13‏/03‏/2017

طبول القرية التي لا تَكُف عن الطبل

نتيجة بحث الصور عن لوحة المزمار

بقلم . عبدالناصر أحمد 
:.. لحسن حظها أن يتواجد بها ثلاثة مقامات لثلاثة أولياء مختلفين زمانًا ومتقاربين إلي حد ما مكانًا .نحسبهم من الصالحين بثلاثة ليالٍ مختلفة يقام لكلٍ علي حده  مولد سنوي غالبا ما يكون مزمار بلدي (طبل الشيخ) وتأتي عادةً تلك الليالي متعاقبة لارتباطها او لربطها بمناسبة ما ( موسم الحصاد او عودة احد افراد الأسرة من السفر او زواج او مرور الحجيج بالقرية تبركاً بالشيخ ) في زفة معروفة بالدُورة مردّدين الأهازيج التراثية ( حَجِّينا يا حَجِّينا يارب سلّم حَجِّينا) ، و( فاطمة يا فاطمة يا بنت نبينا إفتحي البوّابة يا فاطمة أبوكِ داعينا)  قبل ذهابهم الي بيت الله الحرام ومشاركة المريدين والمودّعين في كورال جماعي بالطِيران(جمع طار) وعلي صليل سيوف الرفاعية مع حضور المُجامِلين من كل فج . تارة بالدفوف وتارة اخري بالمزمار البلدي . 
رغم تلك الفرحة العارمة والرقص بالعِصِي (التحطيب) علي انغام المزامير وأكل الحلوي (المَطّاطَة) والتي كانت بالنسبة للكل كبيرا وصغيرا أشهي من ارقي انواع الحلوي والشيكولاتة الآن لتدخل بعد انتهاء تلك الاحتفاليات الي البيوت لتجد لا شئ الا من بعض الغلال وجرّة الجبن متكئة الي جرّة العسل الأسود وحصير من حلف وغطاء من شال الصوف في منزلٍ طيني مسقوف باعواد الذرة (سَباتة) الا من غرفة واحدة سقفت بالجريد والفلاق (جذوع النخيل بعد شقّها) ولا كهرباء ولا رفاهية ولا شئ من متاع الدنيا الا ما تم ذكره غير ان تلك الفترة رغم الفقر كانت فترة غنية بنقاء القلوب وصفاء الأذهان والكرم حيث يتبادل ويتقاسم الجيران الأطعمة والنخوة الفطرية التي كانت تظهر جليّة عند انقاذ غريق او استغاثة من حريق او عند نجدة ملهوف او مساعدة محتاج ولو بالنذر اليسير  .

وللحديث بقية :.

التسميات:

0 تعليقات:

إرسال تعليق

شاركنا برأيك

الاشتراك في تعليقات الرسالة [Atom]

<< الصفحة الرئيسية