25‏/05‏/2016

أخبار نقادة |جامعة للسياحة والحضارة بالأقصر



بقلم / د. محمود سيد على
الأقصر (طيبة) عاصمة مصر في عصر الفراعنة، مخزن الحضارة المصرية القديمة، سماها العرب الأقصر لما تحتويه من قصور الفراعنة، أهم المدن السياحية والأثرية في عالم اليوم.
والأقصر نموذج لمصر الدولة، المتحف المفتوح، تستحق نظرة متأنية ودراسة واعية لإنشاء جامعة عالمية، تعيد الأقصر عاصمة ثالثة لمصر بعد القاهرة والإسكندرية، فمحافظتا الأقصر والبحر الأحمر يمكنهما معًا إيجاد نفس العلاقة والشبه الموجود حاليا بين القاهرة والإسكندرية (عواصم الشمال).
فالأقصر والبحر الأحمر هما (عواصم الجنوب) نفس الشبه فهناك في الشمال ساحل البحر المتوسط، وهنا في الجنوب ساحل البحر الأحمر، فقط نحتاج إلى خط سكك حديدية يربط العاصمتين الجنوبيتين، حيث يمكن أن نوجد نفس الروابط الاجتماعية والاقتصادية، وحتى العاطفية التي توجد بين القاهرة والإسكندرية، وننقلها إلى الجنوب بين الأقصر والبحر الأحمر؛ مما يجعلهما نموذجًا فريدًا من حيث المكان والزمان.
إنها فرصة يجب علينا ألا نضيعها، ونطلبها ونرجوها من السيد الرئيس عبدالفتاح السيسي؛ لإنشاء وإيجاد جامعة حكومية ذات طابع خاص، جامعة للحضارة القديمة والحديثة، تكون موطنًا لأكبر كلية للآثار والمصريات في العالم، جاذبة للباحثين والطلاب الدوليين، جامعة تمثل منتجًا سياحيًا جديدًا، جامعة لشعب مصر غير إقليمية، تضم كل الثقافات المصرية من أسوان إلى الإسكندرية، ومن سيناء إلى حلايب وشلاتين، جامعة للسياحة الداخلية والخارجية، جامعة لأحدث علوم الاستدامة والبيئة والطاقة الشمسية، والهندسة الحديثة، جامعة المراكز الطبية الحديثة، جامعة للفنون والموسيقى، والشعر، نريدها جامعة للانطلاق بصعيد مصر نحو تنمية شاملة مستدامة وحضرية، جاذبة للسكان من الشمال، قبلة للطلاب والباحثين الدوليين.
جامعة تقودنا نحو إنشاء تجمع (عمراني – صناعي - سياحي – زراعي) في صعيد مصر يشبه العلاقة القائمة الآن بين القاهرة والإسكندرية خصوصًا من حيث كثافة وتمركز وتنقل وجذب السكان؟... نعم يمكن ذلك، يمكن عن طريق إعادة إحياء وبناء طيبة الكبرى على وزن القاهرة الكبرى لتكون قاهرة الصعيد؛ لتشمل الأقصر الحالية، وتمتد نحو مدينة طيبة الجديدة إلى الأراضي الواسعة والمسطحة بالصحراء الشرقية مع ربطها بساحل البحر الأحمر عند مدينة سفاجا، ثم شمالا نحو الغردقة، وجنوبا نحو مرسى علم؛ لتكون إسكندرية الصعيد مرورًا بمحافظة قنا ومدينتها الجديدة. 
والسؤال... هل الإمكانات الموجودة تدل على إمكان عمل هذا الربط؟ دون شك ومن الظاهر أن كل الإمكانات تدل على وجود عوامل ومميزات ربما أكثر من الموجودة في علاقة القاهرة بالإسكندرية ومنها: 
من حيث الزمان فالمسافة بين الأقصر ومدينتها طيبة (قاهرة الصعيد) وساحل البحر الأحمر من الغردقة شمالًا، ومرسى علم جنوبًا مرورًا بمدينة القصير (إسكندرية الصعيد) أقل من 200 كيلو متر مقارنة بالمسافة بين القاهرة والإسكندرية 225.
إذن يمكن أن نوجد علاقة الزمان؛ وذلك بإنشاء خط قطار سكة حديد حديث ومتعدد الأغراض للأنشطة العمرانية والسياحية والصناعية والتجارية؛ ليبدأ من الأقصر مرورًا بالمطار الدولي ومدينة طيبة لتعمير هذه المنطقة، وإزالة العشوائيات بها، ثم إلى مدينة قنا الجديدة لتنميتها، حتى يصل هذا القطار إلى ساحل البحر الأحمر عند مدينة سفاجا؛ ليمتد هناك بين مدن البحر الأحمر من الغردقة شمالًا، وحتى مرسى على جنوبًا، حيث يتم ربط السياحة الترفيهية بالسياحة الثقافية وبينهم سياحة الصحراء. 
نعود مرة أخرى وحتى لا ننسى جامعة الأقصر، نتمنى أن يكون لها تصميم فريد يبدأ الآن لتولد الجامعة غدًا كبيرة وعريقة، ولتأخذ شكلًا وفكرًا وتصميمًا كأفضل الجامعات المتقدمة في أوروبا وأمريكا، لتكون مفتاح ومنارة التنمية لصعيد مصر.

أن تكون مبانى ومنشآت الجامعة ذات طراز وتصميم معمارى فريد متميز لتربط بين حضارة وعمارة الماضي الفرعوني، وجمال وعمارة أجمل جامعات العالم، مناظر طبيعية خلابة بين مباني كلياتها ومراكزها العلمية ومعاهدها الطبية ومتحفها وغيرها من المبانى.
جامعة تكون مصدرًا لتنوع وزيادة السياحة، جامعة عالمية للفنون والموسيقى وتنظيم الفعاليات والمؤتمرات والأحداث المختلفة.

جامعة الأقصر بشكل عالمي من حيث التصميم، شعارها المقترح طريق الكباش مع واجهة معبد الكرنك ووجهة معبد الأقصر، مباني فرعونية وأوروبية، مساحات خضراء أمام كل مبنى، نقل تصاميم من جامعات عالمية، مراعاة تنسيق الكليات بالنسبة إلى بعضها بعضًا، محطة للقطار السريع، حول الجامعة مجموعة من الأحياء الأوروبية التصميم.
نتمنى أن تكون أكبر جامعة من حيث المراكز والمعاهد العلمية والطبية والهندسية، جامعة تأخذ نصيبها من المدن التكنولوجية التي يدعو الرئيس عبدالفتاح السيسي لإنشائها مع عدد من المصانع المتخصصة في تكنولوجيا المعلومات، مثل الحاسبات وأجهزة الموبايل وصناعة الذهب القريب في منجم السكري، والمثلث الذهبي للتنمية.
تحويل جامعة الأقصر المستقبلية إلى مركز إقليمي لصناعة الطب عن طريق الدعوة إلى إنشاء مستشفيات استثمارية عالمية، وذلك في إطار القانون المزمع صدروه، والذي سيسمح للجامعات بإنشاء أنشطه استثمارية تابعة لها. 
جامعة تؤدي إلى السير في عملية لإعادة تخطيط وتطوير منطقة المطار حتى مدينة طيبة، وذلك بإزالة العشوائيات الواقعة بين مدينة الأقصر التاريخية، ومدينة طيبة الحديثة مع إنشاء الطرق الحديثة وإنشاء تجمعات سكنية وخدمية وتجارية في المسافة بين الأقصر ومدينة طيبة.
تخصيص مساحات من الأراضي تخصص لإقامة تجمعات سكنية وتجارية وصناعية على نمط ونموذج الدول المتقدمة (ألمانيا – فرنسا – الصين...) بحيث يتم دعوة هذه الدول للاستثمار مع الحوافز اللازمة.
لا شك أن هذه الفكرة تحتاج إلى تخطيط واع ومستنير، الأمر الذي يدعونا إلى طرح فكرة الدعوة إلى مؤتمر عالمي لعلماء مصر في الداخل والخارج والمصممين وكل المهتمين، وكل غيور على مستقبل مصر للحضور إلى الأقصر في ضيافة ودعوة السيد محافظ الأقصر، والأستاذ الدكتور عباس منصور رئيس جامعة جنوب الوادي، والأستاذ الدكتور صالح عبدالمعطي عميد كلية السياحة بالأقصر ومؤسس كلية الفنون الجميلة والمسئول الأكثر اهتمامًا بموضوع جامعة الأقصر.

Mahmoud_sayed101074@yahoo.com

التسميات:

0 تعليقات:

إرسال تعليق

شاركنا برأيك

الاشتراك في تعليقات الرسالة [Atom]

<< الصفحة الرئيسية