الشيطان يعظ بقلم أ. محمد نصار
الشيطان يعظ !!
بقلم أ. محمد نصار
قد يتعجب البعض من العنوان ولكن ما نعانيه كل يوم فى حياتنا اليومية من تصرفات وسلوكيات بعض البشر قد فاق بكثير صفات الشيطان بل وتستطيع أن تجزم بأن الشيطان تتلمذ على يد هؤلاء الأشرار يوما ما.
ولهذا الصنف صفات وصفات يخدع بها فريسته ويقنع بها مؤيديه ويخوف بها أعداءه وهى صفات تربى عليها ونشأ بها فهو لا يدركها ولا يشعر بها ومهما وجهت إليه الاتهامات يتعجب بوصفه بها..
وأهم صفة لمثل هذا النوع "الخبيث" أنه يطوى بين ضلوعه نفس شريرة، تحب الشر وتعمل على نشره بكافة أنواع الطرق وتجده مؤيدًا للشر مؤيدًا للباطل ومصاحبًا للأشرار الذين ليس لهم دور سوى إيذاء المقهورين. و تجده على الجانب الآخر يكره الخير والأخيار ويقاتلهم ويطاردهم ويتفنن فى تسليط سلطته المزيفةلإضعافهم وإذلالهم .
و فى نفس الوقت لا يجلس مع أهل الخير ولا يجتمع مع مؤيدي الحق إلا إذا الزمته الأمور ودعته الحاجة. وهوايته المفضلة هي إسقاط النماذج الناجحة الأصيلة المشرفة التى دائمًا فى الصدارة والمقدمة ويشهد لها الجميع بذلك. وهو في صراعه و قتاله لهؤلاء ، لا يهدأ مطلقًا ولا يملّ ولا يستريح ولا يضجر. فهو دائما مشغول بجولاته ،يبحث فى كل يوم عن فريسة لكي ينقضّ عليها يبحث عن أخطاء ليستغلها و يستغل كل موقف كى يبرهن للعالم صدق نواياه وطهارة أفعاله.
ومن صفاته وأدواته وأساليبه الهامة أيضا الكذب والخداع والغش والتضليل وقلب الحقائق وتزييف الواقع، ليصل بذلك إلى غرضه ، لذلك لا يصح بل من السفاهة أن تصدق ما يقوله هذا الصنف من وعود ، أو حتى تقتنع بما يفعله من تصرفات ، والغباء بعينه حين تثق في مواقفه المزيفة.
يمكن له أن يستخدم الكذب والخداع فيما يقدمه من رؤى و وعود وأحلام كاذبة للفقراء. وما أكثر الأحلام الكاذبة التي يضل بها هؤلاء البسطاء والعامة الذين يحكمون على الأشياء بظواهرها وليس بجوهرها وليس لديهم الخبرة فى تفسير وتحليل هذه المواقف مثل هذة الشخصيات .
احيانا نتقبل للبسطاء الأعذار فقد يظهر لهم في هيئة الملاك، الناصح، الذي هو فى النهاية يرشدونه بطريقة وإغراءات مضللة!
وعوده كلها ألوان من الكذب والخداع وكم صور للإنسان البسيط أنه كان السبب فى خدمته وسعادته ، ثم يجد هذا الإنسان البسيط المسكين أن كل ذلك سراب زائل وأشياء فانية. وهذا هو دائما أسلوب الشيطان باستمرار: أنه يزخرف طريق الباطل، ويضفى عليه أوصافًا من الجمال تغرى من يقع في شباكه.
و من صفاته أيضًا أنه صبور ولحوح لا يملّ من الإلحاح...
وربما يعرض الفكرة الواحدة مراتٍ ومرات. ومهما قوبلت بعدم القبول أو بالرفض، إلا أنه يستمر في عرضها مرارًا وتكرارًا. فربما بكثرة الضغط والإلحاح، يستسلم الإنسان له ويخضع، وهو لا يخجل أبدًا من الفشل؛ بل يصور نفسه أنه هو الناجح والفائز مهما قابل من فشل ومها صدم من خيبات أمل.
التسميات: أخبار نقادة, مقالات, نصائح
0 تعليقات:
إرسال تعليق
شاركنا برأيك
الاشتراك في تعليقات الرسالة [Atom]
<< الصفحة الرئيسية