03‏/10‏/2017

( الطيب أديب ) وجه من جنوب الجنوب




كتب / عبدالناصر أحمد
الكاتب والروائي والباحث والأديب والجغرافي المعلم صاحب القلم الذي نشتم منه رائحة طين الجنوب الزكية ونستظل في ظل سنطاته الوارفة الظلة من وعثاء سفرنا الطويل ، ومن هجير صعيدنا اللافح ذلك السنط الذي رحل بعضه كما رحلت منه أشياء كثيرة وجميلة الي غير رجعة وأبي بعضه الرحيل إلى أي جهة وبخاصة الي جهة الشمال . شمال الأبنودي ودنقل ليبقي وسط أهله الطيبين فيذكرنا بكل ما هو جميل وبالوجه الحقيقي للجنوبي الأصيل . 
ولا أقصد بالجنوب المكان الجغرافي الملموس فحسب وإنما قصدت الجانب المحسوس لاهتمام أستاذنا ومعلمنا القدير بقضايا الجنوبيين وقد ظهر هذا جلياً في كتاباته عبر الصحف المحلية والعربية وفي منشوراته من خلال مواقع التواصل الاجتماعي ومقالاته الدورية ومؤلفاته العديدة  . 
أطالع صفحته فأجدها واحةً غنّاء من الشعر الهادف والأدب الساخر ، والتراثي النادر من فن الواو والموال وعن سير العلماء والأدباء والشعراء والنبلاء وأطرف ما نُظم من شعر عبر عصوره المختلفة . وعشرات المنشورات التي تهتم بالطفل منذ نعومة أظفاره وحتى صباه . 
تمتاز  صفحة أديبنا الكبير بالنقد المؤدب البناء ومواكبة أحداث عالمنا اليومية المعاصرة والمهمة والتفاعل معها عن دراية وفهم حقيقيين  . 
يقف قلمه الحر بجوار الضعيف صاحب الحق دائما لا يخشي في ذلك لومة لائم أو مقالة قائل . 
حزبه السياسي كرامة الإنسان ونصرة صاحب الحق ومرجعيته حب الأوطان وصوته صوت الفقراء والمهمشين .   
أقلب عشرات الصفحات سريعا ولكني لابد أن أختم بواحة استاذنا الطيب الأديب لاستريح من وعثاء تلك الصفحات المزعجة والمليئة بالضجيج وغير الهادفة لأتناول من صفحته ما جمعه من أطيب الثمر وأنهل من معين ثقافة وخبرة جدّته الذي لا ينضب تلك الجدة التي تتابع وتهتم بقضايا منطقتنا من المحيط إلى الخليج  . أستريح في ظل سنطاته الوارفة الظلة فاشم عبق صعيدنا الجواني الفواح ورائحة طينه الزكية. 
أحرص دائما على متابعتها ضمن القليل من الصفحات الأخرى فهي أشبه ما يكون بمجلة ثقافية وعلمية دسمة وجريدة اليكترونية شاملة ومجانية .
يعتزل أديبنا منذ زمن بعيد الأمسيات الشعرية والمنتديات الأدبية . 
إن ما يدعوا إلى الفخر أن تتضمن كتب وزارة التربية والتعليم بالمملكة العربية السعودية بعضا من مؤلفات الاستاذ الطيب أديب في مجال أدب الطفل لتدرّسها لأطفالها في المراحل الدراسية المختلفة هناك . 
واسأل نفسي دائما سؤالاً ساذجاً كوني أعرف إجابته مسبقاً كيف لا يتضمن كتاب مصري واحد يتبع لوزارة التربية والتعليم بعضا مما يكتبه الأستاذ الطيب أديب وكيف لا يكون مثله فوق منصات الأدب ليدير ويناقش عن علم ودراية وثقافة وصبح فارسًا لتلك الفعاليات . فقليلا ما تجد مثلها على الساحة . أم أن مصر كُتب عليها أن يبقى هؤلاء الأدباء الكبار أصحاب الأقلام الحرة والمؤثرة والتي تغرس في الطفل القيم النبيلة والفضيلة وهذا هو المهم لأنهم سيكونون غدا رجال المستقبل وهذا فقط هو ما يبني المجتمعات ويرتقي بالأمم . أم كتب عليها أن يقف اصحاب الأقلام الضعيفة والتي تشبه إلى حد كبير نفوس أصحابها في مقدمة الصفوف ويشار إليها بالبنان  . 
حريٌّ بمصر وبقنا وبنقادة وبقرية كوم الضبع أن تفخر بالأديب الأستاذ الطيب أديب  . 
جدير بالذكر أنني لم اتشرف بلقأء الأستاذ الطيب ولا بالاتصال التليفوني حتى رغم أن ما يفصلني عنه عشرة دقائق فقط بالسيارة أن لم يكن مشياً علي الاقدام . وهذا تقصير مني ليس إلا . ولكنها صداقة عبر هذا العالم الافتراضي وإن كان في التسمية بعض الإجحاف حيث أن صداقات كثيرة جاءت عن طريق هذا العالم ونجحت وتوطدت واستمرت . 
منذ سنوات بعيدة ارتجلت كلمات قليلات لغنائيةٍ بسيطة بعدما تكرم بقبول طلب صداقتي لارسلها له عبر الخاص فيجاملني كعادته مع الجميع ثناءا لا أستحقه بل هو الذي يستحق التقريظ وأكثر . 
هذا هو جهد المقل وما جادت به القريحةالمتواضعة فرب العزة يزيد في الخلق ما يشاء : 
**
صاحب قلم طيّب
للجرح بيطيّب
تنادي له هبة النيل 
ما يقولشي غير طيّب
....
روائي جغرافي
وكتاب كبير وافي 
كاتب أدب للطفل
وده وحده له كافي
....
من اسمه كان له نصيب
طيّب ولقبه أديب
والجدّه نظرتها 
وفراستها ما تخيّب
....
الأصل عندك طبع 
له بصمة تطبع طبع 
بيك البلاد تفخر
يا إبن كوم الضبع
....
كما نخلة طراحة 
نجنيها بالراحة 
على صفحتك نرتاح 
وبتشبه الواحة
**
تقبلها فلا أملك غيرها واعتذاري عن عدم القدرة علي الزيارة رغم مجيئي البلد وذهابي لدواعي السفر والتماس سبل العيش ولكنها دعوة لك بظهر الغيب رغم أننا لم نتقابل أن يحفظك الله ويرعاك  ويسعدك ويجعل جهدك المبذول في نشر الخير وكل ما هو طيب ومفيد لرفعة ذلك الوطن وفي ميزان حسناتكم . 
موداتي وتحاياي ومحبات بحجم السماء .

0 تعليقات:

إرسال تعليق

شاركنا برأيك

الاشتراك في تعليقات الرسالة [Atom]

<< الصفحة الرئيسية