18‏/11‏/2016

أخطاء شائعة في الكتابة

نتيجة بحث الصور عن أخطاء لغوية شائعة
بقلم / د. أحمد عبدالكريم
باحث لغوي
أخطاء كثيرة يقع فيها الكتاب والصحفيون، وجهابذة الفكر ورجالاته، حتى لا نجد مطبوعة تخلو من خطأ، في كتابة الكلمات ورسمها، وليس هذا بالأمر الهين فقد يصير الخطأ في الكتابة مشكلة تؤرق أسرة أو مجتمعا، حين يصدم أحد الأبناء بوجود خطأ في اسمه، وفي هذه الأسطر سنلقي الضوء على بعض الأخطاء في الكتابة يقع فيها بعض الكتاب من أبناء العربية.
الهمزة
من الأخطاء المتكررة الخلط بين همزتي الوصل والقطع، ومن أمثلة ذلك كتابتهم: «أستخدمت، وإستغلت، وإتقوا، وإقتحموا، وأنظروا،...» فإقحام الهمزة في هذه الكلمات خطأ واضح، والصواب بدون الهمزة؛ لأنها همزة وصل، لكن ما الفرق بين الهمزتين، وماذا تعني همزة الوصل؟
همزة الوصل همزة يتوصل بها إلى النطق بالحرف الساكن، وهي تظهر في النطق حين نبدأ بنطق الكلمة التي وقعت الهمزة في أولها، وتختفي من النطق حين تقع هذه الكلمة في وسط الكلام، فتظهر حين تقول: «امرأة»، ولا تظهر حين تقول: «هذه امرأة» بوصل الكلمتين في النطق، ولها مواضع حددها اللغويون هي:
أ- في أمر الثلاثي، وهي تكون مضمومة، إذا كانت عين الفعل مضمومة، وتكون مكسورة في غير ذلك مثل: اكتب، اخرج، ادخل، انصر، ومن المكسورة: انزل، امنح، اذهب، افهم، امنع، اركع، انصح.
ب- في أول الخماسي ماضيا، وأمرا، ومصدرا، وتكون دائما مكسورة مثل: اعترف، انكسر، انفطر، اخضر، احترم، اتحد، اشترك، انتظر، احترس، افترض، اقترض، اشترط.
ج- في أول السداسي ماضيا، وأمرا، ومصدرا، وتكون دائما مكسورة مثل: استكبر، اخشوشن، استنكر، استخدم، استخرج، واستقلال، استقبال، استدلال، استحسان، استيعاب...
د- وفي عشرة أسماء مسموعة هي: اسم، است، ابن، ابنم، ابنة، امرؤ، امرأة، اثنان، اثنتان، وايم، وايمن المختصة بالقسم.
كما يخطئ بعضهم في كتابة الهمزة المتوسطة فيكتب: «وهذا الصرح تم إنشائه في...» فكيف جر ما حقه الرفع، حيث يجب رفع اللفظة «إنشاء» وكتابة همزتها على الواو لأنها متبوعة بضمير الغائب «هـ» وفي موقع الفاعل، وذلك لأن الهمزة المتوسطة لها مواضع ثلاثة، والحكم في تحديدها يعود إلى البنية أو التركيب، فمن حيث الموقعية، فإن اتصال الكلمة المنتهية بالهمزة المتطرفة بضمير، فإنها تختلف من حيث الرفع والنصب والجر، فحين الرفع تصير: إنشاؤه، وحين النصب: إنشاءه، وحين الجر: إنشائه. وهكذا تختلف مواضع الهمزات حسب تركيبها في بنية الجملة نحويا، أما من حيث البنية فقد حدد العلماء القواعد التي تحكم ذلك:
أ- فإذا سبقت الهمزة المتوسطة بحرف لين، ولو كانت الواو مشددة كما في بوءهم، فإنها تكتب على السطر، نحو: «تساءل، تفاءل، تضاءل، تواءم، سموءل»،، ويستثنى ثلاثة مواضع؛ نذكرها.
فإذا خالفت «الياء» والهمزة المكسورة هذه القاعدة، فإنها تكتب على ياء، نحو: «هيئة»، و«مسيئون»، و«في وضوئه»، فالهمزة المكسورة تكتب على ياء بكل حال، وكذلك المسبوقة بالياء، فإذا خالفت الياء والهمزة المكسورة القاعدة السابقة «حروف اللين»، فأتت بمثل الياء أو الكسرة، فتكتب على ياء هكذا «ئـ».
ب- كذلك إذا جاءت الهمزة المضمومة بعد ألف كتبت على الواو، نحو: التفاؤل، التشاؤم، التضاؤل، التساؤل، وغيرها، والخلاصة: إذا سبقت الهمزة بحرف لين تكتب على السطر إلا في ثلاثة مواضع هى:
- إذا سبقت بياء فتكتب على ياء - إذا كانت الهمزة مكسورة فتكتب على ياء - إذا كانت الهمزة مضمومة وسبقت بألف فتكتب على واو.
ج- إذا لزم من كتابة الهمزة على الواو أو الألف توالي ثلاثة حروف من جنس واحد، كتبت على السطر كراهية التوالي، نحو: تبوءوا، ماءان، ياءان، واستثنيت الياء من القاعدة الماضية، فيجوز توالي الياءات مثل «شيئين».
د- إذا تطرفت الهمزة نظر إلى حركة ما قبلها لا إلى حركتها، فإن كان ما قبلها مضموما كتبت على واو نحو: التهيؤ. وقد جرى الخلف في مثل: «مسؤولة»، فأكثر المتقدمين يكتبها هكذا: «مسئولة»، ومثله: «مرءوس»، و«شئون»، وقد أقر مجمع اللغة العربية كتابتها على الواو هكذا «شؤون»، لأنها مضمومة وما قبلها مضموم، والمتقدمون كرهوا توالي الأمثال، وقد رخص أبوحيان النحوي باجتماع الواوين في غير رسم القرآن. وإن كان ما قبلها مفتوحا كتبت على ألف كـ: «نبأ، بدأ، لجأ، رفأ، وإن كان ما قبلها مكسورا كتبت على ياء نحو: شواطئ، مدافئ، مبادئ، ملاجئ» وإن كان ما قبلها ساكنا كتبت على السطر نحو «جزء، كفء، ضوء، رزء، فإن نصبت فضعها على ياء إن أمكن الاتصال بما قبلها ك: «شيئا، خِطْئا».
التنوين
كما يخطئ بعضهم في وضع تنوين النصب على ما آخره همزة بهذا الشكل «جزاءًا، مساءًا، سواءًا» من دون نظر إلى ما قبلها من حروف، ضاربين عرض الحائط بالقاعدة التي تحكم ذلك، فمن المعروف أن التنوين بالنصب يجلب ألفا فيكتب هكذا «ــًا» ويشذ عن هذه القاعدة ورود كلمة آخرها همزة مسبوقة بألف مثل «جزاءً، وعاءً، رداءً، لواءً، سماءً, عواءً، هواءً، وتوضع علامة التنوين على الهمزة فقط ولا يصحب هذا التنوينُ ألفًا، وذلك كراهية توالي ألفين. أما إن كانت الهمزة مسبوقة بأي حرف آخر غير الألف فيوضع تنوين النصب على الألف مثل: جزءًا، سوءًا، لجوءًا، نشوءًا، هدوءًا.
ولنا أن نذكر المواضع التي يأتي فيها التنوين بالفتح ولا تخلفه الألف، منها أن يكون آخر الكلمة ألفا، مثل: ملجأ، وهنا يكتب التنوين على الألف نحو: ملجأً، مخبأً، مرفأً، نبأً، وغيرها. كما يكتب التنوين على التاء المربوطة مثل: مدرسةً، جامعةً، حديقةً، مكتبةً، مسابقةً، ثقافةً، دولةً، وكذلك الأمر في الكلمات المنتهية بألف لينة، أو الاسم المقصور مثل: هدًى، سدًى، ضحًى، تقًى، رؤًى، صدًى، مستشفًى، وغيرها فإنه يكتب التنوين على ما قبل الألف اللينة « ًى» ولا يستلزم كتابة ألف أخرى.
التاء المربوطة والمفتوحة
يخطئ من لا يفرقون بين «التاء» المربوطة والمفتوحة، وإن كنا نعرف أن «التاء» المربوطة من الخصائص المرتبطة بالأسماء، على حين تختص «التاء» المفتوحة بالأفعال، وتأخذ عدة صيغ «تاء» الفاعل «تُ»، و«تاء» المخاطب المذكر «تَ» و«تاء» المخاطبة المؤنثة «تِ» و«تاء» التأنيث «تْ» نحو الفعل: كتب+ تُ، تَ، تِ، تْ، ولا يترك الأمر هنا مفتوحا فنجعل كل اسم آخره «تاء» مربوطة، فبالإضافة إلى كتابة «التاء» المفتوحة في الأفعال تكتب في الحروف مثل: ليت، وفي الأسماء بعد الحرف الساكن مثل: بنت، بيت، زيت، صوت، موت، وقد وضع علماء العربية الحلول لهذه المعضلة التي تصادف طلبة العلم، فهناك قاعدة لفظية مفيدة، تحدد كتابة تاء التأنيث، فإذا نطقت تاء التأنيث هاء في الوقف كتبت مربوطة، وإذا نطقت في الوقف تاء كتبت مفتوحة، -وتسمى مبسوطة- نحو «أبياتْ، أبياتٌ»، وإن كانت في الحالتين هاء فتكتب هاء نحو «فوهْ، فوهُ»، وإن كانت هاء في حالة الوقف؛ وتاء في حالة التحريك فتكتب تاء مربوطة نحو «ثمرةْ، ثمرةٌ».

ويتهاون بعضهم في وضع نقطتي التاء المربوطة، فتلتبس بـ «هاء» الضمير فيكتب مثلا: منه، وهبه، ونعمه، يريد: «منة، وهبة، ونعمة»، وقد يقع أحدهم في العكس، فيضع نقطتين على كل «هاء» فيلتبس الأمر أيضا بين دلالة الهاء والتاء، فيختل المعنى، فيكتب: علية، وإلية، وبلدة، يريد: عليه، وإليه، وبلده، وهكذا يبدو الفرق واضحا بين «الهاء» والتاء المربوطة، حيث تكون النقطتان قيمة خلافية بينهما، كالفرق بين «ابنه وابنة، وحديثه وحديثة، وتلميذه وتلميذة، وابنيه وأبنية».
الواو في آخر الكلمة
ومن الأخطاء التي يكثر ورودها حين يتبعون كل «واو» وردت في آخر الكلمة ألفا، فتكتب «يرجوا، ويهجوا» بهذا الشكل، من دون أن يكون لها هذا الموضع، فالألف تأتى إذا اتصلت واو الجماعة بالفعل كتبت بعده ألف، نحو: قالوا، يفعلوا، جاءوا، تسابقوا، تنافسوا، وتسمى «الألف الفارقة»؛ لأنها تفرق بين واو الجماعة وغيرها من الواوات التي إما أن تكون من أصل الكلمة كـ: «يدعو، يرجو، يسمو، يرنو، يعلو، يمحو، يربو، يزهو، يغدو، يشكو، يتلو، يجفو» أو علامة للرفع في جمع المذكر السالم والأسماء الستة حال الإضافة، حيث تحذف «النون» في جمع المذكر السالم، نحو: مشركو قريش، مهندسو البترول، معلمو الصبيان، محترفو الصيد، قصاصو الأثر، وكذا في الأسماء الستة كـ: أخو محمد، أبو علي، فو حسن، حمو أحمد.
كما يخطئ بعضهم حين يحتفظ بألف «ما» الاستفهامية المسبوقة بحرف من حروف الجر، كأن يكتب: لما، فيما، بما، علاما، إلاما، مما، عما» والصواب: «لم، فيم، بم، علام، إلام، مم، عم»؛ إذ إن القاعدة أنه عندما تسبق «ما» الاستفهامية بحرف جر يجب حذف الألف منها.
تلكم بعض النماذج التي عنت للباحث من مظاهر الخروج عن الصواب اللغوي من حيث كتابة بعض الكلمات ورسمها، والله من وراء القصد وهو يهدي السبيل.

التسميات: , ,

0 تعليقات:

إرسال تعليق

شاركنا برأيك

الاشتراك في تعليقات الرسالة [Atom]

<< الصفحة الرئيسية