08‏/09‏/2017

الشعر الحلمنتيشي



يستجيب الشعر والأدب للظروف المختلفة كما تستجيب اللغة إلى ما حولها من مؤثرات، حيث عرف تاريخ الأدب العديد من المدارس والمذاهب الأدبية التي نتجت بشكل مباشرٍ أو غير مباشر عن مراحل حضارية محددة، كما تطورت لتستجيب لمراحل جديدة، ربما يكون المذهب العبثي أو مذهب اللامعقول هو المثال الأبرز على الاستجابة الأدبية للتغيرات الكبيرة التي تحيط بنا، حيث استجاب أدباء العبث لما نتج عن تبدلات في المفاهيم الإنسانية بعد الثورة الصناعية وما تلاها من حروب مدمرة، لكننا في مادتنا هذه نقف على نوع مختلف من الاستجابة، يمكن أن نعتبره احتيالاً على اللغة وعلى الرقيب في آن معاً، إنَّه الشعر الحلمنتيشي الذي نشأ في مصر وانتشر في السودانوالحجاز.

الشعر الحلمنتيشي مواجهة مفتوحة مع المجتمع واللغة

برز الشعر الحلمنتيشي في مصر والسودان مطلع القرن العشرين، كما انتقل إلى الحجاز أيضاً، ومن المؤسف أنَّنا لم نجد الكثير من الدراسات العلمية الدقيقة التي توثق نشأة هذا النمط الشعري الحديث، لكننا سنحاول أن نحلل معاً العوامل التي أسهمت في رواج الشعر الحلمنتيشي في هذا الزمن تحديداً، حيث ترافق ظهور الشعر الحلمنتيشي مع النهضة الموسيقية والشعرية في مصر، التي تعد مركز نهضة الموسيقا والأغنية العربية في القرن العشرين.
فكان الشعر الحلمنتيشي بمثابة ردَّة فعلٍ على مجتمعات النخبة الشعرية والموسيقية في الزمن الذي ذاع فيه صيت شعراء المهجر الكبار وسطع فيه نجم أمير الشعراء أحمد شوقي، فوجد الشعر الحلمنتيشي نافذة ليطل على الجماهير منها، ليأخذ من السخرية التي أهملها الشعر الفصيح طريقاً إلى القلوب، كما جعل من اللهجة المحكية مادَّة رابطة بين كلمات القصيدة، فأصبحت القصيدة لا هي فصيحة ولا هي عامية، سمتها الأساسية أنَّها ساخرة ومغرقة في الشعبية.
هذه المميزات تجعل من الحلمنتيشي رافداً مستقلاً من روافد الشعر

التسميات:

0 تعليقات:

إرسال تعليق

شاركنا برأيك

الاشتراك في تعليقات الرسالة [Atom]

<< الصفحة الرئيسية