02‏/10‏/2017

ما لم تقله سارة .. من المجلات العربية

لم تكن تفهم مشاعر الخوف التي تسحقها.. في كل مرة تنتفض فيها بكل حواسها على صوت ارتطام مسطرة المعلمة على الطاولة، وصوتها الغاضب: سارة! 
تحدق في الملامح المُتجهمة، وفي رأسها يدور ألف سؤال.. تغيب الإجابة في تقاطع الحاجبين.. تذوب في العتمة القاسية التي تملأ تقاسيم الغضب في وجه يحمل الملامح نفسها بذكورية طاغية يصرخ في أذنها صباحاً بالنبرة الحادة ذاتها: سارة..!
لتحمل حقيبتها وتتوجه للمدرسة.. الصوت يتسلل إلى أحلامها، يوقظ سارة الغافية بين أحضان الدمى!.
ضربة أخرى.. تجتهد ساره في قراءة الكتاب.. بين يديها تتراقص الحروف.. تخونها.. ترقص سارة معها.. تضحك.. ضربة ثالثة تفقد سارة الكتاب.. ينسل من بين يديها.. يسقط.. وتواصل الضحك.. يستشيط الوجه الغاضب أمامها.. تسقط العصا مراراً مراراً.. وسارة تضحك!.
لم تستطع تفسير الملامح الجامدة التي انتقلت إلى أمها لمجرد ورقة سلمتها لها.. فرحت كثيراً لمجرد أن المعلمة ذات الملامح القاسية منحتها ورقة لم تقرأها.. ليست بحاجة لقراءتها.. المعلمة أعطتها ورقة.. لم تفهم دموع أمها.. غضب والدها لقراءة الورقة.. الصفعة التي تلقتها من أجل ورقة. 
حكاية الأوراق لم تفهمها سارة!. 
تكثر الأصوات الغاضبة وتتشابك بحدة في النبرة الوحيدة التي لا تخطئها سارة.. من خلفها تتسرب همهمات ساخرة.. تواصل سارة كتابة الأرقام والصوت الغاضب يحتد صراخاً أن تتوقف.. لِمَ يتوجب عليها طرح الأرقام.. تكره سارة الضرب.. لِمَ تُضرب الأرقام.. ثارت حزناً.. ألقت بالقلم بعيداً!. 
***
عصفور تائه كعينيها حط قرب النافذة.. ظلت محدقة فيه.. مفتونة برشاقته.. تذكرت قطع البسكويت في حقيبتها.. نثرت بعضاً منه.. اقترب منها.. التقط بمنقاره حبات منه.. قامت بتفتيت المزيد لعصافير أخرى.. اقتربت أكثر.. فرحت بالوفود.. تألقت عيناها بفرح.. ضحكت معها بحماس وصخب.
سارة..!!
صوت حاد جعل العصافير ترفرف بعيداً.. وجعلها ترتعد بشدة لتعود إلى مقعدها منكسرة.. ضحكات مكبوتة ترافق كلمات المعلمة الغاضبة.
العصافير لم تعد تقترب بعد الآن.
سارة تنظر إلى جناحيها!.

0 تعليقات:

إرسال تعليق

شاركنا برأيك

الاشتراك في تعليقات الرسالة [Atom]

<< الصفحة الرئيسية