراء العامية الواو في الشعر السياسي كقوله:
حارب ماتخشاش ميته
موت الفراش مش بطولة
تتحرر القدس ميته
والكل واقف بطوله
ما تخشاش:لا تخاف, ميته: ميتة,  ميته: متى,    بطوله: وحيداً.
لقد عبر فن الواو عن الصعيد وعادات أهله خير تعبير وتلك من أسباب بقائه إلى الآن  وأترك القارئ مع ختام المقال:
النصر هيهل لمه
نمحي الوهن م القلوب
ونلم بعضنا لمه
ونعدل المقلوب
لمه: عندما, نلم: نجمع, لمه: مجموعة.

التسميات:

د.علاء الدين رمضان عن فن الواو في المجلة العربية


ما لم يقل في فن الواو

د. علاء الدين رمضان - مصر  

النشر الورقي : المجلة العربية، مايو 2010

فن الواو الصعيدي موضوع شائق كتبه الأستاذ محمد عرفة توفيق، في المجلة العربية، بالعدد(400)، جمادى الأولى 1431هـ - مايو 2010م ؛ عرف فيه القارئَ بفن قولي استطاع أن يتجاوز  

فن الواو الصعيدي  موضوع شائق كتبه الأستاذ محمد عرفة توفيق، في المجلة العربية، بالعدد(400)، جمادى الأولى 1431هـ - مايو 2010م ؛ عرف فيه القارئَ بفن قولي استطاع أن يتجاوز حدوده البيئية الإقليمية الضيقة إلى آفاق أرحب؛ وهو من الفنون التي يجب التوقف إلى آلياتها وأساليب نتاجها، وقد سبق لي عقد مقارنة بين فن الهايكو الياباني وهذه الفنون الصعيدية، في كتابي مقدمة في الشعر الياباني، الذي نشرته المجلة العربية في كتيبها الشهري (شوال 1428هـ) .
وقد أثلج صدري، ما لمسته من محبة يلقى الكاتبُ بها موضوعَه، غير أنني توقفت إلى أمور أردت التنبيه عليها استكمالاً لجماليات تلك اللوحة الحميمة التي رسمها لنا؛ وإنها لجولة مشوقة، وبخاصة لأن الفنونَ القولية حاضرةٌ بقوةٍ تصحبُ معها أطيافاً من فيوضاتها، وذكرياتٍ من تاريخها العريق، الممتدِ الموغلِ في هذه البقعة من صعيد مصر، جذراً ونشأة وتكويناً؛ وقد حَضَرَتْ هذه النماذج في جغرافيتها بذاتها ولذاتها، لكنها كانت كالإصبع التي تشير إلى ألوان أخرى، هي المدد الحقيقي للذاكرة الشعبية في الصعيد؛ ومنها: الموال والنميم والمسدار والحاردلو ونعناع الجنينة .. وغيرها، فلنا في هذه الفنون نصيب كنصيبنا من الأُوَلِ؛ فعلى الرغم من فوضى الاندياح اللهجي التي خلقها الإعلام؛ إلا أن تلك الفنون ظلت قويةً بلهجتها تصارع كل ما يحدق بها من خطب وما يترصدها من رماح، وبخاصة بعد أن ضرب بعض الشعراء الصغار في مخزونهم بسهمِ غير الممارس، وبيد مرتعشة مهتزة؛ فقيض الله لهذه الفنون شعراء آخرين أرسخ قدماً في لهجاتهم وأقوى يداً وأعرك شكيمة، فنظموا منها المثال الأوفى والنص الذي يقف إلى جانب منبعه الموروث بفخر التواصل وعزة الاتصال، ومن هؤلاء في قنا من الأجيال التي كتبت الواو بعد أن كان شفهياً موروثاً الحاج محمد خربوش وعبد الستار سليم، ثم من الأجيال الأحدث عبد الناصر أبوبكر وخالد الطاهر .
والسمة التعبيرية الأجلى لهذه الفنون القولية تتمثل في كون تعبيراتها مقتضبة مكثفة بارعة في اختزال المضامين، ودمج الرؤى والتصورات والأفكار في صياغة مكتنـزة ذات عمق وقوة وبراعة في التصوير وإحكام في صوغ الدلالة والتعبير عنها بوساطة سياق مزدوج نصفه الأول يُسمى فرشاً وهو القضية الرئيسة التي يطرحها المربع أو العدودة أو الموال والنصف الآخر يسمى غطاء وهو معالجة منطقية لهذه القضية عدا أن الموال يردف ذلك بـطاقية هي خلاصة الهدف التعبيري أو الناتج الدلالي له .
أما بنية مربع الواو فتتكون من أربعة أغصان تُمَثِّلُ جداولَ دلالية أساسية، وتُعرف عند أهل هذا الفن بمصطلحات هي: العتبة ( وقافيتها أ ) والطرح (وقافيته ب ) ثم الشدَّة (وقافيتها أ) والصيد (وقافيته ب)؛ ونلاحظ أن التشكيل الرباعي للواو يشتمل على زوجين من المصطلحات المؤنثة (العتبة والشدة )، وهما يقابلان العروض في الشعر وهي مؤنثة أيضاً، ثم زوجين من المصطلحات المذكرة ( الطرح والصيد)، وهما يقابلان الضرب في الشعر وهو مذكر .
وينقسم الواو، بحسب قافيته، إلى مسوجر ( المُسَكَّر = المغلق بإحكام ) ومقفول وموارب ومفتوح، والأصل من بين تلك الأنواع في قافية الواو أن تقوم تلك القافية على التجنيس المعمى، أي أن الأصل في الواو هو المسوجر، الذي أغلق رتاجه، على خلاف المقفول دون إحكام الرتاج؛ حيث يستظهر الشاعر المسوجر عند أداء الدور سواء باستخدام التقسيم الصوتي للنطق بالكلمة على نحو مُوَضِّح أو بالتصريح بمفتاح فكّ الجناس .
أما من حيث التركيب الموسيقي، فالوزن العروضي للواو ثابت؛ إذ يُصاغ على أوزان البحر المجتث ( مستفع لن /ه/ه/ _ /ه ؛ فاعلاتن /ه//ه/ه )، وهو الوزن الوحيد له، وللأسف فإن جل مربعات الواو الجديدة تنكرت للمجتث وهربت غالباً بتفعيلته الأولى ( مستفعلن /ه/ه//ه ) إلى ( متفاعلن ///ه//ه )، وهو غير جائز في المجتث، إذ به يُخرج شاعر الواو الجديد فنه من حظيرة الواو إلى عراء المربعات .
وللواو أيضاً تركيب دلالي شبه ثابت، حيث ينقسم مربعه إلى جزأين رئيسين؛ أولهما يحمل دلالة أشبه بالقاعدة، يصوغه الشاعر في البيتين الأولين، أما القسم الآخر فيحمل دلالة مقارنة تستمد وجودها وفاعليتها من القاعدة الأولى التي أرساها الشاعر في القسم الأول من المربع، ثم يتم الدلالة أو المقارنة في القسم الآخر الذي يصوغه الشاعر في البيتين الأخيرين من المربع .
وإذا تأملنا قوافي المربع الكتابي سنلمس من قريب نيران قضية كبرى يُخَلِّقها الاحتكاك العنيف بين الشفاهة والكتابة، إذ يسوق الشاعر في واوه المكتوب لفظين مستغلقين شفاهة مكشوفين مفتوحين كتابة؛ لذ أرى أنه قد يصل الحد مع المسوجر والمقفول لحد الشرط الملزم في الواوات الكتابية لأن الكتابة نفسها لديها القدرة على فك مغاليق التجنيس، ومثل ذلك قول علي النابي مخاطباً قُلَّةً شربت منها محبوبته :
خَايِفْ أَقُولُّو يَقُولْ لا
وِالقَلْبِ مَرْعُوبْ وِخَايِفْ
ابْقِي قُولِيـ  ـلا يَا قُلَّه
حين تُورِدِي عَ الشَّفَايِفْ
فالجناس بين ( يَقُول لا ) وبين ( قُُولّة ) جناس مغلق سماعاً لكن الكتابة تفك شفرته، لذا أجدني متمسكاً بشرط التجنيس التام مع التجوز في الناقص .
لكن منه ما لا يفكه تدوين وإنما يحتاج إلى تأمل وإعمال فكر، وهو مقصودنا من المسوجر الذي ندعو إليه، ومن تراث الواو:
كلامك زين وعاجبني
وع اللي اتْبِلا مَا تْلُومَاشِي
دا شَيّ مَكْتُوب عَا - جِبْنِي
واللي يعمله المَوْلى مَاشِي
فلفظة ( عاجبني ) الأولى بمعنى يستميلني أو يستهويني، والأخرى (عا - جبني ) بمعنى (على الجبين)، ومن الواضح أن الكتابة لا دور لها هنا في فك مغاليق التجنيس، لأنه تغليق صوتي وربما أكون بذلك قد وجدتُ الفارق بين الواو المسوجر والمقفول في الواو الكتابية .
وقد أخلص المجيدون من الشعراء لفنهم فأقاموا حدوده ورعوا تقاليده وأصوله فاستهلوا وختموا مربعاتهم بالصلاة على الرسول (صلى الله عليه وسلم) وأمروا المتلقين بذلك، ثم ثنوا بالشوق إليه ثم أمروا بالصلاة عليه مرة أخرى، وأنا مع عنايتي بأهمية اتباع التقاليد الشفاهية في الفنون القولية في البدء بالصلاة على الرسول (صلى الله عليه وسلم)، وغير ذلك من التقاليد، وأنا في الواقع أعتقد أن الرغبة في الاستئناس بالإيمان في مواجهة الزمن هي الدافع الأول من وراء هذا التقليد، كما أشير إلى أن المحافظة على تلك الفنون من تسرب العناصر المحدثة دون تقعيد علمي صحيح لمتطلباتها؛ وأنا مع ذلك لا أعد في الوقت نفسه، كثيراً من هذه الاستهلالات من فن الواو في شيء.
وقد سبق لي أن وضعت دراسة بعنوان (الصراع بين الشفهية والكتابية في فن الواو المكتوب ) اجتهدت في رصد عدد من النقاط التي تمثل ميداناً للصراع بين الكتابية والشفهية من خلال دراسة نماذج من فن الواو المكتوب؛ منها الصراع الصوتي حيث تعد الكتابة بعامة عملية انتقال من الصورة الصوتية إلى الصورة الجرامافولوجية، وهو ما يعد نكوصاً من جانب وتطوراً من جانب آخر؛ ومنها الارتجال إذ يعد الحفظ من الأمور المهمة للشاعر القولي، غير أن الكتابية أقصت فكرة الارتجال، التي كانت شائعة لدى شعراء الواو .
وثالث هذه النقاط : الطبع والصنعة؛ الطبع الفطري للشفهية في مقابل الصنعة المتكلفة للكتابية، أو ما يمكن التعبير عنه بالخروج من سيولة الأداء الفطري والنظم العفوي إلى جهد الصنعة ومشقة التتميم، أما النقطة الرابعة فهي التطور الاجتماعي وشفهية الإعلام وأثرهما في الشعر المكتوب، ثم خامساً الوزن العروضي، إذ إن لثبات وزن الواو العروضي دوراً مهماً في تخليق المعجم الخاص بالواو الشفهي، لأنه لا محالة سينطوي على صيغ جاهزة يمكن الاستعانة بها في تخليق واوات جديدة شفهية أو كتابية.
وسادساً استخدام الواو الكتابي للعنونة، التي قد تؤثر على لفظ (وقال) التي سمي الواو بها واواً؛ لكن الواو الشفهي يمتلك بنيات نمطية كبرى أشد اتساعاً من العنوان الضيق، مثل ( المحاسة )، و( الحرمات )، و(المحاسة) نمط من الواوات يتحسس المشكلات الإنسانية والاجتماعية الكبرى، أما (الحرمات ) فهي مجموعة من الموضوعات التي تعالج قضايا ذات حرمة اجتماعية أو قبلية أو كل ما له علاقة بالمحارم والحرمات؛ ويمكن أن تنضم تلك الموضوعات إلى الواو الأحمر أو ينضم هو إليها لأنه المَعْنِيّ بهذا اللون من الموضوعات.
وقد تراجعت هذه الفنون على الرغم من الجهود المهمة والمميزة التي تجتهد في سبيل الحفاظ عليها تراثاً ونتاجها فناً، وهنا أجدني أود أن أطرح تساؤلاً: لماذا لا نقر بوجود شعر شعبي يجب أن يكون له دور في الحياة الكتابية، وأن نُخَلِّق له شعراء يرفعون راياته كما فعلت اليابان مع الهايكو الذي ساد ثقافات العالم اليوم .

التسميات:

حوار عبدالستار سليم حول فن الواو

أخبار نقادة

عثرنا على هذا الحوار على شبكة الإنترنت حول فن الواو ننشر نصه بالحرف خصوصاً وأن الموقع المسمى الحوار لم يعد متاحاً على شبكة الإنترنت عنون الموقع الحوار بعنوان صدامي هجومي لشباب شعراء فن الواو .. دعونا نسترجع هذا الحوار الهام ...


حوار عبدالستار سليم لـ "الحوار "حول فن الواو  "شعراء الجيل الجديد يقلدون فن الواو بسطحية فجة تعّرّي  


نشر في الحوار يوم 18 - 11 - 2008صدر للشاعر الشعبي المصري أو ''القوال''، كما يحب أن يسمي نفسه، عبد الستار سليم، الجزء الثاني من مجموعته الشعرية العامية في ''فن الواو'' . عن هذا الإصدار الجديد وعن مكتنزات فن الواو الذي شاع استخدامه في الصعيد المصري منذ القدم ومازال إلى يومنا هذا حيث توارثته الأجيال في شكل امثال وحكم يومية، يحدثنا عبد الستار في هذا الحوار. صدر لك مؤخرا الجزء الثاني من مربعات ''فن الواو'' هلا عرفتنا أكثر عن هذا الفن؟ 



- ''الواو''.. فن شعرى شعبي ولد وتربى وترعرع وانتشر في صعيد مصر، فى فترة زمنية سابقة، وهو فن قولي ( شفاهي ) أي غير مدون، ولكن تحفظه صدور رواته ومحبيه من أهل الصعيد، وهو شعر مقطّعات، يتكون من فقرات مستقلة عن بعضها، فليس ضروريا أن ترتبط الفقرة بالفقرة السابقة لها أو التالية لها، وكل فقرة عبارة عن بيتين شعريين على نسق موسيقي خاص لبحر شعري يسمى مجزوء بحر المجتث، تفعيلاته العروضية هي ( مستفعلن فاعلاتن .. مستفعلن فاعلاتن) أي أن المقطوعة تتكون من أربعة شطرات ( الشطرة هي مصراع البيت الشعري) وهذا البناء الشكلي يطلق عليه نظام ( التربيع )، ولذا فإن الفقرة الواحدة يطلق عليها المربع أو نظام الشطرات الأربع والمربع هو وحدة القصيدة الواوية، مثلما كان البيت هو وحدة القصيدة الكلاسيكية، وهذه الشطرات الأربع بقافيتين، قافية لصدور الأبيات، وقافية أخرى لأعجازها، أي تتحد في حالات نادرة قافية الشطرة الأولى من البيت الأول مع قافية الشطرة الأولى من البيت الثاني، وتتفق قافية الشطرة الثانية من البيت الأول مع قافية الشطرة الثانية من البيت الثاني، والقوافي تتحلَّى بالجناس اللغوي في أغلبها، وهو ما يعني تسهيل عملية فك شفرة القوافي, مثلما في المربع الذي يقول:مالُه الهَوى زاد وَسْمِى

مِْن يوم بعادهم بدا . . لى
سمَّت ولْدها على اسْمِى
خايف تحبُّه بََدالى
وكيف تتم عملية فك شفرة القوافي هذه؟
- لفكّ شفرة القوافي هنا يلزم على المتلقي أن يكون ذا دربة ومران على التوحّد مع هذا الفن القولي، وكذلك يكون متمِّرسا على استيعاب المفردات التي تدور حولها جناسات القوافي، خصوصاً وأن هذا الفن ليس مكتوباً، ولكنه يُسمَع فقط من قائله، وهنا المشكلة .. إذ الكتابة الصحيحة لتقطيع القوافي قد تحلّ جزءاً من هذه المشكلة .. ففي المربع السابق نجد أن الشطرتين الأولى والثالثة تتفقان في اللفظة '' أسال مان ''، ولكن معناها في الشطرة الأولى هو '' أسأل مين؟ '' ومعناها في الشطرة الثالثة '' أسال مَنّ '' والمَنّ بفتح الميم هو الصقيع الذى يضّر بالمزروعات في فصل الشتاء، وهذا يعني أن الجناس هنا استلزم تحوير بعض الكلمات وذلك للوصول إلى صياغة جناسات القوافي.. وهذه الظاهرة ظاهرة الجناس تُعدّ مظهراً من مظاهر الفنون الشعرية غير المُعَربة، فالناظم يعطي الجناس أهمية كبرى قبل المعنى، لذلك في فن ''الواو '' أول ما يلفت النظر ويطرق السمع من المربع هو موسيقى قوافيه التي تظهر وتُسمع من التقفية المزدوجة للأشطر ( وليس تقفية نهايات الأبيات فقط كما هو متبع فى القصيدة التقليدية الموروثة في الشعر القريض)، فالتقفية هنا لصدور الأبيات معاً، ولأعجاز الأبيات معاً، ويأتي ذلك عند الشاعر المتمكن سلسالاً منساباً بسيطاً ناصعاً خالياً من المفردات الدخيلة، أو الضعيفة، أو القوافي المقحمة، وتلك هي عبقرية هذا الفن ذي الأسلوب الأخاذ صياغة وألفاظا وتراكيب ..
أين يكمن الفرق بين فن الواو والقصيدة التقليدية؟
- فن '' الواو '' لا يستخدم التصريع في البيت الاستهلالي كما هو الحال في القصيدة التقليدية، ولا يستخدم شكل المزدوج في التقفية والذي منه ألفية ابن مالك، ومطّولة أبي العتاهية المسمّاة بذات الأمثال .. ونظراً لاستخدام الجناس (التام أو الناقص) فيجب الاحتراس من الوقوع فيما يسمِّيه علماء العروض ب''الإيطاء'' وهو اتفاق كلمتي القافية لفظاً ومعنى، وذلك ورد في المربع الذي يقول:
والله الدراهم ع تِنْفَع وتجيب بِلّ وغَنِيمَة
والصاحب اللى ما ينفع البُعد عنُّه غَنِيمَة
فهنا كلمتا '' تنفع '' و'' ينفع '' لهما نفس المعنى وهو '' الإفادة '' أما '' غنيمة '' الأولى فهى بمعنى '' غَنَم '' لأن قبلها كلمة '' بِلّ '' أي إبل، أما '' غنيمة '' الثانية فهي بمعنى '' غُنْم '' أي مكسب .
بما أن هذا الفن اشتهر كما سبق وأن ذكرت في منطقة الصعيد بمصر، من هم أبرز القوالين في فن الواو بهذه المنطقة؟
- بالفعل أهل الصعيد قد اشتهروا بفن '' الواو'' في مجالسهم ونواديهم وفي سهراتهم الليلية في المنادر، وحول الجرون على ضوء القمر، ( حيث حفظ لنا التاريخ أسماء عديد من الشعراء قوالين فن '' الواو '' من أمثال على النابي وزوجته، وحسين زوط، وحسن الفرشوطي، وأحمد القوصي، وحسن القفطي، وحسين الحكيم وغيرهم ) وكلهم من أهالى صعيد مصر في قنا. وفضلاً عن الشاعر '' ابن عروس '' الرائد الحقيقى لهذا الفن، فإن هناك من غير الجنوبيين من نظم من هذا الفن، مثل بيرم التونسى، وأبو فراج الاسكندرني، ولكن بيرم اعتمد على الجرس الموسيقي وهذا يُعدّ عيباً في تقفية فن '' الواو ''، أما أبو فراج فلم يبذل الجهد المطلوب، ولم يعمل الفكر الفني، والتقنية اللازمة لصياغة مربع محكم البناء، وجزل اللفظ، إذ لابد لفن '' الواو '' من أن يصاغ في لغة بسيطة لكنها عميقة.. وهي لذلك توحي بالسهولة، فكثيراً ما نجد تقليداً لهذا الفن العريق، لكن بسطحية فَجّة، وبكلمات مباشرة، أقرب إلى النثر العادي بعد تجريده من كل ما يتصل بحياة اللفظ المعيش، فتخرج التجارب ضحلة، تعِّري الموضوع من كل شاعرية، وتحوله إلى عمل أعجف، يفتقر للفن والفكر والجمال .. والمثالان السابقان بوضعهما الحالي لا يُنقصان من قدر شاعريْهما، بقدر ما يدلاّن على عدم الاهتمام بالصياغة، حيث نتج عن ذلك عدم اتفاق القوافي في صدور الأبيات في كليهما.. فهناك إذن عقبة لغوية، لأن المربع يعتمد على لعبة الجناس في التقفية .. ولا يكون الشاعر مجيداً في هذا الفن إلا إذا توفّرت لديه كثير من تقنيات الكتابة.
وماذا عن الأغراض الشعرية التي يعتمدها فن الواو؟
- يتناول فن '' الواو '' غرضاً هاماً من الأغراض الشعرية المعروفة، ألا وهو الشكوى من الزمان وغدر الخلان، كما يركّز على الحكمة، ولذلك تتردد حِكَم وأشعار فن '' الواو ''على ألسنة البسطاء ( الذين حفظوا لنا هذا التراث، دون وجود وسائل حفظ تقنية إلا الصدور والذاكرة ) وعلى الرغم من وضوح المعاني التي تتضمنها الأشعار، فقد استمدت تلك الأشعار جاذبيتها ومقومات خلودها من صياغتها الشعرية، من حيث المفردة، وتركيبة الجملة، وصرامة الصياغة (الوزن الموسيقي والقوافي)، وكما هو معروف عن الفن عموماً وفن القول خصوصاً، أنه كثيراً ما يلجأ إلى التورية والكلام غير المباشر، حتى يستطيع الإفلات من الرقابة الصارمة، عندما يكون الفن منحازاً للجماهير ضد سيوف الحكام، كما حدث لفن ''الواو '' في عصر المماليك والأتراك المستبد الغاشم.. لذلك تعتمد طريقة التعبير القولي في فن ''الواو '' على التداخل الصوتي من حيث التقطيع والاتصال الذي يحافظ على القوافي المنطوقة لا المكتوبة .. ومن فضل القول أن نشير إلى أنه من الثابت أن سكان قرى جنوب مصر، لغتهم اليومية مليئة بالتعابير مكثفة المعاني، والمحمّلة بأبعد من ألفاظها, وتلك هي اللغة الشاعرة .
نفهم من قولك أن فن الواو أصبح يوظف كمضرب للأمثال والحكم؟
- صحيح بعض المربعات صارت كالمثل السائر، أي صارت ''مضرب الأمثال ''، ليس لأنها تبنّت مفاهيم بسطاء أهل الريف المصري الجنوبي فحسب، بل ربما لأنها لجأت إلى جانب ذلك إلى استخدام الشكل البسيط المحكم الذي ابتعد في كثير من الأحايين عن جماليات الشعر العربي في بديعها وبيانها، واستخدام '' القفشة '' الشعبية إذا صح هذا التعبير والمبالغة، والتكرار الجمالي، والتورية، والمقابلة، وقلب الحروف كلعبة قولية شعبية، ففى المربع الذي يقول:
عيب الّدهب فصّ ونحاس
وعيب الخيول الحَرانة
وعيب القبيلة مِن الّراس
وعيب الفَتَى مِن لِسانا
هنا كل شطر يصلح مثلاً سائراً .. فضلاً عن العناية بالوزن الشعري المحكم، والقافية المتقنة، التي تمثلت - هنا في كلمتي '' الحرانة '' و'' لسانا ''( يقصد لسانه ).. وكذلك يتميز هذا الفن بقِصَر الجملة، وعمق المعنى، والمشاركة الوجدانية بين الشاعر والمتلقي. ونظراً لأن قالب فن '' الواو '' هو قالب قولي محدّد الهويّة، صارم الملامح، سهل التناول في الحفظ وكلها خصائص جنوبية بحته ، فقد استطاع أن يستوعب القَصّ الملحمي، كما كما يجب ألا يدور بخلَد أحد أن ما لاحظناه في السيرة الهلالية صعيدية الصياغة نظام '' التربيع '' بالضرورة يعطي فن ''الواو''، فمثلاً حينما قال أمير الشعراء أحمد شوقي:
الفجْر شقْشق وفاض
على رياض الخميلة
لمَح كلمْح البياض
من العيون الكحيلة
فالتربيع هنا لم يعط فن '' الواو ''، برغم اتفاق قافيتي الشطرتين الأولى والثالثة، والثانية والرابعة، في الشكل التربيعي السابق ..
وأحمد شوقي لم يكن يقصد كتابة فن ''الواو '' ولا اختار له تعبيراته المناسبة ولا ألفاظه الموحية، ولا لهذا التربيع طعم ''الواو''، ولكن أحمد شوقي كان يكتب مجرد '' الزجل ''.
إذن برأيك هناك فرق شاسع بين فن الواو والفن التربيعي؟
- صحيح ليس كل شكل ''تربيعي'' هو فن ''واو''، لكن يمكن القول إن كل فن ''واو'' هو فن ''تربيعي''.
 



 

التسميات: